أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - المعارضة السورية و سلاح الإعلام















المزيد.....

المعارضة السورية و سلاح الإعلام


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الإعلام هو ذلك المحرِّك الذي أصبح يُسمَع أصوات تُرُوسه، ويُشاهد إنتاج ماكيناته أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا من حولنا، لا سيما في أيامنا هذه التي شهدت ثورات وأحداثا سريعة متوالية، وما زلنا نشاهد كل يوم ربما عدة أحداث مهمة مؤثرة، على عكس ما كان قبل ذلك، فكنا قبل ذلك كل عدة سنوات يحدث حدث كبير هو الذي يشغَل الناسَ.
وفي دوائر الأحداث دوما الإعلامُ له دور، ولكن الإعلام شأنه شأن الكثير من الأشياء التي حولنا؛ فله الأثر الإيجابي، وكذلك من الممكن أن يكونَ له الأثر السلبي العميق الذي لا تُحمد عقباه، ويتوقف هذا على مضمون الرسالة الإعلامية المُتبنّاة، وما تحمله من صدق وموضوعية، وأيضا يتوقف هذا على حامل الرسالة ومُوصلها؛ لأنه الوجه الذي يلقي الرسالة الإعلامية لمتلقّيها، فإما أن يوصلها بشكل سليم صحيح موضوعي خال من التجميل والكذب والدسائس، أو أن يوصلَها بطريقة دسّ السمّ في العسل، وما أكثرَ العسل المسمومَ في الإعلام الآن!
منذ فترة وجيزة من واشنطن دعا الكاتب ريتشارد كوهين الإدارة الأميركية للتدخل في الحرب الدائرة في سوريا بأسرع وقت ممكن لإنقاذ الأرواح البشرية و وقف القصف من دون تمييز للمدن و البلدات...و أن التدخل بات أمرا ضروريا وليس اختياريا
وقال الكاتب في مقال له في صحيفة واشنطن بوست هناك نوعان من الحروب، حروب اختيارية وأخرى ضرورية. والحروب الاختيارية يمكن تفاديها، لكن الضرورية يجب خوضها مع التحفظ المناسب
و أوضح أن الحرب العالمية الثانية و حرب أفغانستان مثالان على الحروب الضرورية، و أن حربي فيتنام و العراق مثالان لحروب اختيارية وقد خاضتهما أميركا بدافع الحماقة
و أشار إلى أن الحرب في سوريا تحولت من حرب اختيارية إلى حرب ضرورية لا يملك الرئيس باراك اوباما إلا أن يخوضها
وقال إن قليلا من استعراض حلف الناتو والولايات المتحدة عضلاتهما كان كفيلا بوضع نهاية لهذه الحرب في وقت مبكر. ففرض منطقة يحظر فيها الطيران، كما حدث في ليبيا، لم يكن ليؤدي إلى وقف عمليات الطيران الحربي فحسب، بل إلى إقناع الجيش السوري بأن الرئيس بشار الاسد راحل من دون شك.[ وهذا عين ما طالب الشارع السوري الثائر ]
وأشار مرة أخرى إلى أن الواجب الأخلاقي يحتم على واشنطن التدخل، علاوة على أنه لن يكون مكلفا...[في حين ادعى جمال الخاشقجي على الجزيرة أن سبب امتناع العرب للدخول في حرب لإسقاط الأسد هو الكلفة المالية -عذر أقبح من ذنب- مع بعض التخوفات من جنون النظام ]!!؟
وأوضح أن المجتمع الدولي ليس معنيا بمعاقبة الأشرار الذين تسببوا في كوارث إنسانية في العالم فحسب، بل بإقناع أشرار المستقبل بأنهم لن يفلتوا من العقاب
واختتم قائلا إن الشعوب ليست أملاكا منقولة تستطيع حكوماتهم فعل ما تريد بحقهم، وعلى إدارة أوباما أن تعيد هذا المبدأ ليكون مركزيا في سياستها الخارجية للفترة الثانية، وأن ذلك ليس خيارا بل ضرورة...انتهى كلام الكاتب الأمريكي ) أليس عجبا أن لا يتكلم واحد من المعارضة السورية قط في الغرب و لا على الإعلام الغربي بمثل هذا !؟ أليس عار على هؤلاء أن يتكلم اليهودي الغربي فيقول التدخل بات ضرورة...الخ ويخرس المسلم السوري أويقول جئنا لبحث نقل السلطة (غليون بهو قصر الرئاسة الفرنسي آب الماضي) , السلاح الكيميائي فزاعة (الخطيب بروكسل الشهر الماضي)!!؟
إذا كان الغرب لا يريد كما قال روبرت س فورد أن يسلحنا ولا أن يتدخل كما فعل في ليبيا سواء بضربات جوية أو بحظر جوي فعلام نعطي الدنية !؟ علام يصمت هؤلاء في المعارضة و الائتلاف و لا يشهرون بالغرب ونفاقه ؟ ألمجرد أن يرضى الغرب على أفراد معينين ويشعرهم بولائه لهم وإمكان اعتمادهم في المستقبل ورضاه بهم ؟ ألهذا الحد بلغت اللامبالاة بدماء الشهداء, الجميع يتناطح على مقعد ويتحارب على مصلحة فالعمل الذي يمكن للمخلصين الصادقين إنشاءه في ساعات معدودة يدوم مع هؤلاء أياما وليالي وربما شهر وعلى الأغلب لا يتفقون
نقول لهؤلاء الإخوة في الائتلاف وفي هذه الفترة الحرجة من عمر الثورة
إن كنتم تريدون حقا خدمة ونصرة الثورة فليس أمامكم الآن غير سبيل واحد ليس له مثنوية المبادرة بإرسال وفد إعلامي فورا إلى باريس ولندن ونيويورك و واشنطن و عواصم أخرى يعقد في كل عاصمة مؤتمرا صحفيا للتحذير من خطر النظام المجرم والتعريف بجرائمه وما نحذره من مغبة بقائه وتعرضه للسقوط من مخاطر على حياة آلاف السوريين في دمشق وحمص وغيرهما لاحتمال لجوئه لاستخدام الأسلحة المحظورة عالميا -كيماوية وبيولوجية-أو الصواريخ الثقيلة ضد المدنيين وخاصة بعد محاصرته ودفعه إلى الدائرة الأضيق والتي تهدد مصيره . وتحميل الغرب سلفا المسؤولية الأخلاقية والسياسية على كل ما قد ينال الشعب السوري من هذا النظام والتذكير هنا بأن الغرب لو كان قدم -أو سمح على الأقل -من قبل بضع عشرات من السلاح النوعي كستينغر لكان حقن بذلك آلاف الأرواح من الأطفال خاصة والنساء والرجال .وتتم المطالبة بالسلاح المكافئ النوعي والذي يسمح للثوار بتعجيل الحسم مع مطالبة المجتمع الدولي بتأمين السلاح الكيماوي وتحمل مسؤوليته في ذلك أمام رأيه العام وعلى مسمع منهم...

نجحت الدبلوماسية الغربية في نقل الأزمة السورية إلى الدرجة الثانية من سلم الأهميّة .وكان أول من ساعد على الوصول إلى هذه النتيجة هم أنفسهم من يدّعون المعارضة السورية بصمتهم المريب وإهمالهم لعملهم الأبرز وهو الجانب الإعلامي في العالم الغربي حيث تجنبوا عمدا الظهور وحينما ظهروا في النادر صرّحوا بما يبدد مطالب الثورة من الحل السلمي والحوار ونقل السلطة .كما لم يستجب المجلس الوطني ولا مشايخ الشام لعشرات النداءات إلى تشكيل مجلس شرعي يتواصل مع علماء المسلمين وأئمة المساجد والتي هي من أعظم المنابر التي امتن الله تعالى بها علينا للدعوة إلى مظاهرات عارمة ..
اعتبر الوزير الفرنسي لوران فابيس أن الأزمة السورية انتقلت إلى الدرجة الثانية (أي لم تعد مصنفة في أهم أحداث الساعة) و هذا قبيل انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس بعدة أيام !وعلل ذلك بجمود الوضع وعدم وجود مؤشرات ايجابية كما اعتبر أن سقوط المسخ و تولي الائتلاف و الوصول إلى حل و ضمان وحدة سوريا أهداف بعيدة المنال حاليا !؟
إن من الأمور بديهية لا تحتاج إلى نقاش في تقريرها وعندما يظهر عاقل عدم فهم لها أو إعراض فلا يلومن من أساء الظن به .فقوة الجندي سلاحه والملاكم يديه ...وقوة اليابان اقتصادها وتنكنولوجيتها وقوة أمريكا ذات حدين عسكري واقتصادي وهلم جرا فما هي القوة التي يفترض أن تكون بيد الائتلاف اليوم والتي فرط فيها بالأمس المجلس الوطني ؟ سؤال ينبغي لكل عاقل أن يطرحه على نفسه وليحاول الإجابة عنه بعد أن يكون مقررا لديه بديهة لا يختلف عليها عاقلان وهي أنه كما أن (كل نفس بما كسبت رهينة) فكل نفس حق عليها السعي على نفسها وحاجاتها بل حتى الفقير لا يؤبه إليه ولا يتفطن له إلا أن يسأل أو يعترّ
و أهم سلاحين تمتلكهما الثورة : سلاح الإعلام -في الغرب خاصة- وسلاح الحمية العربية والدينية في العالم العربي والإسلامي, أما الإعلام فلا بد من تشكيل مكتب إعلامي متجول في الغرب ,أعضاؤه يحسن بعضهم الانكليزية والفرنسية و لغات أخرى يعقد هذا المكتب اللقاءات الصحفية في الغرب ويحمّل قادة الغرب المسؤولية ولا يبالي ويشرح بالتفصيل للرأي العام الغربي الحقيقة ويؤكد وبشكل رئيسي على الأطفال وما يتعرضون له .وبإمكانهم شراء مساحات إعلامية في صحف محلية وتولية محام أو اثنين لتدارس ذلك بما يسمح به القانون في تلك البلدان .وأيضا الاستفادة من كل من دخل سوريا من أطباء وصحفيين ممن هم يؤيدون الثورة و تشكيل خلية عمل من الشباب وظيفتها الدخول على جميع مواقع التواصل الالكتروني فيسبوك وتويتر وإرسال الفيديوهات وخاصة للأطفال وانتقائها بعناية إلى جميع أعلام الغرب بما فيهم الممثلين واللاعبين الرياضيين وغيرهم ممن له مشجعين وجمهور عريض ... أما السلاح الآخر فتتجه التبعة فيه إلى علماء ودعاة ينتخبون لزيارة الأمصار الإسلامية والتواصل مع المشايخ وأئمة المساجد للدعوة إلى استصراخ الأمة كلها ويجعلونها على موعد لنصرة أهل الشام ..

يوم غد 28/1/2013 سيعقد في فرنسا مؤتمرا حول سوريا دعا إليه وزير الخارجية الفرنسي نرجو أن لا يفوت الشيخ معاذ و الائتلاف هذه الفرصة الذهبية للتواصل مع الإعلام الغربي وتوجيه رسالة قوية محكمة الإعداد موجزة تلخص الحقيقة والمطالب جميعا وتحمل الغرب مسؤوليته وتشرح للشعوب الغربية حقيقة الحرب التي يشنها الجيش الحر كحرب للدفاع عن النفس وليست حربا أهلية ولا متكافئة...وأن لا وجود للتطرف إلا قليلا وأن سبب التطرف تلكؤ المجتمع الغربي نفسه عن نصرة الشعب السوري والذي كان يتوجب على المجتمع الدولي نصرته كما فعل مع الليبي ...الخ . و حبذا إذا استطاع الائتلاف تقديم أحد اطفال سوريا من الذين إصابتهم الإعاقة الجسدية لالقاء كلمة فى هذا المؤتمر, فان وقع هذه الكلمة سيكون افضل بكثير ومؤثر بشكل أكبر من كل الكلمات الاخرى . إنها الفرصة الأخيرة للائتلاف وإهدارها يعني إهداره و نهايته ...

د . إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى محمد الحوراني
- بشّار الأسد في قبضة الجيش الحر
- عالم جديد و عام جديد
- أيام مع القدر في جمهورية الفساد و الاستعباد
- ثورة سلمية محمية
- واقع و تحديات الثورة السورية
- الطائفية والثورة في سورية
- من ذاكرة الثورة
- غرائب الصدف في عملية دمشق
- خفايا المؤامرة في مؤتمر القاهرة
- دولتنا المنشودة
- يا كادحي سورية اتحدوا
- الأنبياء الصغار
- طارت الطائرة
- سورية بدها حرية
- أجمل الأمهات
- نوروز - العهد الجديد
- حدث في مثل هذا اليوم
- رومانسية الكلاشنكوف تحسم المعركه
- صورة من حارتنا


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - المعارضة السورية و سلاح الإعلام