انيس الامير
الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:14
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ليس لدي احصائيات عن نسبة العرب والاكراد والتركمان في مدينة كركوك الآن ولا في اية مرحله تأريخيه سابقه , ولاتهمني هذه الاحصائيات بشيء لأنني اعرف ان كركوك الآن هي مدينة عراقيه أي انها جزء من الكيان السياسي الذي نشأ بعد الحرب العالميه الاولى الذي اسمه ( العراق) . لكني اعرف بالفطره ان كركوك هي مدينه كردستانيه أي انها جزء من المنطقه الجغرافيه المعروفة بأسم (كردستان) والتي يسكنها العديد من الاقوام كالكرد والتركمان والعرب والاشوريين والكلدان ....الخ.وكركوك هي مدينه كردستانيه بموجب حقائق الجغرافيه وربما يدل على ذلك اسمها وطبيعتها وتركيبتها السكانيه .
اتذكر انني عندما كنت اعمل في الثمانينات خارج بغداد واستخدم كراج النهضه للوصول الى مقصدي كنت اصادف دوما" احد السواق يوميء لي بيده بأتجاه احد السيارات قائلا": كركوك مو؟
فأجيبه: لا ...من قال لك اني من كركوك؟
فتكون الاجابه على الدوام: شكلك مال كركوك؟
ربما يقصد لون بشرتي او شيء آخر في طريقة حركتي ......الله اعلم!علما" اني من احد مدن الجنوب ولم ارى كركوك في حياتي قط!
على اية حال ....... الذي يهمنا ان قضية كركوك اصبحت في هذه المرحله الدقيقه التي يمر فيها العراق اشبه بالمعضله التي يريد منها اعداء الشعب العراقي تحويلها الى قنبله موقوته تهدد وحدة واستقرار هذا البلد.
ولكي نقطع الطريق على ذلك ينبغي على القوى الوطنيه في العراق التوصل الى ارضيه مشتركه للتعامل مع هذه المشكله وحلها حلا" ديمقراطيا وطنيا" انسانيا" عادلا" يرضي جميع الاطراف ويساهم في عزل القوى المتصيدة في الماء العكر .ان مثل هذه الارضيه يجب ان تنطلق من الثوابت الآتيه:
1- ان المصالح العليا لمكونات الشعب العراقي لا يمكن ان تتناقض .
2- ان ارساء الديمقراطيه في العراق هو الهدف الاسمى للجميع وهو الكفيل بحل كافة المشاكل الموروثه من الماضي.
3- ليس هناك مشكله بين الاكراد والعرب بل ان هناك مشكله بين الاكراد والانظمه الديكتاتوريه والفاشيه التي تعاقبت على حكم العراق.
4- ان كون مدينة كركوك مدينه كردستانيه فهذا لا يعني انها مدينه كرديه.
5- ان من حق أي مواطن عراقي العيش في أي مدينه عراقيه. الا ان هذا المبدأ يجب ان لا يطبق بشكل ميكانيكي بل يؤخذ في اطاره السياسي والتأريخي.
6- وعلى ضوء الفقره 5 اعلاه يجب حل موضوع العرب النازحين الى مدينة كركوك ضمن حملة تعريب كركوك التي سعى اليها النظام السابق وفقا" لمعايير سياسيه وقانونيه وانسانيه وهذا يمكن ان يترجم الى الآتي:
- تشجيع النازحين الى كركوك على العوده الى مناطقهم الاصليه بشكل طوعي من خلال تعويضهم ماديا" عن ممتلكاتهم ومنحهم قطع اراضي سكنيه في مواطنهم الاصليه.
- ان تساهم المرجعيه الدينيه في اقناع هؤلاء بالعوده الى مدنهم الاصليه.
- التعامل بروح انسانيه مع الالاف من الاجيال الجديدة التي ولدت في مدينة كركوك ولا ترغب في مغادرة المدينه.
7- ان حل مشكلة كركوك وغيرها من المشاكل يستدعي من الجميع تقديم التنازلات الضروريه .
انني على ثقه ان بامكان القوى السياسيه العراقيه ايجاد الحلول المناسبه لقضية كركوك وغيرها من القضايا الشائكه بما تمتلكه من خبره وحس وطني عالي
#انيس_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟