المدى وعزفها على الناي المنفرد

روزا بيوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المدى وعزفها على الناي المنفرد روزا يوسف 2013
إنها المدى وماخورها الفخري الذي يبتكر كعادته طرق التضليل وحرق أوراق الرافضين لسياسة مسعود البارزاني " حفظه الله " الفخري الذي يرتكز إعلامه على تمويل بارزاني وجلالي والا فكيف وقف على قدميه ليلعن المناوئين لسياسة الديمقراطي الكردستاني , عنجهيات الفخري لم تكن وليدة اليوم فقد كرس جهده وصحيفته " المدى " التي سخَّرتْ جل وقتها وصفحاتها وكتابها ليكيلوا التهم ويزنوا بموازين عيار اسطنبولي ويكرس أمهر الكتاب لتأليب الوضع وشحذ الهمم ليصبوا عظيم حقدهم وسعير نيرانهم على المالكي ويحملوه جليل المسؤولية عما يجري في البلاد متناسين أو لم يكلفوا أقلامهم الكتابة الصادقة لنقل الخبر بل المهم لديهم هو أن يكتبوا وفق ما يستلموا من مراتب وإغراءات التي عميت بصيرتهم قبل بصرهم وراحوا يلملمون ذاكرتهم لكي ينتفعوا وفق ما يكتبون , انها المأساة والملهاة الكبرى والخزي العظيم , لو تقرأ " المدى " لا تجد غير أخبارتصب في مصلحة الكرد وليس الحرص على العراق وشعبه ومستقبله وإنما الحرص كل الحرص على الأراضي المتنازع عليها كما يسمونها وعلى كركوك التي أنهكها الإرهاب ودمر بناها التحتية وشعبها الطامح للتخلص من براثن القومية والطائفية ونسوا بأن كركوك عراقية أولا وهي تشكل صورة العراق الموحد وليس الكردي . فلو انتسب قادة الكرد وتمعنوا مليا بأنهم جزء من عراق فدرالي لما أوغلوا في الشك والطعن والوقوف على التل وليحترق العراق إنهم وعلى متن صفحات مداهم تراهم يندسوا أينما وجدوا فسحة ولو صغيرة ينفذوا منها ويخيطوا أكفان العراقيين بصبهم الزيت السعودي والاوردغاني ذي النقاوة العالية في التأليب والتدخل السافر بشؤون العراق ونسى الكرد الهجمات الجوية التركية التي تصب حممها على قرى كردستان, فلو أنصف الكرد الحقيقة لما وقفوا بالضد من العملية السياسية لأنهم يضنون بأن حكومة المالكي لا تلبي طموحاتهم التوسعية واللعب على الحبلين وعزفهم على ناي القومية المنفرد . فقد دعموا ماخور" المدى " الفخري بأن يكون في بغداد ويوسع إخطبوطه المشبوه بالصحافة والسياسة ويؤسس نقابة كردية باسم " النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين" وراديو " المدى "وفضائية المدى ومؤسسة المدى , الفخري الذي يفتخر بخبط الماء ليصفو بعد حين للكرد المستفيدين من عملية التظاهرات في بعض مدن البلاد ومن انشقاقات الكتل وصراعاتها وطائفيتها , المستفيدون من تصديرهم للنفط العراقي في إقليم كردستان العراق , ان طموح الكرد لن توقفه الأطماع ولن تشبعه نزوات قادتهم القوميين الذي أغرقوا أنفسهم بالشوفينية والتعصب حتى بان بأن هناك سادية في المواقف المتطرفة حسبهم مواقف الشركاء الآخرين الذين تزمتوا ونصبوا العداء لحكومة الشراكة كما اختاروها هم أنفسهم . هنا نستطيع ربط الموضوع بموضوعة الثقافة , فلو أدرك الجميع مدى أهمية الثقافة لما انزلق الوضع إلى ما عليه الآن من صراعات خطيرة قد تؤدي بالعملية السياسية إلى الانهيار والتشرذم نتيجة تدني الوعي وطفح ثقافة الاستئثار والاستحواذ وهو طفح تراكمي لأعوام وقرون لم تشهد تراجعا بل تدافعا لشغل مواقع أخرى على حساب مصالح الأطراف التي ائتلفت وتوحدت في درء مخاطر الإرهاب متناسين شرعية المواطنة التي تعتبر الركيزة الأساسية لبناء الديمقراطية . فجميع الشركاء هم متصارعون , متنافرون , هناك بون شاسع بينهم وبين المواطن العراقي حتى أصبح يعاني من الضجر والبؤس وفقدان الخدمات والأمن واستشراء الرشوة وتغلغل الطائفيين في جميع مواقع الدولة الحساسة منها , أضف إلى ذلك وجود الميليشيات للكتل والأحزاب الحاكمة وتياراتها التي تدعو إلى عسكرة المجتمع , واسلمة القوانين واجتهادات رجال الدين في السيطرة والوقوف بوجه مدنية المجتمع وتطوره عبر التأريخ , فمنظومة المجتمع المدني منظومة ترتقي على أشكال المنظومات الأخرى التي فشلت في تحقيق ما يطلبه المواطن في حل مشاكله وتوفير أمنه وزاده وعمله وخدماته.فلو كرست جريدة المدى رغبتها الصادقة في كشف فساد الأحزاب الكردية وتجاوزاتها اليومية في كركوك على التركمان والعرب على حد سواء لكنها تصم أذنها وتغلق عيونها خوفا من حقيقة لا يراها من يهمه سلامة العراق والعراقيين من الضياع والجوع. فبأس لمن لا يهمه العراق وزهق الأرواح, فمادام قادة الكرد في صياصيهم وقصورهم حسبهم سيخلدون إلى أبد الآبدين ونسوا صدام وأزلامه إلى مزبلة هم ساكنون ولينفعهم الفخري ومداه الأفعى التي تدس سمها في كل تصعيد ومع كل مطر اسود . نصيحة للكرد ولكتابهم المأجورين أن يعتبروا من صحافي صدام وصفحاتهم التي كانت تحمل للعراقيين أخبار الموت والانتصارات الكاذبة وأخبار نياشينه التي كانوا يتدافعون من أجل الظفر بواحدة شريطة أن يكتب للرمز ولقادسيته المشئومة وهذه الحالة عادت تذكرني برتل فخري الساذج حينما يأمر الكتاب والاعلاميين والصحافيين وكل من هب ودب ظنا منهم بأنه سيمنحهم الانواط والنياشين ويخصص لهم قطع الاراضي والمراتب , والله انه الكذب والافتراء العظيم والضحك المبين....

#روزا_بيوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات