وسام ابراهيم عنبر
الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 15:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال الفيلسوف الألماني "شوبنهاور":" المهارة تصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يصيبه، أما العبقرية فتصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يراه "..من هنا ندرك معنى الفكر الإصلاحي الذي نحتاجهُ فعلاً لبناء العراق الجديد الذي نطمح له،ومن هنا ندرك أن كمية الحجج والأعذار التي يسوقها كل مسؤولٍ -ملقياً باللوم على مسؤولٍ آخر- تؤشر على أمرٍ من إثنين:إما أن يكون المسؤول مماطلاً في عملهِ ومسوفاً لأجل منفعةٍ شخصية،أو أن يكون مقصراً غير كفوء ولا تتناسب قدرتهُ مع حجمِ التحديات التي تواجهه.أو كلاهما!
حتى الآن كمواطن عراقي لم أستشعر حنكة سياسية أو قدرة إدارية في أي مفصلٍ من مفاصل الدولة العراقية . أمس في لقاء مع وزير الإسكان العراقي "محمد الدراجي" على قناة البغدادية،سألهُ مقدم البرنامج عن هوية الإقتصاد العراقي وكان جوابه بصراحة:"لا أعلم"!!و أضاف : "كان هذا أول سؤال سألتهُ في أول إجتماع لمجلس الوزراء ولم يجبني أحد ، وأنا أدير وزارتي وفق إجتهادي الشخصي ، لا وفق إستراتيجية إقتصادية مدروسة"..!!!
علينا أن نقف كثيراً عند هذا التصريح الخطير في دولة ناشئة ذات ثروات ضخمة جداً،ونقارنها مع حجم المعطيات والنتائج التي نمتلكها على أرض الواقع،كي ندرك حجم الكارثة التي سنجنيها مستقبلاً.مجموعة الأخطاء والإخفاقات لن تزول تأثيراتها ونتائجها بسهولة،فنحن دولة لا زالت تعاني من تبعات "دولة القائد" لتنتقل إلى "دولة الفوضى". فأي ثمارٍ سنجني؟
وهنا علينا أن نسأل عن أموال الدولة العراقية وكيف تدار؟ وأين تذهب وبأي طريقة؟ .. والظاهر للعيان وبعد ما سبق أن شهوة السلطة هي من دفعت فرقاء العملية السياسية المعتلّة في العراق إلى العراك على السلطة ، ولا متلك أحدهم رؤيا واضحة لدولة عراقية مستقبلية،بل أنهم يتعاملون مع العراق كدكان بقالة كبير على طريق مهجورة أخذوه عنوةً ويحق لهم "فرهدة" مالهِ أو غلقهِ حتى!
#وسام_ابراهيم_عنبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟