أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ( الوصول ) عبر بوابة نوروز















المزيد.....

هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ( الوصول ) عبر بوابة نوروز


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا شك أن الكل بات يعلم – وإن نسبياً - بأن التطور التقني قد اخترق حتى ذبذبات العملية الذهنية لدى الإنسان، وبالاستناد عليه، ومن خلال توظيفه، يستطيع المهتمون والقائمون بعملية الكشف عن ملابسات أية حالة غامضة، التقرب من تخوم الحقيقة، أو الوصول إلى نواتها .. فهناك كرسي الاعتراف، وهناك جهاز مراقبة النبض وتوترات الحالة الفيزيولوجية .. إلخ . وإن كانت هذه الوسائل ما تزال عاجزة عن التعامل مع حالة بعض المتمرسين في الحقل السياسي، كونهم يمتلكون أساليبهم الخاصة بهم في التحايل والمداراة، خاصةً إذا كان المحقق بسيطاً أو منساقاً وراء غايات أسمى وأنبل مما يحقق فيه، أو ينجر خلف وهج الشعارات البراقة التي قد تعميه عن البصيرة، كما نحن عليه الآن في تجنبنا الخوض في بعض متاهات السياسة الكردية . ولكن ماذا لو كان هناك جهاز للكشف عن الكذب – وعذراً من استخدام هذا المصطلح – له من الإمكانات والقدرة ما يؤهله من اختراق جدار الصمت، والدخول إلى أعماق النفس والحلقات الضيقة في بعض الزوايا المغلقة، فحينها ستكون الطامة الكبرى، كون حساب البيدر الكردي الحزبي سيكون – ودائماً – مخالفاً لحساب السوق، وادعاءات مجمل الأطر الكردية، وفي العديد من المناسبات، ستكون على النقيض من خبايا الأسس والمرتكزات التي مهدت لتكوين القرار . لكن كل ذلك يبقى مرهوناً بمدى قدرة الناس على التعامل مع هذا النتاج التقني واستعماله وتقبله ..
ولا شك أيضاً أن مناسبة الحديث عن هذا الجهاز تعود إلى الاختلاجات التي تلف مواقف ومواقع مجمل الأطر الكردية في مناوراتها المواقفية على ( بَساطة ) المنخرطين داخل الإطار، والمحتمين بالسقف الحزبي، للشعور النبيل الذي يراود البعض منهم على أنه يلبي نداء الواجب، ويحاول بالتكاتف والتعاضد من بناء اللبنة الأولى في أساسات النضال الوطني الديمقراطي الذي تخوضه الجماهير الكردية، كانعكاس طبيعي لواقعه المعاش، وكتلبية لقراءة المستقبل، دون أن يتحمل عبء التفكير في خبايا الأمور، وذلك لسمات البراءة التي يتحلى بها، هذا من جهة . ومن جهة أخرى، للهاجس الذي بدأ يفرض نفسه على تفكيرنا – وبقوة – بأن الاستمرار على هذا المنوال، وفي النسق ذاته، ودون الوقوف على بعض الترهات المواقفية التي تطفو هنا أو هناك، أو القيام بمهمة ( الصد ) في وجه إفرازات السياسة السلطوية التي تتجسد من خلال بعض الممارسات السياسية الكردية، أو التهافت والتصارع المواقفي بين البعض من أطرنا، وعلى حساب مشاعرنا – نحن البسطاء – بغية نيل صكوك الرضى من جانب مصادر القوة والقرار في البلد، وليكِّون بذلك مركز ثقل في حسابات السلطة، سيؤدي بنا – جميعاً – إلى جدار مسدود .. ولا ننسى أن نكرر هنا ما قلناه سابقاً بأن الولوج إلى هذه الوقفة سيكون له انعكاساته وآثاره وضريبته، سواء من جانب مراكز القرار الكردي، أو من جانب البعض الآخر من المتصوفة الحزبويين .. ولكن، ورغم ذلك، نقول في قرارة أنفسنا مرةً أخرى، لا ضير .. كون الذي يواجه آلة القهر والقسر، لا بد أن يجابه الخطأ وإن كان مصدره كردياً، وإلا فإن المسألة برمتها ستغدو وكأننا نغني في طواحين الهواء ..
فبالأمس القريب كانت لنا وقفة حيال آليات الحداد القومي بخصوص إفرازات أحداث آذار، حيث ناقشنا من خلالها بعض المواقف والهواجس الحزبوية، وقارنا بين الفعل والممارسة، سواء من جهة رصد دلالات اعتبار يوم العاشر من آذار يوم استذكار للشهداء، أو من جهة الخروج المفاجئ للبعض من خيمة ( الإجماع الكردي ) الذي كان يتغنى به ويصفق له على مدى سنة بأكملها، ليغرد - في النهاية - منفرداً في ( قدور بك ) في خطوة لها آثارها السياسية المختلفة، وذلك بحسب الطرف الذي يقيمها وينظر إليها، بين أن يكون متصوفاً للموقف ومريداً له، أو كان له قراءاته الخاصة به .. واليوم، وعلى المنوال ذاته، سنتناول ( إشكالية ) نوروز وما فرضتها من توجهات وتوجس في الحاضن الكردي، وذلك انطلاقاً من شعورنا بمسؤولية الكلمة والموقف، و( رد فعل طبيعي ) على تصرفات أولئك الذين يتاجرون ببساطتنا نحن الذين لا مصلحة لنا في كل ما يجري، سوى المغزى الذي جاء النوروز من أجله، والحكم في النهاية سيكون للقارئ والمهتم بالشأن ..
حقيقةً، لا بد من الاعتراف والإقرار – إقرارنا نحن البسطاء – بعجزنا عن تناول الأمور، وضعفنا في تداول مفردات مواقف السياسة الكردية / الحزبية، حتى يبدو لمصادر القرار الحزبي بأننا لسنا سوى عتال لنقل البضاعة السياسية الكاسدة، التي تفرزها العقول التي تربت على أدائها الشمولي في التفكير والتقرير، فهي ما تزال تتحدث باسم الشعب، وتقايض باسم الشعب، وتقرر باسم الشعب، وتناور باسم الشعب، وما الشعب في نظره سوى دمية متحركة يفعل به ما يشاء .. وإذا ما امتلكنا الجرأة في الاعتراف، كان علينا أن نقول : نحن كذلك، وإلا لكان اعتصامنا في وجه هكذا آليات، إن لم نقل قبل، فيجب أن تكون مترافقة مع اعتصامنا في وجه الممارسات والسياسات السلطوية، لكونهما وجهان لعملة واحدة، وأن الأولى تمهد للثانية، أو ترسخها وتمررها، كون الذهنية التي تتعامل مع معطيات الوضع سواء كانت في السلطة أو في مركز القرار الحزبي، واحدة في منبعها ومنبتها .. وهنا بيت القصيد والإشكال، بل بؤرة حيرتنا في تعاملنا مع الأمور، لكوننا مضطرين دائماً لإضفاء مسحة تحويرية أو جمالية على اللوحة الكردية، حتى لو كانت من نتاج فنان هابط، ونقدمها إلى الشارع بشيء من التنميق والبهاء، وذلك تماشياً مع واقع الحال الكردي الذي يواجه شتى صنوف الاضطهاد والسياسات الشوفينية، والذي يتطلب – حسب المعادلة السياسية والمعايير الحزبية – غض الطرف عن انتكاسات الموقف الحزبي، درءً لأي خلل قد يصيب جسم الإطار، وتجنب نشر غسيل السياسة الكردية، انطلاقاً من المقولة الأزلية المنبثقة عن الأزمة الكردية : البحث عن القواسم المشتركة، وعدم الدخول في المهاترات، دون أن نعيد صياغة ذاكرتنا المحطمة بأن هذا السلوك هو نفسه كان الحاضن لإدارة أزماتنا، وهو الذي مهد لكل هذه التراكمات السلبية في الحالة الكردية، وهو الذي رسخ مبدأ التوازنات والأنانيات، وهو الذي أبعدنا عن مواكبتنا لعمليات التغيير والتطور، وهو الذي شكل السلاح الأقوى في أيدي أولي الأمر في مناوراتهم وموارباتهم وانقساماتهم، بل تقطيعهم في الأوصال الكردية .. فالحديث عن لبنان وفلسطين وأفغانستان أو باقي أجزاء كردستان، والتصفيق لإنجازات البشرية، يجب ألا يشكل حائلاً بيننا وبين الوقوف على المآل الذي نحن فيه، لأن السكون الآني سيمتد بآثاره إلى المستقبل .. فآن لنا – نحن البسطاء – أن نستدرك الموقف، وآن لنا أن نعيد القراءة لمفهوم الصالح العام وخدمة القضية القومية الكردية، لأن ما ندعيه على أنها مصلحة أو خدمة، تترجم في الكثير من الحالات على النقيض منهما، وإذا ما بقينا هكذا نهتف بحياة القائد والموقف والحزب، سنواجه في نهاية المطاف مرارة الحقيقة، ونقف مع ذواتنا وغشاوة رؤيتنا دون جدار نستند إليه، كوننا كنا ننفخ في قرب مقطوع، أو كنا مجرد صدى لصوت يصرخ في واد، والشعب والمصلحة والخدمة في آخر ..
وما حدث في ( نوروز ) هذا العام - وأركز على مقولة هذا العام لدلالاتها السياسية، ولكونه العام الأول الذي يلي أحداث آذار – يصب في الاتجاه ذاته من تلاعب بعض الأطر بمشاعر البسطاء من المحتمين به، وتنميقها لبعض الجمل التي أطلقها في بازارات الرواج الحزبي، كونه على يقين بأن الشارع الكردي لم يمتلك بعد الجهاز الآنف الذكر، وقد لا يمتلكه في مختبرات التحليل السياسي إذا ما استمر في تقديمه الطاعة للمواقف الحزبية، والنظر إليها من موقع القدسية، وتقديم نفسه جسر العبور إلى ترجمة ما يبتغيه أولو الأمر .. خاصةً أولئك الذين يعيشون تحت سطوة تفكير الثمانينيات، حين شرعنوا للانقسام بأنه تعبير عن فرز طبقي في الواقع الكردي، وهاهم يشرعنون لتجزئة أوصال الأسرة الواحدة في احتفائها بعيدها القومي على المنوال ذاته، ولا ينسى البعض منهم – أمثالنا في البساطة – على أنهم يترجمون رغباتهم، دون أن يدركوا أنهم في ترجمتهم يمررون ما هو مطلوب منهم، لأنهم لو أخضعوا الممارسة إلى أدنى مختبر عقلي، لكانت النتيجة بسيطة كالماء وواضحة كطلقة مسدس ..!.
نعم، في الثمانينيات عشنا هزلاً سياسياً تحت واجهة الصراع الطبقي، وكان مقبولاً في البعض من جوانبه بحكم الإيديولوجية التي كانت سائدة، إلا أن تلك الذهنية ما تزال تفعل فعلها في صياغة الموقف . فلو أردنا الوقوف على الجهة التي انزوت بحالتها الحزبوية، وأوعزت إلى اتباعها الخروج من المدن واللحاق برأس الهرم في أماكن خاصة بها، وإحياء طقوسها الاحتفالية على طريقتها الخاصة، وذلك عن طريق نشرها بعض الإشاعات التي هي على شاكلة أن التجمعات الكبيرة قد تتعرض إلى هجمات إرهابية، ماذا يمكننا أن نستنتج ..؟ . ولو تجاوزنا حالة الاستنتاجات تحاشياً للتهم المسبقة الصنع، ووقفنا وجهاً لوجه أمام معطيات مثل هذه المواقف والقرارات، ماذا يمكننا أن نقول، وكيف لنا أن نحلل أو نعيد صياغة ما هو مخفي من هكذا قرارات ..؟.
فمنذ أعوام، وحين كانت الحركة مشتتة في كل الموقف، ولم تكن هناك دعوات تأطيرية باتجاه الإجماع الكردي الشامل، ولم تكن أحداث آذار قد وقعت، والدماء قد سالت، كان الكل – وأقصد هنا المجموعات التي تنتهج المسار الكردي في سوريا – يجتمع تحت خيمة واحدة، ويستعرض فوق مسرح واحد، ويتوجه إلى نقطة واحدة متفقة عليها، بغض النظر عن بعض التباينات في آليات الاحتفاء وشكلها وبرنامجها، أو انزواء البعض جانباً أو عدم المشاركة – وهو معروف وليس في صلب اهتماماتي -، أو محاولة البعض الآخر تجييرها المناسبة لذاتها الحزبي، كما كان يحصل من جانب طرف وفي أكثر من موقع ومن خلال مقدم الحفل، وبغض النظر عن حجم المشاركة بين هذا وذاك من حيث الفعاليات والمساهمات .. أقول بغض النظر عن كل ذلك، لم تكن هناك دعوات باتجاه الاستفراد بالمناسبة – إلا إذا كان التواجد الحزبي منفرداً في منطقة معينة – أو محاولات لإخلاء المراكز الرئيسية التي اعتادت الجماهير التوجه إليه كما حصل في هذا العام .. حيث أراد إطار – هو من استكمالات ( الفرز الطبقي )، وهو نفسه الذي كان يحاول تجيير المناسبة لأهوائه الحزبية، وهو نفسه الذي حارب الغير من خلال اتهامه لهم بتوظيفهم لقضية المعتقلين لذواتهم الحزبية، ثم ما لبث أن لعب نفس الدور لاحقاً، وهو نفسه …إلخ – أن يدخل المناسبة وفق ما يسود العمليات الانتخابية في البلدان الاتوقراطية، أو الجموملكية، من التلاعب بالقوائم والفئات، وتشتيت اللوائح والمراكز، بغية كسب الجولة، أو وفق ما يمليه عليه مصادر القرار ..
هذا الطرف، أو الإطار، حاول جاهداً – ولا أدري لماذا – من كسب الجولة لصالح مواقفها في المناطق الكردية الغربية، وأقول الغربية، لأن من عادات هذا الطرف وبحكم آليات بنائه، أن يغني الـ ليلاه في المناطق الغربية والـ ويلاه في المناطق الشرقية . وقد سخر جل طاقاته – وكأنه على حلبة المصارعة يستعرض عضلاته - كي يكسب الرهان، حين دعا الشارع الكردي الخروج من حلب باتجاه كل من كوبانية وعفرين، ودعا في كوبانية الخروج من البلد إلى قرية تبعدها بكيلومترات، وفي عفرين أن يكون المراكز مشتتة بين ثماني مواقع..؟.
وحين وقف آخرون في وجه هذه المحاولات، كان الفشل من نصيب الخطة في كل من حلب وعفرين، لا بل تم تدارك الموقف من قبلهم خشية الوقوع في التهلكة، كما حصل مع غيرهم حين كانوا من المعارضين لفكرة الحداد على شهداء آذار، إلا أنها أصابت في كوبانية من حيث الخروج ـ خروجهم – إلى تلك القرية، بغض النظر فيما إذا خرج الجمهور أم لا، مع أن هناك من حاول بمبادرات ذاتية ثنيهم عن قرارهم، ولكن دون جدوى .. وقد يتساءل البعض هنا – ومعه كل الحق – لما كل هذا النبش في موقف لا يقدم ولا يؤخر، ولما الوقوف على حالة هي جزء من اعتيادات الأطر الكردية في الأوقات الحرجة، أو ليس هذا تحاملاً على هذا الطرف، ألا يشكل صباً للزيت فوق النار، أو مدخلاً لمهاترات حزبوية في الجسم الكردي، أليس من الأفضل أن ندع الغير وشأنهم، خاصةً وأن هناك من يتمادى في ممارسات سياسية جوهرية أكثر من ذلك، وأن هناك توجه باتجاه إنجاز الإطار الشامل، والذي يتطلب شحذ الهمم وتجنيد الطاقات في سبيله .. ؟. وربما يتساءل آخرون – قد يمتلك الحق هو الآخر- عن الجدوى، وسردوا في ذلك مبرراتهم، من حيث أن هذا الطرف قد تغنى كثيراً بالوحدة، حين جمع في ذاته الأشلاء المبعثرة من حالة الشرذمة الكردية، ليشكل بذلك خندق المواجهة من الفروع مع الأصول، أو انه يحاول جاهداً البرهان على ذاته كمعادل أو منافس لبعض الجهات الأخرى التي تراهن على مشاريع السياسة العامة في البلد، وما هذه الخطوة إلا استكمالاً لخطوات سابقة في صيرورة أحداث آذار، وذلك بغية لفت الانتباه لدورها وقدرتها .. إلخ ..
لكن، وبغض النظر عن مجمل هذه التساؤلات، فإن الهدف من هذه الوقفة لا يكمن في وضع هذا الطرف على المشرحة دون غيره، بدليل عدم الوقوف على حيثيات الاجتماع الذي انعقد في حلب بينه وبين وجهاء معتبرين لدى مراكز القرار بخصوص نوروز، وإنما فقط التعبير عن ذواتنا المنكسرة تحت وطأة القرارات الارتجالية، ومحاولة للفت الانتباه إلى أننا، وإن كنا لا نمتلك الجهاز الآنف الذكر، نمتلك إرادة التعبير بالكلمة، وقد مارسنا هذه الإرادة في مجالات شتى، وفي وجه أكثر من مصدر للقرار . ومن هنا أدعو مخلصاً الشرائح المتنورة وأصحاب الأقلام، الوقوف على هكذا آفات مرضية، وذلك حتى يتكون لدى مصادر القرار الكردي هاجس العد حتى المائة قبل اتخاذهم لأي قرار لا يخدم المصلحة العامة، وحتى تنهار سلفاً كل المبررات التي هي في جوهرها استخفاف بعقولنا وتفكيرنا، كالقول بأنه ينبغي أن نتحاشى التجمعات الكبيرة خشية من أعمال إرهابية، فهي وبدل أن تتحلى بالجرأة الكافية وتهيب بالشارع مقاطعة المناسبة – إذا كان صادقاً في ادعائه – يوعز إلى المحتمين بإطاره الخروج إلى نقاط تخصها وفق رؤيتها .. وكأن العمل الإرهابي لا يمكن له أن يطاله في موقعه المختار، أو أن قراره خرج في غفلة منه وهو الداعي إلى الإجماع الكردي، انطلاقاً من أنه يمثل توجهاً سياسياً كردياً، فراح ينتشي من شهر العسل مع بعض من اتباعه، تاركاً الجماهير وادعاءاته السابقة عرضةَ للإرهاب ..!!.
وختاماً أود أن ألفت الانتباه، بأن الدافع إلى هذه الوقفة وما سبقها، هو الغيرة على أصحابها ولا شيء سواه، وكنت قد نوهت إلى ذلك في مقال سابق تحت عنوان : » خوف الضعفاء من وهج الحقيقة « الحلقة (3)، حين أشرت إلى أنه » قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين من المتابعين لما أطرحه من إشكاليات في الجسم السياسي والتنظيمي الكردي بعض التساؤلات حول الجدوى منها والغاية من ورائها والدافع لها، أو قد يتصور بعد المقربين والذين نتقاسم سويةً بعض الرؤى والأفكار، بأنني مستهدف من هذه المحاولات الهدم لا البناء .
وللتوضيح أقول : إن من يهدف البناء ويعمل من أجل تصحيح المسار، ويبتغي الوصول إلى الأنجع والأصح، لا بد أن يرصد مكامن الخلل، حتى وإن كان في جسده وضمن دائرته . فمن السذاجة والغباء أن ندعو الغير إلى شيء أو فعل وممارسة، وأجسادنا، بل عقولنا محملة بدرناتها.. فالأولى بدعاة التغيير الانطلاق من الذات .. من البيئة .. من الوسط المحيط، وإن كنا على قناعة بأن التغيير المنشود مرهون بشروط ونواظم تتعدى حدودنا وأطرنا وآلياتنا، إلا أننا ندعو إلى ما هو ممكن من التغيير .. ومن هنا، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن النقد الجاد وسيلة للبناء، أرى لزاماً علي - انطلاقاً من أخلاقيات العمل - أن أتناول جوانب الخلل في المقربين مني ومن يعنني أكثر من غيرهم، كون المساس بالغير والوقوف على تخبطاتهم دون امتلاك رؤية صحيحة وممارسة سليمة في نفس المنحى، هو نوع من الدجل والكذب والنفاق لا أكثر ...إضافةً إلى أن المواجهة – مواجهة التحديات – تحتاج إلى ترتيب البيت الداخلي، بمعنى آخر، لا يجوز لمن يتمسك بالديمقراطية كخيار، ويحارب أشكال القهر والقسر والفساد والإفساد، أن يمارس كل هذه الأنواع في دائرته الضيقة .. فعلى دعاة الديمقراطية والتحرر العودة إلى سجلاتها التي انتهكت بإدارتهم وممارستهم تحت أكثر من حجة ولون، وبالضرب على أكثر من وتر .. «.



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ تحية إلى ذكرى آذا ...
- أين تكمن حرية المرأة ..
- خوف الضعفاء من وهج الحقيقة .. - إلى الصديق إبراهيم اليوسف
- ها قد عاد شباط … زغردي يا هولير
- نحن (الكل) .. إلى أين ..؟.
- فوق أراجيح الوطن
- وللارتزاق مسمياتها
- نحو عقد اجتماعي وتعايش مشترك
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي ( بين التهجم والتبني )
- وقفة .. بين الأمس واليوم بين الفعل والقرار
- نقطة نظام 3 .. ما لنا وما علينا على ضوء أحداث آذار
- القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق
- قراءة في حديث رسمي
- ماذا يدور في مطبــخ المعارضة السورية ..؟.
- نقطة نظام هي عبرة لمن يعتبر
- ضربة جــزاء ..
- عكازة ( المثقف العربي ) .. كردياً
- مشهد من أمام محكمة أمن الدولية العليا …
- حين يجتهد القائد ، يتوصل .. ولكن .؟!.


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ( الوصول ) عبر بوابة نوروز