أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!














المزيد.....

لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 20:46
المحور: المجتمع المدني
    



اصبح مع الوقت احد معالم المدينة، يدفع عربته البسيطة ويتجول بين الأحياء، ينادي على ما استطاع جمعه بإمكانياته المتواضعة للبيع، تارةً "كعك"، وتارة اخرى "معجنات" ، وثالثة "حلويات" .

تندفع العربة وكأنها أصبحت تعلم المسالك والأماكن التي يجب ان تسير فيها او تقف عندها.. فهي أمام "حسبة" الخضار صباحاً ، وبالقرب من مسجد جمال عبد الناصر ظهراً، وامام مدرسة قريبة بعد ذلك ، وعند ساعات المساء ايام الصيف أمام متنزه تنشط الحركة فيه كمتنفس للمواطنين ، هي "العربة" تشفق على صاحبها الذي حمل يوماً شهادة الدبلوم في الحاسوب وتعثر به الأمر فوصل الى ما هو عليه الآن ، لا واسطة لديه .. ولا مال كي يباشر مشروعه الخاص ..

ألفت وجهه وربما ألف وجهي ايضاً ، فكثيراً ما اصادفه عبر ساعات النهار وأطراف الليل الاولى، فهو السارح الباكر والمتنقل بين الأحياء الماهر، يضع شهادته في مكان ما على طرف العربة ليعلن عن ذاته، يعتمد النظافة شعاراً له واسلوباً لتسويق ما لديه.

سبق لي وان حادثته بعد عدة مصادفات عند شراء بعض الكعك، لاحظت الشهادة .. فقال : اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.. أعجبت برده واخذنا بعض الكلام حتى علمت انه من شمال الضفة جاء باحثاً عن لقمة عيش، ويفترش مساء غرفة صغيرة بنافذة تطل على "قصر" قريب، أهل القصر لم "يسببوه" يوماً .

قبل أيام كان عائداً من جولة فاشلة في المدينة، فأخذته الغشاوة وغفل عن حفرة في الطريق الممتد أمام "دوار الشهداء"، فانقلبت العربة وسقط معظم ما عليها من حلويات وكعك ..

كنت عائداً بسيارتي من زيارة لأحد الاصدقاء وكأن شيئاً خفياً دفعني للمرور بذلك الطريق، وكنت أسير باتجاه معاكس لاتجاهه، توقفت على بعد امتار وترجلت وسرت حيث كان يجمع ما سقط منه، يتحدث بصوت خافت وأحياناً يعلو قليلاً ، جمل غير واضحة او مفهومة، وفجأة صرخ وقال: مرّت عشر دقائق حتى الآن ، مركبات كثيرة اضافة لسابلة.. لم يعرنِ احد انتباه ولم يكلف نفسه عناء مساعدتي ..لماذا توقفت، لقد امسك الناس عني وها انت نزلت..

لم أجبه وأخذت اجمع معه ما تبعثر على الأرض، وهو يردد : خسارة على خسارة ..

شاط غضباً حين توقفت مركبة عابرة وكانت "الخامسة" التي تستفسر، وخرج صوت اجش من داخلها "سليمة في المال ولا بالعيال حادث بسيط لا عليكما"..

صاح: يا عالم ليس بحادث الرجل توقف ليساعدني هل اصبح المعروف والخير مستغرباً في هذه البلاد؟ غادر صاحب الصوت الاجش كما من سبقه ولم يكلف نفسه عناء المساعدة !!

أوقفت العربة معه وكلي دهشة لما حدث، لم يتوقف احد ليساعده والآن تتوقف المركبات لتسأل: هل هذا حادث؟،وعند تلقي الاجابة يغادرون ، وكأن في الأمر غرابة للمساعدة ! امرنا حقاً عجيب ، الخير مستغرباً، والشر سيد المكان.

فقلت ما قاله اعرابي يوماً:
أين الوجوه الصباح ، والعقول الصحاح، والألسن الفصاح، والأنساب الصراح، والمكارم الرباح، والصدور الفساح ؟ تعيدنا من مقامنا هذا.
أُفٍ لزمان الغدر !!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب ومواطن وحاوية!
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!