أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة














المزيد.....

ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يستند المبدع على عناصر متعددة وهامة في صناعة مخلوقه الإبداعي، ويأتي في مقدمتها الإحساس والمعرفة المتلازمين. فبدون الإحساس بالشيء لايمكن البحث في خصائصه وميزاته، وبالتالي تكوين فكرة معرفية متكاملة عن ماهيته وسماته وتكوينه وتطوره.
تأتي المعرفة من الإحساس العميق بالشيء لإدراك معالمه الكلية، وافتقاد الإحساس بالشيء يولد حالة من عدم رسم المعالم والإدراك المعرفي بالشيء ذاته. وتعني المعرفة بشكلها المبسط الإدراك بماهية ومكونات الشيء وتلك الماهية تؤسس لحالة الإلمام والثقافة بمدلولات ومكونات الطبيعة المنظور منها وغير المنظور، وبالتالي فإنها تحفز مكونات العقل على التطور والارتقاء.
يرى ((توما الأكويني))" أن المعرفة الإنسانية تبدأ من المنظور، وترتقي بالعقل إلى غير المنظور".
وتسبق حالة الارتقاء بالعقل نحو أفاق جديدة من المعرفة، حالة من التواتر الكبير في الإحساس يقود نحو تحشيد كافة مدارك الإنسان نحو البحث عن ماهية الشيء بغرض كسب أكبر قدر ممكن من المعرفة لذات الشيء، من خلال بذل جهد مضاعف لاكتساب مزيد من العلم بالشيء ذاته.
إن تواتر الإحساس العالي لدى المبدع، هو الدافع نحو البحث عن العلم وانخفاض هذا التواتر يقلص حالة الإبداع. ويؤدي إلى خلق كائن مشوه غير قادر على التفاعل مع الكائنات الإبداعية الأخرى، المعبرة عن ماهية المعرفة.
يعتقد ((سقراط))" أن من فقد حساً فقد علماً".
وإذا تم التسليم بالقول الشائع: أن الإحساس يتولد عن القلب، باعتباره منبع العاطفة المعبرة عن حالة الحب والكراهية. فإن هذه المسلمة أيضاً تعني بالمفهوم الشائع القلب الكبير، وما يستوعب من المؤثرات العاطفية. وما يمتلك من القدرة على الانتقاء والخيار الأصلح لتوظيف الإحساس الايجابي لخلق الكائن الإبداعي الفعال من خلال ترجمة تواتر الإحساس الايجابي عبر الكتابة الإبداعية، لتشكيل مكونات الكائن الإبداعي وبث الروح فيه ليمارس دوره الايجابي في المساهمة في صنع الحضارة الإنسانية.
قال الأمام ((جعفر الصادق-ع))" القلب يتكل على الكتابة".
لايقتصر دور المعرفة على الارتقاء بالعقل البشري نحو مراتب أعلى وأسمى حسب، بل إلى تفعيل دور مكونات تهذيب النفس وسموًّ الخُلق وما تعكسه من سمات للعلوم المكتسبة والمُشكلة لمنظومة المعرفة لدى المبدع. وهذا التهذيب للنفس يرسم طريق الاستقامة للفرد، ويقود نحو التمسك بقيم الخير وما تهدف للارتقاء بالحضارة الإنسانية إلى مراتب أكثر تطور وسموًّ.
يعتقد ((كونفوشيوس))" أن حب الاستقامة من غير حب المعرفة، يقود إلى حجب الاستقامة بستار ضار".
وتوظيف المعرفة لأغراض إنسانية، تعني مزيداً من التراكم المعرفي لخدمة وتطور البشرية. وبالضد من ذلك فأنها تسهم في تهديم المساهمات الايجابية الفعالة للجنس البشري وتعمل على سحب العناصر البدائية للتاريخ نحو الحاضر. مما يتسبب في إعاقة مسيرة البشرية، وإهدار الطاقات الايجابية وتوظيف مضاداتها في تعطيل سُبل الارتقاء والتطور للفكر الإنساني.
ولاتقتصر سمات المعرفة على تهذيب النفس وسموًّ الخُلق...... لدى الإنسان السوي حسب، بل تعمل على تفعيل مكونات الضوابط والردع الذاتي للادعاء والتهويل المعرفي، فكلما زادت مناهل المعرفة لدى الفرد كلما زاد تواضعاً وإدراكاً بأن معرفته ليست شاملة وكلية بل جزئية وضئيلة أمام سعة أرجاء المعرفة.
ويعمل الرادع الذاتي المحتكم لفعل العقل على كبح الغرائز الطبيعية لدى الإنسان بالادعاء والتهويل لصالح رسم الحدود المعرفية الحقيقة لكينونة الذات، مما يكسبها الحجم الحقيقي لمدى الاكتساب المعرفي وحدوده المفترضة.
يرى ((كونفوشيوس)) المعرفة بشكلها المبسط:" هي عندما تعرف شيئاً، تقول أنك تعرفه. وإذا كنت لاتعلم عنه شيئاً، فسلم بعدم معرفتك به".
وهكذا فان الإحساس والمعرفة متلازمين، وتفيض عن حدودهما سمات ومُثل عليا يتم توظيفها إيجابياً لصالح خدمة التوجهات الإنسانية للارتقاء بالحضارة الإنسانية إلى مراتب أكثر تقدم ورقٍ. وهذا هو الهدف وما تسعى إليه الفلسفة في وجهها الإنساني المستند لقيم الخير، وتوظيف أوجه المعرفة لخدمة الإنسان كسمة أكثر رقياً في مكونات الطبيعة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع القيم والمبادئ بين الفلاسفة والملوك
- تأثير الاستبداد والعنف على اختلال أنماط السلوك الاجتماعي
- دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع
- موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة
- العلم والجهل في المجتمع
- تحرير الثقافة من الهيمنة والتسلط
- الحكومة والشعب
- التصورات اللاعلمية في الفكر الماركسي
- مجالس الفلاسفة والعلماء مع السلاطين
- الملوك والفلاسفة وتهمة الإلحاد
- النظام الديمقراطي والسلطة السياسية
- الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع
- العنصر الثالث لدعم الاستقرار والتوازن الاجتماعي
- سلطة القانون في المجتمع
- مواصفات الرئيس وشروط الرئاسة
- شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء
- انعدام سُبل الحوار والنقاش مع الإنسان المقهور
- النزاعات العرقية والمذهبية في المجتمعات المقهورة نتاج سلطة ا ...
- تنامي ظاهرة الحقد والعدوانية في المجتمعات المتخلفة


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة