أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - الدنيا خوش دنيا














المزيد.....

الدنيا خوش دنيا


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 20:10
المحور: المجتمع المدني
    


كما في شباط المبارك 2011، حين لجأت الحكومة الى توجيه الشكر ـ ليس من كل قلبها ـ للمتظاهرين، والى ترشيق الوزارات، والى بث جلسات مجلس الوزراء، والى اعلان مناورة الـ 100 يوم، نراها اليوم، حكومتنا ذاتها، تعيد السيناريو ذاته، وبعرض تمثيلي، تشكل لجنة حكماء وتطلق سراح 11 سجينة وحدثين خلال عطلة الميلاد والاربعين، تصوروا في العطلة!!، وتقرر نقل سجينات إلى محافظاتهن، وحتى عملت على إطلاق سـراح سجينات متهمات بجنـايـات، وإطلقت سراح ألف معتقل، مع اعتذار علني من نائب رئيس الوزراء، الذي أعلن ـ أيضا ـ الإفراج بكفالة ضامنة عن ألف معتقل آخر.
كما أفصحت الحكومة عن عودة 30 ألف بعثي إلى وظائفهم، واحالة 37 ألف رجل أمن قمعي إلى التقاعد، وان المشمولين بهذه الدعوة من: الامن العام، المخابرات، الامن الخاص، الحمايات الخاصة، الامن القومي، الامن العسكري، والاستخبارات العسكرية.
ما يعني، أن حكومتنا العتيدة لاتخطو خطوة واحدة باتجاه العدالة وسيادة القانون واشاعة الحريات الا رغما، فمتى ما كان ضغط شعبي عليها نراها تذعن بل وتتمسكن وتتذلل وتتنازل بشكل لا ينسجم مع هيبتها، وطبعا لأننا نعرف البير وغطاه فانها تتفنن للحفاظ على الكرسي كي لا يطير ذات اليمين أو ذات الشمال.
ان حكومتنا فقدت ثقة الناس بها، حتى صار الكثير يترحم على الماضي رغم سواده، وصار الكثير يقسم بأغلظ الايمان أنه لن يذهب الى شط الحبر البنفسجي ثانية، ويوما بعد يوم بدأت الحكومة تفقد حتى حبّ الناس واحترامهم لها، بسبب تردي الخدمات وعلى الاغلب انعدامها، وبسبب شحة البطاقة التموينية والتآمر الحكومي عليها، وبسبب البطالة ورسوم التعيين التي بلغت دفترا امريكيا للدرجة الوظيفية الواحدة، وبسبب عجز أهل العقد والحلّ من حلّ العقدة السياسية التي لا تحتاج منهم ـ وهم علية القوم ـ سوى احترام الدستور وتقديم التنازلات والقليل من حبّ العراق.
ولأن حتى هذا القليل لم يعد متوفرا لديهم تجاه العراق، فلا يسعنا الا أن نستنجد بالرصافي، فعن أستاذنا حسن العاني، عن مصدره، أن شاعرنا معروف الرصافي كان على خصومة مع الوزير توفيق السويدي، وقد عمد أصدقاء الطرفين الى مصالحتهما، فأقام أحد الاخيار من ذوي الجاه واليسار والطرافة وليمة كبيرة، دعا إليها الرصافي والسويدي مع كبار شخصيات بغداد، وفي أثناء الجلسة وتبادل الأحاديث، قال أحد المدعوين مخاطبا السويدي عن قصد: معالي الوزير، شلون حال الدنيا والأصدقاء وياك؟، فردّ عليه السويدي غامزا: (الدنيا مو خوش دنيا، بس المهم الواحد يسوي "معروف" ويشمره بالشط).
ونطق مفردة (معروف) بصوت عال بحيث سمعها الرصافي، فأدرك الرصافي أنه المعني بهذا المثل الشعبي، وأن السويدي يستفزه قاصدا، فبلعها الرصافي وسكت، وأجبر نفسه على عدم الردّ لانه في وليمة صلح، ولكن فجأة التفت الشخص عينه، ووجّه السؤال ذاته الى الرصافي، قائلا له: أفندينا، انته شلون حال الدنيا وياك؟،، فما كان من الرصافي إلا أن يقتنص الفرصة، فعدّل سدارته وأجاب باسترخاء: (عمي الدنيا خوش دنيا..... بس "توفيقنا" طايح حظه).



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن الحب صار فرحنا
- هادي الربيعي.. الطائر الغريب
- 2013 مش حتقدر تغمض عينيك
- وامعتصماه
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين
- الحسين برئ منهم
- نسوان ... ونساء
- وقف التموين.. باطل
- طاس الاغلبية وحمّام الحكومة
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - الدنيا خوش دنيا