أحمد الليثى
الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 09:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كمدخل الى الفكر الاسلامى الحديث, استطيع القول بأن جمال البنا قد استطاع خلق فقه مناسب للمرحلة الانية, وقبل البنا, لم يكن للفكر الاسلامى شىء نستطيع معه القول بأن الفقه الاسلامى قد استطاع ترك الموروث وتجاوزه الى ما بعد ذلك, فجل الفقهاء قد تحكم فيهم النص الى الدرجة التى معها اصبحوا لا يستطيعون الانشغال بحياة العامة وافكارهم, ولم يستطيعوا تجاوز فكرة الاسلام الوعظى الى فكرة اكثر رحابة من ذلك, عرفت جمال البنا مع بداية كفرى بما يقوله المتفيقهين, الذين لم ينالوا من الدين الا قشوره ونقابه وحجابه ولحيته, ولم يكن ذلك كله من دين الله, فبدأت اخذ منحى مختلف والنظر الى الدين من زاوية غير زاوية الكهنة والحجاب, ووجدت ان الدين معه غير الدين الذى تربيت عليه, وغير دين المتفيقهين وكهنة اخر الزمان, وقلما وجدت مثل هذا الخطاب المؤمن برحمة الله وبرحمة رسوله, (وما خلقناك الا رحمة للعالمين), وبدأت فى متابعة كل ما يكتبه فى جريدة المصرى اليوم, ثم شاهدت جل حلقاته التلفزيونية فى قناة دريم, مع الرائعين, خالد منتصر وعمار على حسن.
بيد لى ان كل ذلك لم يكن فقط اقتناعاً بأفكار الراحل, بل تنفيذاً لمبدأ مهم من مبادئه, أن الاسلام هو دين الحرية, ولذلك فهو يقبل أى فكر, وفى الاجتهاد خطأ وصواب, ومن اجتهد وأخطأ له أجر, ومن اجتهد وأصاب له أجران, فلم يكن معه ما كان مع من قبله, من الدخول فى قولبة واسر الفقه الاسلامى العتيق, فصرت أقرأ لغيره من المفكرين الذين حاولوا ولو بجزء ضئيل محاربة الظلامية وفك أسر الفكر الاسلامى من كهنته, والوصول به الى أفكار تقبل المراجعة, إنشغل الاستاذ جمال البنا فى حياته بمشروع تجديد الفقه الاسلامى وخلق فقه جديد يكسر جمود الفقه الذى ظل معنا لـ 1400 سنة, من سنوات عمر المسلمين, نحو فقه جديد, وأحمد الله انه وفق فى إنجاز مشروعه وترك لنا أثر كبير من بعده فى المكتبة الاسلامية, بل ان المكتبة الاسلامية لم تشهد مثل هذا الانجاز من قبله, هكذا رأيت جمال البنا, وهذه كانت حكايتى معه.
#أحمد_الليثى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟