أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف














المزيد.....

ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 20:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مفارقة مؤلمة ان نأتي بعد عقدين ونيف من انتهاء واختفاء ثنائية تقسيم العالم استقطابيا بين معسكر اشتراكي وآخر رأسمالي,واتجاه العالم نحو صيغ جديدة للعلاقات تتبنى مفاهيم التنوع والتعددية, لنواجه في مجتمعاتنا التي يفترض انها اكثر لحمة تماسكا تحدياً طارئاً موروثا عن العصور الوسطى يسعى إلى مصادرة القيم الإنسانية المشتركة، وإلغاء التعددية ونشر الأوهام حول إمكانية تقسيم العالم إلى فسطاطين متضادين يتصارعان ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة, وبتجريد يقترب من مفهوم قوى الخير وقوى الشر، والاشد مرارة هي محاولة تجويف الحضارة الحديثة من خلال نشر الأفكار التي تنفي وحدة وتكامل العالم، وتروج للحروب الدينية وصدام الحضارات والاستحلال الحضاري، وتدق طبول الجهاد المقدس تحت بيارق مختلفة وفرضيات جامدة,يعد معه الحوار والانفتاح على الآخر ضرباً من الحرب على الذات، وسقوطاً في شرك الترويج لثقافة الهزيمة.
ان هذه الممارسات تذهل –قد تكون تعمدا-عن ان قوة القيم الإنسانية المشتركة تتتجلى في قدرتها على توليد الحوار والتضامن إزاء المشكلات التي تهدد الحياة والطبيعة والحضارة في المجتمع الانساني.. وفي استحضار التجليات الساطعة لهذه القيم في الحركات الاجتماعية التي تناهض الإرهاب والتطرف والحروب والفقر والتلوث البيئة وشموليتها وتمددها في مختلف قارات العالم عبورا على الاختلافات الثقافية والمعتقدية ودون تجاوزها.
ولما كان الحوار لازماً للديمقراطية التي غدت تشكل اتجاهاً عالمياً للتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبشرية المعاصرة في هذه الحقبة التاريخية من عصرنا، فإنّ ممارسة الحوار من قبل الفاعليات الدينية والفكرية والأدبية والسياسية ، سيؤدي بالضرورة إلى توليد المزيد من الحوافز لعمليات التجديد الديمقراطي الذي يواجه مخاطر جدية تدفع بالقيم الإنسانية المشتركة والعَلاقات بين المكونات والاطياف المتآخية إلى مصير مجهول، وتحول دون توظيف التاريخ الحضاري المشترك والتعايش السلمي المتقادم من اجل صياغة معايير تعددية ومتحضرة لمستقبل الحياة والتنمية.
إن ثقافة الحوار هي نتاج الحراك الاجتماعي والسياسي للتحولات التي تحدث في أي منطقة في العالم ونحن جزء من هذا العالم، فالعقول الواعية هي التي تحث على التغيير الإيجابي وتقدم معالجة فعلية وواقعية لكافة قضايا المجتمع، والمثقف يتحمل المسؤولية الاعلى في كسر طوق العزلة الانفرادية وتوسيع الـ"أنا"و ال"نحن" لتهيئ في داخلها مكاناً أرحب للآخر، لذلك نستطيع أن نقول بأن ثقافة الحوار هي الوعي المتطور للفكر الإنساني وهي الإنجاز الرائع لهذا الوعي والضامن الاكبر لتغييب مبررات اللجوء للعنف كوسيلة للتعبير وإلغاء الآخر المختلف والتنفيس عن الاحتقانات المجتمعية.
ان على المثقف ان يناضل لتأسيس رؤية تنطلق من المشتركات الانسانية وتوظف الاختلاف كوسيلة لدعم التنوع والتكامل والغنى المعرفي للفرد والمجتمع, وعليه ان يعي حجم مسؤوليته التاريخية في المواقف المفصلية التي تستهدف الوطن في عمق تماسكه ونسيجه الاجتماعي وتعدديته,ويتوجب عليه أن يحمل هموم مجتمعه، ويلتزم بقضايا وطنه ويجابه التحديات التي تواجهه، لأن المثقف هو ضمير المجتمع ووعيه وذاكرته , وهو الصلة ما بين الجموع وعمقها الحضاري وارثها الفكري والسياسي والإنساني.والاهم ,عليه الثبات بالتبشير بالحوار على قاعدة القيم الإنسانية المشتركة,كاسلوب وحيد لتحقيق التضامن في مواجهة التحديات التي تواجه وحدة المجتمع ومصير ومستقبل ابنائه.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة..مسؤولية
- حادث متوقع..تصرف متعجل
- انتخابات جديدة..وعود قديمة
- حرب الاصفار
- مدينة على شفا قطرات من مطر
- القانون فوق الجميع..القانون للجميع
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)
- علاج الزعماء العرب خارج الاوطان..
- اخوان مسلمون..أم خونة بغاة؟؟
- السحت الاعلامي
- الاصلاح وفوبيا التغيير
- مبادرة الشيخ حمد..دعوة الى الوهم


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف