خالد المريز
الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:13
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا شك أن أحداث الأربع وعشون ساعة الماضية والتي تضمنت الإعلان عن مضمون التقرير الذي قدمه رئيس لجنة التحقيق الدولية بيتر فيتزغيرالد إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والمشاورات التي أجراها الأخير قبل نشره وتصريحات المندوب البريطاني كلها تشير إلى أن أجل النظام السوري بدأ يقترب وأن الساعة دانية لا ريب فيها. فكل شيء يدل على الاتجاه الذي ستسير به الأمور. بالإضافة إلى تبني التوصية بتشكيل هيئة دولية للتحقيق أصبح الحديث يدور عن ضرورة تشكيل محكمة دولية واسعة الصلات. بناء على هذه التأملات بدأت أحلام اليقظة تتواردني، وهنا سأكتفي بالجزء اليسير منها كي لا أطيل على القارئ الكريم.
قبل كل شيء لا بد من المباركة للبشبوش على ما سيواجهه عاجلاً أم آجلاً وهو يستاهل على كل حال، وبنفس الوقت إنها لخسارة لنا نحن السوريون أن الديناصور الأب لم يشهد حصاد سياسته ولم ير مستقبل النظام الذي رتبه على هواه وهوى عائلته وزبلعينهم، ولم ير الطرد الأمني والعسكري من لبنان ومروراً بالذي سيحصل وانتهاء بالتفاصيل التي لا تُعرف بعد.
هناك نصيحة مجانية مني لمندوب النظام السوري في الأمم المتحدة فيصل المقداد وهي: إذا كان نظيرك مندوب صدام حسين إلى الأمم المتحدة قال عند نهاية نظام الطاغية "اللعبة انتهت" فأنت يجب أن تدرب من الآن على تعبير آخر مناسب، أوهناك اقتراح وهو: ما رأيك بأن تتفق أنت و سفير النظام في الولايات المتحدة عماد مصطفى من الآن وتطلبون اللجوء قبل أن يفوت الأوان وتندموا لاحقاً على تفويت الفرصة؟ فكروا في هذا الأمر جيداً.
كم سنفرح نحن السوريون عندما يأتي اليوم الذي سنرى فيه البشبوش في محكمة عدل دولية (وبغض االنظر عما إذا كان هذا صيداً ثميناً أم لا فإنه وريث حافظ الأسد). كم سنفرح نحن من سمعنا الكلام عن تخويننا وحرماننا من حقوق المواطنة... كم سنفرح نحن من سمعنا أن "الوطن" ليس لنا لأننا لسنا بعثيين ولا يمكننا العمل في سوريا لعدم توفر "الموافقة الأمنية"! ليتني أستطيع أن أقولها في وجههم وهم يُحاكمون لجرائمهم: لا رافقتكم السلامة يا كذا كذا... والآن سأعمل مع غيري في بلدنا وأنتم ستبقون في السجون عقاباً لكم على الجرائم التي لا تحصى في بلدي وفي لبنان وفي العراق.
في سوريا التي ننشدها لن يكون هناك شرط الموافقة الأمنية للعمل وسيصبح ذلك في مزابل التاريخ ولكن ستبقى لدينا حساسية خاصة تجاه كل من رأسه يشبه رأس حافظ الأسد... إذا كان مسطح القدمين غير مقبول في العسكرية، فإننا لن نأتمن لمسطح الرأسين.
تل سنون
#خالد_المريز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟