|
الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
علي شايع
الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:15
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ما كان يجب أن نتنكر له..الأردن ساعد الشعب العراقي كثيرا" قال السيد زهير الدجيلي في تقرير أخباري (مدفوع الثمن) في صحيفة القبس،وبدت كلماته مفخخة بالتعنيف وهو يرى ان من حق الشعب العراقي ان يقول شيئا ولكن : "ليس بالأسلوب الذي يجرى مع الأردن الشقيق الى الدرجة التي أظهرت العراقيين وكأنهم نسوا ما قدمه الأردن لهم منذ ان كانوا شتاتا في المنفى، ونسوا تماما الضغوط التي تعرض لها الأردن من نظام صدام آنذاك". كلام مضحك مبكٍ لا اصدّق انه يصدر من رجل مخضرم مثل الدجيلي له في العهد القديم! مآثر نقرة السلمان!. ولا ادري كعراقي ما قيمة ما قدمه الأردن للعراقيين في شتاتهم الأخير،ليراهن عليها الكاتب بملء الفم وليته دلّنا على مكامن السر في تلك المساعدات وقيمتها ومن هو المتفضل على الآخر؛ الأردن ام العراق؟.وهل كانت مساعدات شعب ام عطايا ملوك لأقلام وضمائر؟!.. إذن ربما يكون السيد الدجيلي محقا بقدر ما يتعلق الأمر به شخصيا.. فهو كإعلامي وصحافي كان يجد ترحابا وحضورا هاما أيام إذاعة الحرية، التي تحدث عنها وعن الأفق الذي نالته في الأردن،ورغم هذا فليس الأردن بمتفضل على أحد في ما كان يبديه من تعاون في البث من على أرضه،بل هي صفقات تجارية كانت الحكومة الأردنية رابحا أساسيا فيها..لكن السيد الدجيلي أراده حديثا عن حضوره المترف ربما وآخرين كانوا يتنقلون بشكل مختلف عن ترحالات الخالة ضواهن التي تريق ماء الوجه خلل عباءة صفراء لا تسرّ الناظرين، من سوء ما بُشرت به من تتالي القيظ عليها.. الخالة ضواهن بائعة السكائر في الساحة الهاشمية. ربما هذا ما دفعه للقول ان الأردن كانت بوابة الحرية للعراقيين!!.. هذه الكلمات، ما سمعتها قبلاً من أي عراقي،فالإجماع يقول: لم تكن الأردن غير معتقل مفتوح للعراقيين لاقوا فيه الويلات.ولا أحصي عراقيا واحدا مرّ بالأردن إلا وله في هذا البلد حكاية خراب مالية على الأقل،فالعمال والشغيلة من شباب العراق مدوا رقاب الفاقة للعمل والكراء كما لم يسبقهم اليها أحد،وتعرضوا لأخطر أنواع الابتزاز،وسيقرأ كلماتي هذه مئات اللآلاف من العراقيين ليتذكروا يد الرجل الأردني وهو يطبطب على أكتاف العامل منهم بعد ان اشتغل لديه للأشهر طويلة بلا مقابل.. قائلا له بسخرية الناكر بعد أن أكل حقّه: "يعطيك العافية".. فهل تعادل هذه الكلمة أجره عن كل ما مضى؟!.. وفي أي بنك أردني ستصرّف هذه ال "يعطيك العافية"؟ "يعطيك العافية"..مرفقةً بتهديد مبطن بالتبليغ عنه لإقامته الغير الشرعية في الأردن؟. هل كتب الإعلام الأردني أيامها عن هذه الظاهرة؟!!.. هل تابع أي إنسان في الكون هموم ذلك العراقي وثقل ما كان يتراكم عليه و يجب دفعه كل يوم من دنانير أردنية ضريبةً للإقامة "في بلاد العجائب"؟.. كان الإنسان العراقي يجوع ويتشرّد بينما الأردن يرفع عبر هذا قيمة ديناره برؤوس الأيتام.. سيتذكّر هذا كل من مرّ بالأردن.. سيتذكّر سطوة رجل الشرطة وتهديده الدائم بالترحيل.. هل سمع الدجيلي على كبر تجربته وعمرّه السبعيني بتقليد عراقي كهذا مع الوافدين الأجانب الى العراق؟.وهذا الرجل شهد تجربة حضور الملايين من المصريين الى العراق..فلا اعلم عن أي حرية ومتنفس وفضاء ومتسع يتحدث؟. وليته اكتفى بذلك بل راح يؤلف حكاية غريبة ما انزل الشيطان! بها من حرف، فهل سمعتم شيئا عن هذا قبل إن يكتبه الدجيلي : " تحمل الأردن طيلة ثلاثين عاما مضت مسؤولية إيواء أكثر من مليون عراقي، وقدم لهم خدمات كثيرة رغم ضائقته الاقتصادية ورغم تهديدات نظام صدام"..إنها لفرية كبيرة وتجاوز هائل على حقوق الملايين من الشعب العراقي ممن اغتصب حقوقهم النظام الأردني بأساليب الابتزاز التي كان يمارسها صحبة نظام صدام وأزلامه.. وإذا كان السيد الدجيلي يرى بجعل الأردن أرضه ممرا تجاريا وعسكريا طيلة الحرب مع إيران.. ومنفذا وحيدا طيلة الحصار بعد غزو الكويت- الذي أثبتت الوثائق الأمريكية ضلوع الملك حسين في التخطيط له-. إذا كان الأردن يرى فضلا في هذا، فهل يعلم السيد الدجيلي وبعض مثقفينا ومتثاقفينا النائمين في العسل ان الديكتاتور البغيض منح الأردن وعلى امتداد حدوده مع العراق ما عمقة 75كيلو مترا من الأراضي العراقية الغنية بالمعادن وبالحجر النفطي حيث يعتبر ثروة كبيرة..كتبنا سابقا عن هذه الأرض المهداة،والتي تعادل مساحة دولة خليجية!!..بينما يدفن الجواهري في أرض غريبة.. ويحلم ملايين المهجرين ببيت وسقف عراقيين، ان لم يكن قبر. وأني لأسأل ان كان بعض المثقفين العراقيين قد حولهم عملهم في بعض الصحف الغنية الى تجار فكيف تفوتهم تلك الحسابات التجارية عن الأرض المقتطعة من الوطن أيضا؟!.. السيد الدجيلي يشير أيضا الى مواقف الأردن السياسية التصحيحة!..ولست ادري ما هي حدود التصحيح في موقف الأردن تجاه الشعب العراقي لحظة يسحب الملك حسين حبل مدفع مصوّب جهة إيران في حرب الجارتين الطاحنة.. ليكتب السيد الدجيلي في القبس وغيرها من صحف الكويت ما يبرر للأردن موقفها التصحيحي من العدوان على الكويت،ولكن ليحذر حين يوجه كلامه الى الضحايا بالقول : ما كان يجب أن نتنكر له..الأردن ساعد الشعب العراقي. بم كانت المساعدة وما آلتها؟.. والى م استغفال الضحايا؟. لا يزايدن احد على جراحاتهم ولا يزايدن احد ويفتح ملفاته عن معاناته وتعذيبه في "زمن الجاهلية" التي تمنحه الان حق الوصاية على شعب كامل وتعنيفه لأنه لم يشكر الأردن.. هؤلاء الضحايا سيقفون موقفا أشرف وأنقى في برلمانهم الجديد من موقف البرلمان الأردني،وسيحقّ لهم دون غيرهم محاكمة دولة مجاورة وطلبها للعدالة والقضاء،أما العقوبات فبالأقل وقف المنح التي لازالت تنتهجها الحكومة العراقية على الطريقة الصدامية القديمة في هدر الهبات..هبات و(فخفخات) دبلوماسية تشبه كلامه وهو يقول : " فعلى حد قول مسؤول أردني لنا ان الأردن يتعامل مع كل العراقيين بروح أخوية وإنسانية".. هكذا إذن.. سنضع النقاط على الحروف لنكتشف ان السيد الدجيلي كتب تقريره الإخباري ذاك ليوصلنا الى هذه النتيجة الأخوية مع مسؤول أردني.. ولربما كانت الفكرة التالية أيضا خلاصة من حوارهما؛ "إذا كان ما حصل مع الأردن رد فعل طبيعي كما يرى البعض، فليكن أيضا رد الفعل نفسه ضد دولتين جارتين تلعبان دورا رئيسيا الان في زعزعة الأمن في العراق". لست ادافع عن إيران أو سوريا، وأرشيف ما كتبته سابقا يشهد بهذا..ولكني لا ادري أين إحتـُفل في إيران بجنازة مفخّخ انتحاري؟،واي الصحف الإيرانية كتبت عن هذا الموضوع؟،وأي الصحف السورية نشرت خبر عرس الشهيد الانتحاري؟..هذا هو الثرد قرب الصحن تماما..وهذا هو خلط الحابل بالنابل.. وبين هذا وذاك أراك أيها السيد تكيل بمكيالين، وتحاول خلط الأمور لتضليل الناس عن الحقيقة،وربما تكون لغاية في نفس يعقوب،ولكنك بالطبع تسدي خدمات كبيرة لأصدقائك الأردنيين وغير الأصدقاء منهم-حتى دون قصد- من فصيل ليث اشبيلات الناعق في كل معترك بعثي سلفي عابر للحدود وهمّاز بالشرور. لذا أيها السيد لا تتهم أهل العراق بنكران الجميل،وأنصحك بإخوة الكلمة إن تبقى في الشأن الكويتي والقبس تحديدا،وهنيئا لكم ما وجدتموه مُحضرا.
مقال السيد زهير الدجيلي المنشور في صحيفة القبس الكويتية ايضا http://www.aljeeran.net/viewarticle.php?id=3665&pg=menu_l&art=mp
#علي_شايع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
!أكان سيفعلها ملك الأردن؟
-
المكيال أردني
-
أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
-
اضحك مع الإعلام العربي
-
الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
-
حكاية رئيس تحرير
-
! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
-
عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي
-
حوار أثار استغرابي
-
دعوة لإحراق السفن
-
رسالة الى الشيخ بن لادن في العام الجديد
-
ما كان الحوت ذئب يونس ..يا أيها السفير
-
هل يستحق محمود درويش تلك الجائزة؟
-
قبل أن يبطشوا بسيد القمني
-
الأكراد..والندم الماركسي!
-
حين يـُقرأ ُُالشعر من على شجرة
-
الى الصحفيين العرب.. بوح عراقي بما يشبه رسالة
-
الاستقلال.. بالقدم العراقية
-
!اختطاف التاريخ
-
المتكرر في النجف بعد ثمانين عام
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|