|
(يساري ) خارج الزمان والمكان
كامل عبد الرحيم السعداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 13:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(يساري ] خارج الزمان والمكان
لايدري الدكتور جاسم الصفار ان افكاره التي افصح عنها في مقالته الموسومة(يسار خارج الزمان والمكان)والنشورة في جريدة طريق الشعب العدد104 يوم15/12 /2012 ،قد تردد صداها كثيراومرارا فبل عقود كثيرة ولطالما كانت تلك الافكاراسلاحا صدئا بيد اليمينيين في الاحزاب الشيوعية التقليدية والتي تعودت العيش والمبيت في احضان البورجوازيين والطغاة بحجة ان الثورة بعيدة وظروفها الموضوعية والذاتية لم تحن بعد ،وبالتالي فهو لم يأت بجديد ولكن الجديد هو ان نرى (يساريين ) يهبطون علينا بالمظلات ليلوكون افكارا قديمة وكأنهم لايعلمون كم من ألمياه مرت من تحت ألجسر ،وأن أول تجربة أشتراكية قد أنهارت وكم بألأحرى يلزمنا هذا ألأنهيار أو ألفشل بأن لانعيد تلك ألسجالات معزولة عن سياقها و(خارج زمانها ومكانها ) ،لقد عاش الدكتور جاسم قرابة أربع عقود تحت الصقيع ألروسي ليعود يمينيا أكثر من (ألملك ) و(ليبهرنا ) بافكار لو يدري كم هي تقليدية وسوف لن تغني ولن تسمن قضيتنا المتلكئة ،في بداية مقالته يمر الدكتور على تجربة الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية ) ليصور ألتجربة وكأنها مغامرة شيوعيين ملوا الانتظار ليتبنوا (تكتيكات حركات ثورية في مناطق اخرى من العالم ) ولم يقل لنا الدكتور ماهي تلك التكتيكات ،هل هي حمل ألسلاح او مايسمى بالكفاح المسلح ،ويتناسى الدكتور ان تلك التجربة كانت بين مرحلتين دمويتين ،نقصد مجزرة 1963 والمذبحة الصامتة والتي امتدت من اواسط السبعينات وحتى سقوط نظام البعث في 2003 وان جوهر تجربة (القيادة المركزية )هي ليست في غرس تكتيكات غريبة في تربتنا (البكر ) لا يادكتور لقد كان جوهر التجربة والخلاف مع اللجنة المركزية هو في سياسة التحالفات والتي ينبغي على الحزب ان يقرها وبالذات التحالف مع حزب البعث ،وكم كلفتنا تلك السياسات والتحالفات اما موضوع الكفاح المسلح فهو شأن آخر حيث أجبر الحزب السيوعي الرسمي على حمل السلاح بعد انهيار جبهة التحالف مع حزب البعث ،ونحن بحاجة فعلية لاعادة بحث ونقد تجربة القيادة المركزية لاستخلاص الخبرات ومراكمةالمعارف دون نظرة فوقية متعالية تدعي الاحاطة الشاملة وحكمة الشيوخ وكذلك دون تعصب وتحزب لان جوهر الموضوع وهو كما قلنا (سياسة التحالفات ) لازال ينذرنا ويقرع جرس المخاطر ،ينتقل الكتور بعد ذلك ليغني موالا قديما آخرا هو ألانقلاب الدموي في شيلي ليعطي للانقلابيين القتلة العذر بحجة تمرد حركة (المير )اليسارية المتطرفة ،وهنا كالعادة يقع الدكتور في فخ نصبه لنفسه ليظهر الانقلابيين الفاشست وكأنهم بحاجة لعذر لقيامهم بعرسهم الدموي ،ونحن نقول ان الشيوعيين وفي احايين كثيرة يتصورون صفاء نيتهم وطيبة نواياهم كافية لتمرير افكارهم وهم لايعلمون ان تلك الافكار تزلزل الارض تحت اقدام البورجوازيين وهؤلا ءليسوا بحاجة لمقياس ريختر للاحساس بهذا الزلزال وهذا ماحصل في شيلي حيث امسك الليندي ومعه الشيوعيون العصا من المنتصف ولم يمضوا قدما بتاميم الصناعات والمصالح الكبرى وتسليح الشعب مما اعطى لقوى الثورة المضادة لتجميع قواها والاجهاز على الثورة وهل يعلم الدكتور ان ثوريي المير هم آخر من كان يقاتل مع الليندي ، ولكن مانفع الحديث مادام الدكتورلايرى شيئا يسستحق القتال ،يقول تروتسكي (ان الظروف الموضوعية للثورة قد نضجت بل وتعفنت على الشجرة ) وهذا مربط الفرس في كل الجدال فبرأينا انه وبعد انجازات ماركس وانجلز النظرية بتشريح وتعرية آليات وأحشاء النظام الراسمالي وطريقة عمله وميكانيكات هيمنته وانعدام قدرته على الاصلاح والشر المطلق في بنيته ،وبعد تراكم الخبرات النضالية للطبقة العاملة وترسخها في ذاكرة ومزاج الشعوب وبعددخول النظام الرأسمالي في الطور الامبريالي مما يعني عالميته وعولمة الفقر والتخلف والسلطة الغاشمة ومما يعني ايضا انعدام فرصة حصول التراكم الاولي الضروري لنمو اي بورجوازية وطنية وهذا يؤدي الى استحالة ظهور بورجوازية وطنية في اي مكان في العالم ولنفهم هذا مرة واحدة والى الابد وهذا يعني ان اي مكان في العالم ريفا اومدينة هو ملائم للثورة وما ييتبقى هو سياسات وتوقيتات وادوات وتحالفات وهذا جوهر الماركسية كنظرية ثورية وليست منبرا لتطويب الراسماليةو نمط الحياة المرتبط به وكل التجارب من ثورة اوكتوبر الى انهيار الاتحاد السوفيتي مرورا بالثورة الصينية والفيتناميةوالكوبية والثورات المضادة في العراق او شيلي او اندونيسيا كلها ظواهر بحاجة للدراسةوليس لاشاعة روح الياس والعدميةوتمجيد الطاريء والزائل بحجة التعقل وفي النهاية فان مقالة الدكتور مليئة بالمقاربات والنصوص والاستعارات المقتلعة خارج سياقها ولااجد ضرورة لنقاشها مادامت الافكار الرئيسية قدتم توصيلها .
#كامل_عبد_الرحيم_السعداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماسوني المعدم مائة وخمسون شفرة شعر
-
ربيع الوشاية ام خريف المثقف
-
قصة مايتا حكاية ثوري معزول
-
هل ينبغي الدفاع عن ثورة 14 تموز
-
قوي كألفضيحة رواية ألفصل ألأول
-
رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج2
-
حول كيفية أسقاط نظام ألتحالف بين ألأسلام ألسياسى وألأحتلال ج
...
-
رياض البكري شيوعيا وشاعرا وشهيدا ج1
-
فى رثاء الحجية كم أكرهك يا 2010
-
تفكيك الارهاب ومستقبل العملية السياسية
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|