حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 20:54
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
أتحبّ الحلويات؟
ترجمها عن الإنجليزية
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
كان هناك ولدٌ يحبّ أكل الحلويات، طلبها دائما من أبيه الفقير الذي لم يكن قادرا على تلبية رغبة ابنه. لم يفهمِ الولد الغضُّ مشكلة أبيه وضلّ يطلب ما يحبّ. فكّر الوالد مليا في الأمر، كيف يستطيع إيقاف ابنه عن مطالبته المتكررة للحلويات. في ذلك الوقت عاش رجل ورع في تلك المنطقة. قرر الوالد ذاتَ يوم أن يصطحب ابنه لمقابلة ذلك الرجل الورع راجيا أن يتمكن من إقناع ابنه ليقلعَ عن إدمانه للحلويات. توجّه الأب وابنه إلى بيت الرجل الورع واستهلّ الأب كلامه قائلا: أيها القدّيس العظيم هلا طلبت من ابني أن يتوقّف عن طلب الحلويات التي لا قدرةَ لي لتوفيرها له. أحسّ الرجل العظيم بصعوبة إذ أنه مُغرم هو بنفسه بتناول الحلويات. كيف منَ الممكن أن يطلب هذا الورع من الصبي إيقافَ طلبه للحلويات. أبلغ ذلك القديس الوالدَ أن يعود إليه ثانيةً بعد شهر.
خلال هذا الشهر توقّف الرجل الورع عن تناول الحلويات وعندما عاد الأب وابنه إليه بعد شهر قال الورع للصبي: يا بنيّ العزيز، هلا أقلعت عن هذه العادة، طلب الحلويات على الدوام، أبوك لا قدرة له لتوفير المال اللازم لذلك.
منذ ذلك اليوم توقّف الصبي عن طلب الحلويات من والده.
سأل الوالد الرجل الورع: لماذا لم تطلب من ابني أن يتوقّف عن هذا الطلب عندما زرناك قبل شهر؟ أجاب القدّيس: كيف كنتُ قادرا على ذلك في حين أني أحببت الحلويات أنا بنفسي. في الشهر المنصرم تمكّنت من التخلّي عن الحلويات.
قدوة الإنسان أقوى بكثير من مجرّد كلماته. عندما نطلب من شخص ما أن يقوم بعمل معين، علينا أن نقوم به نحن أنفسنا أولا. لا يجوز أن نطلب من الآخرين القيام بما لا نقوم به نحن بأنفسنا.
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟