أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!














المزيد.....

اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 18:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هناك خطأ إجرائي في الاقتراح الذي قدمه السيد معاذ الخطيب قبل أيام، وقد قضى بأن يفرج النظام عن "160 ألف معتقل لديه، وأولهم النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا"، ثم "الإيعاز إلى كل سفارات النظام بمنح جميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم جوازات". مقابل ذلك عبر الرجل عن استعداده "للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو اسطنبول". واضح أنه يتكلم باعتباره رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. والخطأ يتمثل في ما يبدو من أن الرجل لم يستشر أحدا قبل الخروج بهذا الاقتراح الذي نشره على صفحته على فيسبوك.
وغير الخطأ الشكلي، يبدو طرح الخطيب مرتجلا، فلا هو مجرد رأي عارض لرجل صار كل ما يقوله موضع متابعة واهتمام ومؤاخذة، ولا هو "مبادرة" مدروسة مكتملة الأركان.
رد المجلس الوطني السوري، وهو قوة أساسية في الائتلاف، معترضا على ما سماه عرض التفاوض المشروط هذا، ومؤكدا الرفض القاطع "للتفاوض مع النظام المجرم، والإصرار على رحيله بكل رموزه".
لكن هل من تعارض محتوم بين الأمرين؟ لا يمتنع تصور سياسة ديناميكية تجمع بين "الإصرار على رحيل النظام المجرم"، وبين تفاوض يفترض أن يكون معياره تحقيق مكاسب للثورة، إن لم يكن على المستوى السياسي الكبير، فعلى مستوى ملفات إنسانية هنا وهناك.
الأمر اللافت الذي يؤخذ على الائتلاف، وعلى المجلس الوطني من قبله، أن أيا منهما لم يتقدم بمبادرة سياسية أساسية في أي وقت، مستغنيا عن ذلك بمبدأ رحيل النظام بكل رموزه وأركانه. هذا هدف الثورة الجوهري، والقوم محقون في بناء هويتهم السياسية حوله، لكن ليس ثمة تناف مبدئي بين هذا الهدف وبين مبادرات سياسية ربما تكون محطات في سبيله. من شأن ذلك أن يرمى الكرة في ملعب النظام ويضعه في وضع دفاعي، وقد يضطر إلى تقديم شيء يموه به طابعه كطغمة عدمية. ومن شأنه أيضا أن يخرج قوى دولية مترددة من ترددها، ويضعف من دواعي تشككها بجدية المعارضة السورية.
أهم من ذلك، من شأن مبادرة سياسية أن تخاطب جمهورا سورية مترددا، وإن لم تكسبه إلى صفوف الثورة فإنها تدفعه إلا الابتعاد خطوة عن النظام. وقبل ذلك، من شأنها أن تخاطب جمهور الثورة وتوسع أفقه السياسي.
لا تُقيّم المبادرات السياسية بنجوعها المباشر أو بقابليتها الفورية للتطبيق، ومن غير المحتمل أن يستجيب النظام لما هو أقل بكثير من الإفراج عن "160 ألف" معتقل، ولو كان هو البند الوحيد في "المبادرة"، لكن هذا الاعتبار البراغماتي وحده يسوغ تعجيز النظام وإحراجه. السياسة فن، أليس كذلك؟
وأسوأ مبرر لعدم التقدم بمبادرات هو الاعتقاد أن السياسة تنازلات، وأن كل ما هو دون سقوط النظام بكل رموزه وأركانه، هنا والآن، هو تفريط، وفقا للغة ألفناها في الشأن الفلسطيني، فتحت الباب لمزايدات لا تنتهي، وكان ضحيتها من أطلقوها أنفسهم حين اضطرتهم الظروف إلى ممارسة السياسة. بعد مبادئ لا سياسة فيها، جرى التحول إلى سياسة لا مبادئ فيها. هذا ما يتعين تجنبه في الصراع السوري الذي لا يمنع الأمل بالفوز فيه سريعا من التفكير فيه على النفس الأطول.
وبدلا من لوم الخطيب على اقتراح غير مدروس، قد يكون الأصوب تحويله إلى مبادرة فعلية، إن لم تثمر، ولن تثمر، فإنها فرصة لنقاش عام واسع في أوساط الثورة.
كل ذلك للقول إنه يمكن للمبادرات السياسية أن تكون استمرارا للثورة بوسائل أخرى.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي مشكلتنا مع -جبهة النصرة-؟
- المرحلة الأخطر في الثورة السورية
- الأسد أو لا أحد/ الأسد أو نحرق البلد: نظام العدمية السياسية
- المراقب المثالي والصراع السوري
- المنسى السوري... المنساة السورية
- في شأن -جبهة النصرة- والسياسة الملائمة حيالها
- ليس لدى -السيد الرئيس- من يشاركه!
- قبول -الحل الإبراهيمي-، وليس رفضه، هو ما يؤدي إلى -الصوملة-؟
- الثورة، الإسلام، وامتلاك السياسة: في نقد -التيار المدني- وال ...
- تحولات صورة الأميركيين أثناء الثورة السورية
- خوارج الثورة السورية و-خوارجها-
- ثلاث قوى منظمة و...ثورة
- تكوين سورية وتاريخها و...الثورة
- الثورة السورية ووضع الثورة المطلقة
- حوار متجدد في شأن الثورة السورية
- الثورة والإسلاميين بين سورية ومصر
- ليس في التاريخ ثورات -ع الكاتالوغ-
- هل نستطيع تصور النظام السياسي السوري بعد الثورة؟
- ثورة سورية أم ثورة إسلامية في سورية؟
- معضلة العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين السوريين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!