أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟















المزيد.....


الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟


عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 277 - 2002 / 10 / 15 - 02:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


    _________________________________

                                                     

 

المنطقة العربية حربا" وسلما" كانت على صفيح تتباين درجة حرارته وفق إيقاع الأحداث ، فقد مرت بمراحل منذ منتصف القرن الفائت كان جلها يضعها في قلب الأحداث أو لها صلة بتلك الأحداث حتى لوكانت منعطفات الحرب الباردة على سبيل المثال ، ترمي كرة الإثارة والتوتر في جانب أوطرف بعيد عنها جغرافيا" بآلاف الأميال .

  وعلى هذه الصورة المسترسلة في الإمتداد تشهد المنطقة حاليا" سخونة وقلقا" وترقبا" سيما وانها في هذا الوقت تؤرقها قضيتان ، قضية استراتيجية القضية الفلسطينية ، وقضية مرحلية وطارئة القضية العراقية لتكون في الوقت الحالي منافسة في الخطورة للقضية الأولى ، لأنها قد تنعكس تداعياتها سلبا" على العرب والمنطقة والعالم إذا ما شنت واشنطن حربها على العراق .

  ان من الطبيعي القول في هذه المرحلة وعلى ضوء اندفاع أمريكا في طريق ضرب العراق تظل اسرائيل هي من ضمن الذين استفادوا من مرحلة ما بعد 11 سبتمبر أيلول ، من خلال توظيف الحملة الأمريكية على الإرهاب لصالحها وذلك بتعميم صفة الإرهاب على مقاومة الإحتلال الإسرائيلي التي يقوم بها الشعب الفلسطيني ، حتى ان الرئيس الأمريكي بوش الأبن راح يعطي الأولوية للقضية العراقية بينما لايريد في الوقت الحالي و المستقبل المنظور مباحثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على اعتبار انه لايريد تدخلا" دوليا" في القضية الفلسطينية حسب ما ذكرته صحيفة ( الغارديان ) البريطانية أخيرا" في مرد تعليقها على دعوة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الجلسة الطارئة لمجلس العموم البريطاني التي خصصت لمناقشة موضوع العراق ، حيث أبلغ بلير مجلس العموم ضرورة عقد مؤتمر جديد حول السلام في الشرق الأوسط وبذل كافة الجهود لتحريك محادثات السلام مرة أخرى .

  لاشك ان تطوير الحرب الأمريكية بإتجاه العراق كان سببا" آخر في صالح الأهداف الإسرائيلية ماجعل إيقاع الاحداث في المنطقة يسير لصالح اسرائيل على اعتبار ان التوجهات الأمريكية تخدم أغراضها مثلما هي تخدم الأغراض والأهداف الأمريكية المكشوفة ، وهذا ما يفسر قيام واشنطن بتهميش كل الجهود الدولية التي حاولت التدخل في عملية السلام بين العرب واسرائيل عموما" وبين الفلسطينيين واسرائيل على وجه الخصوص .

                الإنحناءة الكاذبة

           _____________

تحاول واشنطن ان تجعل من صورة أحداث حرب الخليج الثانية قريبة في الشبه مع أحداث الحرب على العراق مع بعض التغييرات المفتوحة ، من هذا فقد عمدت الى الإمتناع عن التصويت على القرار 1435 والذي طالب اسرائيل بإنهاء حصارها لمقر ( المقاطعة ) الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة رام الله ، لكن اسرائيل وفي عملية لذر الرماد في العيون قامت بالإنسحاب جزئيا" من خلال الإنسحاب من داخل المقاطعة والتمركز على مدخلها ، وبالتالي فإن عملية فك الحصار لم تتم بصورة كاملة ما يعني ان عملية خناق الرئيس الفلسطيني ما زالت مستمرة حتى لو سمحت له اسرائيل بالتنفس برهة من الوقت . 

  ان سكوت واشنطن حيال القرار الآنف والذي اصدره مجلس الأمن الدولي هوبمثابة موقف تكتيكي يراد منه إرضاء العرب نسبيا" وإبعاد عنها تهمة الكيل بمكيالين ، لكن الدعم الأمريكي المتواصل لإسرائيل يعّري مثل هذا التكتيك الذي لن يحّسن الصورة الأمريكية في عيون العرب في كل الأحوال بعدما أصبحت السياسة الأمريكية تلعب على المكشوف مثلما يقول المثل الشائع ، كما ان معارضة العرب لضرب العراق وان بدت غير مؤثرة في القرار الأمريكي لن تظل محل مساومة في القضية الفلسطينية ، لأن كلا القضيتين تمسان الأمن القومي العربي  وكذلك النظام السياسي العربي عموما" على الرغم من الإرباكات التي أحدثتها واشنطن وتل أبيب في الأمن والنظام العربيين .

  وعلى ضوء الحلف الإستراتيجي القائم بين واشنطن وتل ابيب تأتي زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية السفاح أريل شارون لواشنطن في هذا الوقت بدعوة من الرئيس الأمريكي بوش الأبن بغرض تعزيز مسارات التنسيق بينهما ، على اعتبار ان المواقف بينهما في هذا الإطار محسومة سلفا" ، لكن محادثاتهما ستتركزعلى التنسيق في الامور التي من المحتمل ان تستجد مستقبلا" أثناء عملية ضرب العراق من خلال تجميد عمليات القتل والتدمير المتبعة من قبل اسرائيل  ضد الشعب الفلسطيني ، وهو سيكون عملا" آنيا" لحين حسم الامور في تلك الحرب المحتملة بالإضافة الى بحث تفاصيل الرد الإسرائيلي في حال قيام نظام الرئيس العراقي صدام حسين بتوجيه ضربات صاروخية أو بشن غارات جوية إنتحارية على أهداف اسرائيلية ردا" على الهجوم الأمريكي .

             التنسيق في المستجدات

          _________________

كان انسحاب اسرائيل من داخل المقاطعة أو مقر الرئيس الفلسطيني يشكل في حقيقة الأمر انسحابا" شكليا" وجزئيا" وبالتالي فهو لا يمتثل لجوهر القرار 1435 وانما هو يأتي إنسجاما" تمهيديا" مع السيناريوهات المرسومة والمتوقعة للحرب الأمريكية المحتملة على العراق ، خصوصا" وان اسرائيل سيكون لها دور في تلك الحرب حتى لوكان مثل هذا الدور لا يبدو ظاهريا" بل ان اسرائيل قد تكون مشاركتها مبكرة سيما وان بعض المصادر قد أشارت الى ذلك ، حيث ذكرت مجلة ( جينس فورين ريبورت ) البريطانية في هذا الصدد ان وحدات كوماندوز اسرائيلية تجري دوريات تفتيش في غرب العراق للتحري عن وجود مواقع محتملة لإطلاق صواريخ سكود .

  من الواضح ان زيارة شارون لواشنطن سيتم التركيز فيها على التنسيق في مجال المستجدات والمنعطفات الطارئة التي من الممكن ان تظهر خلال الحرب الأمريكية على العراق بما فيها موضوع الصراع العربي الإسرائيلي ، ومثل هذا التنسيق سوف يحدد الإتجاهات الإسرائيلية فيما يتعلق بإستغلال ظروف تلك الحرب من قبل اسرائيل ناهيك عن شكل الرد الإسرائيلي الذي سيكون في حال قيام نظام الرئيس العراقي صدام حسين بمهاجمة اسرائيل بالصواريخ والغارات الجوية الإنتحارية .

  لهذا ، فإن مثل هذا التنسيق سوف يعزز من التفاهم والتفهم بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي ان لم نقل بين الموقف الواحد ، لذلك فإن الإمتناع الأمريكي عن التصويت على قرار مجلس الأمن الآنف وعدم إستخدام واشنطن  حق النقض كما هو معهود منها يأتي في اطار هذا ( التفهم ) الذي تمليه ظروف الحرب المحتملة من أمريكا على العراق ، وإذا كان الإمتناع الأمريكي عن التصويت يوصف على انه ارضاء للعرب في هذا الوقت المملوء بالشحن الأمريكي للحرب المذكورة ، فإنه يصب أيضا" في خانة التنسيق المتعارف عليه بين أمريكا واسرائيل خصوصا" وان مثل هذا التنسيق لا يحد من الدعم الإستراتيجي الأمريكي لإسرائيل والذي كانت اشارته الأخيرة تتمثل في اعتماد الكونغرس الأمريكي لقرار اعتبارالقدس عاصمة اسرائيل الأبدية ، وهو القرار الذي حظي بموافقة الرئيس الأمريكي .

                 التشاؤم الفلسطيني

            _______________

من مجريات الأحداث وصورة التوازنات المختلة يلمس المراقبون ان المنطقة تعيش في حالة تشاؤم واحباط  ، وقد يكون التشاؤم الفلسطيني معبرا" عن التشاؤم العربي على وجه العموم خاصة وان القضية الفلسطينية لها انعكاس على القضايا العربية الأخرى ومنها القضية العراقية ، إذ ان الفلسطيني يؤشر ايقاع الإندفاع الأمريكي المحموم والمدعوم بريطانيا" نحو شن الحرب على العراق وبالتالي فإنه يعتبران مثل هذا الإندفاع يؤثر سلبيا" على القضية الفلسطينية سيما وان مبرراتها يجب ان تطبق على اسرائيل أولا" إذا ما أرادت أمريكا الأمن والإستقرار والسلام في المنطقة ، ضف الى ذلك ان الفلسطينيين يرون ان تغيير القيادة العراقية هي من مسؤولية الشعب العراقي مثلما ان تغيير القيادة الفلسطينية هي من مسؤولية الشعب الفلسطيني .

  إذا" ، وبعد مرور عامين على انتفاضة الشعب الفلسطيني الذي ظل طوال انتفاضته الباسلة يعتمد على قواه المجردة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي  فهو لا يستغرب من الموقف الأمريكي وكذلك من موقف المجتمع الدولي ازاء قضيته العادلة على اعتباران تلك المواقف تظل مواقفا" لا تخرج عن دائرة تأييد اسرائيل  سيما في ظل الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل الى أبعد الحدود والذي عمل طوال السنوات المنصرمة على منع أي جهد دولي وأوروبي وإقليمي في التدخل ولعب أي دور في عملية السلام بين اسرائيل من جهة وبين العرب والفلسطينيين من جهة أخرى .

  ان الفلسطينيين والعرب عموما" يريدون ارضاءا" عادلا" ومتوازنا" ولكنهم لن يرضوا بإرضاء آني لا يشكل أي توازن جوهري في الموقف الأمريكي حيال صراعهم مع اسرائيل خصوصا" إذا ما جاء مثل هذا الإرضاء على حساب بلد عربي هو العراق الذي وقع ضحية لطاغية أرعن مثل صدام التكريتي قبل ان يكون ضحية لطواغيت العالم المتربصين به على أحر من الجمر .

 

    

 

 



#عبدالزهرة_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وضعوا بين خيارين لا ثالث لهما : دعم وتأييد واشنطن أو ا ...
- بيانات عنصرية مرفوضة - أين هو بيان العراق وسط بيانات الفئات ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟