أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الإنسانية وصراعها اليوم














المزيد.....

الإنسانية وصراعها اليوم


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 19:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تبحث الإنسانية في محاولة مستميتة عن حلول للمخاطر المروعة التي تواجهها اليوم، فتجرّب كل ما تجده أمامها من عقائد ومذاهب بغية إيقاف العملية الهدامة التي باتت تهدد بنحو متسارع بتدمير نسيج مجتمعها المعاصر، لكنها لم تجد حلاً حتى الآن. فالزعماء الدينيون، من ناحية أخرى، والذين يشهدون إفلاس مؤسساتهم العتيقة وعدم مواءمة المعايير القديمة للعصر الحديث، نراهم يحاولون تطبيق معايير جديدة من خلال تقديم تنازلات، لكن هذه بدورها تعمل على تقويض تلكم التعاليم الدينية التي ظلت على حالها منذ قرون. إن معايير الحقيقة الصارمة التي كانت سائدة في سابق الأزمان والمنبعثة عن التعاليم الدينية نجدها الآن، في عدة أنحاء من العالم، قد استبدلت بالرأي العام. والتنافر بين الاثنين أرغم الزعماء الدينيين على السير فوق حبل مشدود، بينما تزداد خيبة عامة الناس ونفورهم من الدين. فلا عجب أن انحاز الكثيرون في هذا القرن إلى صفوف اللاأدريين والملحدين. في حين أن بعضهم الآخر خلق طوائف ومذاهب دينية قائمة أساساً على نظريات ومفاهيم تافهة أو تهدف لإثارة الأحاسيس.
في الوقت الذي يسعى القادة الدينيون باستمرار لإيجاد مَخرج، تنضم أعداد كبيرة من الناس إلى هذه الطوائف التي تصبح زياً شائعاً لفترة ما. لكن بعدما يذوي بريقها أو ينتشر التذمر في صفوفها، أو تصبح الحركات هذه عاجزة متحللة، عندئذ يبحث الناس عن "منقذ" آخر، حركة أخرى أو مذهب آخر، وما أكثر ما يجدونه منها في أرجاء العالم. وهكذا تستمر التجربة لإيجاد السلام وطمأنينة النفس، لكن ما أقل الذين وجدوا السعادة أو الطمأنينة أو راحة البال.

من ناحية أخرى، يناضل الزعماء السياسيون ورجال الدولة في العالم فردياً وجماعياً من أجل حل المشاكل التي تواجه البشرية. وهم أيضاً مثل الزعماء الدينيين يحاولون جاهدين لاكتشاف صيغة ناجعة، لكن بما أن جهودهم مبنية على أساس النفعية الذاتية والمصالح قصيرة الأجل، فإن آفاق العالم تزداد ظلمة يوماً بعد يوم. فلا الزعماء الدينيون ولا أولئك العاملون في المجالات السياسية والاجتماعية قد اهتدوا حتى الآن إلى علاج لعلل البشرية.
وهكذا يستمر الكفاح، وستجرب الإنسانية كل شيء حتى تصل إلى مرحلة من اليأس الشديد والقنوط التام.

ينبئ حضرة بهاءالله بالمصير في هذه الكلمات:
"إن العالم متقلب ويزداد تقلبه يوماً فيوماً ويتوجه بوجهه إلى الغفلة والإلحاد، وهذا الأمر سيزداد شدة بحيث لا يقتضي ذكره. ويستمر الحال على هذا النهج أياماً طويلة. وإذا تم الميقات يظهر بغتة ما يرتعد به فرائص العالم إذاً ترتفع الأعلام وتغرد العنادل على الأفنان..."

بإمكاننا أن نرى من تاريخ الأديان في الماضي أيضاً كيف تجاهلت كل أمة دينها في يوم ظهوره. على سبيل المثال، ظلت رسالة حضرة المسيح مجهولة لعدة قرون، لكن لمّا كانت رسالة من عند الله، فقد تغلغلت أخيراً إلى قلوب الناس. بين كتابات حضرة بهاءالله تصريح مثير للاهتمام بشأن مستقبل أمره، فقد أعلن دون التباس أو غموض بأن الله قد أظهر نفسه في هذا اليوم، فلا مناص للبشر إلاّ الإقبال واعتناق أمره. ولكن يبدو جلياً من الظروف العالمية السائدة الآن بأن الإنسانية لا بد أن تمر عبر الكثير من المعاناة والمحن القاسية قبل بلوغ المرحلة النهائية حينما توجّه اهتمامها لأمر حضرة بهاءالله وتدخل في سرادق اتحاد البشر الذي يشير إليه بهذه الكلمات:

"إن خيمة الأمر الإلهي عظيمة ولم تزل تبقى مظللة على جميع أحزاب العالم."



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الفقر الحقيقي والفناء الاصلي- السفر السابع للسالكين إلى ...
- وادي الحيرة السفر السادس للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن ...
- وادي الإستغناء السفر الخامس للسالكين إلى الوطن الالهي من الم ...
- وادي التوحيد السفر الرابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي المعرفة السفر الثالث للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي العشق السفر الثاني للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن ...
- وديان سبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 1-7
- أمانى السلام والوحدة العالمية
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى-(4-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى -(3-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (2-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)
- مكانة المرأة اليوم ومدى مساواتها بالرجل
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 5-6 ما هو الإسلام ؟
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 4-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 3-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 2-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 1-6
- البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة
- أمراض البشرية بحاجة إلى طبيب حاذق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الإنسانية وصراعها اليوم