أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة















المزيد.....


الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة

البارحة قرأت مقالا في جريدة "الصّريح" التّونسيّة (العدد 3897، بتاريخ الخميس 24 جانفي 2013، ص20) كان عنوانه "كيف يتحوّل المؤسّس إلى مخرّب؟" بقلم "ناجي السّبوعي" أصابني بالغثيان. كان المقال قصيرا، إذ لم يتجاوز الثلاثين سطرا بمعدّل ثلاثة عشر كلمة في كلّ سطر، ولكنّه رغم ذلك إحتوى على مهازل كبيرة في حقّ الإنسان وعقله وإنسانيّته وعلى أكاذيب تعوّدنا عليها تردّد على مسامعنا ليلا نهارا منذ أن "أرادت الشّعوب العربيّة الحياة"، تبعا لمقولة الشّاعر التّونسي أبي القاسم الشّابّي، دون أن يتعب من تعوّدت على تسميتهم بـ"جرذان الشّريعة"... هؤلاء، المتخفّون خلف خطاب ديني قديم وبال ومهترئ وأجوف لا يتحدّثون إلاّ عن الشّريعة الإسلاميّة وضرورة تطبيقها؛ بل ويذهب بعضهم، في سياق الزّيادة على أكاذيبهم الكثيرة والمفضوحة، إلى حدّ الإدّعاء بأنّ ما يسمّى "الثّورات العربيّة" لم تقم إلاّ لتطبيق الشّريعة الإسلاميّة وبأنّه بالعودة إلى هذه الشّريعة الإلهية سيكون صلاح المجتمع وتقدّمه، منقلبين بذلك على من قاموا بهذه الإنتفاضات من أناس بسطاء ومواطنين همّهم الوحيد الشّغل وكسب خبزهم اليومي في بلاد تضمن لهم ولذويهم الحدّ الأدنى من الكرامة والعدالة الإجتماعيّة وسارقين بذلك تعبهم ودم من مات منهم في سبيل إنجاح هذه الإنتفاضات الشّعبيّة وبالتّالي محرّفين للتّاريخ، مثلما حرّف المسلمون الأوائل تاريخ الجاهليّة والأمم الأخرى التي سبقتهم أو واكبت ظهور الإسلام.
يقول كاتب المقال في السّطر الأوّل: "إنّ الله عزّ وجلّ الذي أحاط بكلّ شيء علما أنزل قرآنا يضمّ أحكاما صالحة لكلّ زمان ومكان لإسعاد البشريّة وإخراجها من جور الأديان إلى عدل الإسلام...". لا أدري ماذا ينبغي عليّ أن أقول في الرّدّ على هذه الجملة الأولى التي إحتوت كمّا هائلا من التّرّهات والأوهام والتّفاهات، فكلّ كلمة جاءت في هذه الجملة إشكاليّة في حدّ ذاتها. وهي نفس المداخل التي يستهلّ بها رجال الدّين المسلمون خطبهم ومواعظهم لإستفزاز مشاعر المستمعين وذلك ليقينهم أنّ ما يسيّر المسلم ليس عقله بل مشاعره وغرائزه. مدخل يطرح فيه إسم ربّ الإسلام مع هالة من العزّة والجلال والعلم ثمّ القرآن بنفس المغالطة القديمة قدم الإسلام والتي تدّعي أنّه كتاب صالح لكلّ مكان وزمان، وقد نسبت هنا لأحكامه التي يزعم الكاتب أنّ غايتها "إسعاد البشريّة وإخراجها من جور الأديان إلى عدل الإسلام"... ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى هذه المغالطة الجديدة التي أتاها الكاتب بالفصل بين الأديان والإسلام ووصف الأولى بالجائرة والثّاني بالعادل. أليس الإسلام دينا؟ أم أنّ الإسلام شيء آخر غير ذلك؟ فكيف يمكن إخراج البشريّة من كلّ جامع إلى جزء من مكوّنات الكلّ؟ وكيف يكون الكلّ جائرا وجزء منه فقط عادل؟ أليس في ذلك إعتداء على المنطق وعلى عقول النّاس؟ (هذا إذا سلّمنا بأنّ هذه الجملة لم تأت بصفة إعتباطيّة، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكون إلاّ دليلا على السّفه والحماقة.) فإذا كانت الأديان جائرة والإسلام جزء من الأديان، فالمنطق ينسب الجور للإسلام أيضا بما أنّه دين من الأديان... ثمّ من قال أنّ الإسلام عادل وأنّ الأديان الأخرى جائرة؟ إذا سألت مسيحيّا عن دينه سيقول لك بأنّ المسيحيّة دين عدل أيضا، وكذلك الأمر بالنّسبة لمعتنقي الدّيانات الأخرى، فكيف تنزّه دينك يا "ناجي السّبوعي" وتتّهم أديان الآخرين؟ أليس هذا إزدراء للأديان المخالفة؟ أم أنّك لا تفكّر في إزدراء الأديان وتغضب إلاّ حين يكون دينك هو المستهدف، وتحلّ لنفسك سبّ وشتم الأديان الأخرى ومعتنقيها؟ أليس في مدخل مقالك من العلل والتّفاهات والسّفه ما يجعل بقيّة مقالك مجرّد خرقة لا تصلح لشيء...؟
لكن لنتجاوز هذه الجملة إلى ما يليها: "وقد إنتخب الشّعب التّونسي مجلسا وطنيّا ليؤسّس دستورا يحافظ على هذه المبادئ الخالدة لكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن، إذ نسمع بين الحين والآخر مقولات لمن يمثّلون الشّعب في مجلس يفترض أنّه يؤسّس ولا يخرّب ونظريّات من وضع البشر تخلّ بموازين القضاء العادل، فهذه إحدى النّائبات، لا داعي إلى ذكر إسمها لأنّ أمثالها كثر في هذا المجلس الذي حوّلوه بيتا للنّدوة الذي إشتهر في عهد الجاهليّة بمعاداته للإسلام وتحاكمه إلى الجبت والطّاغوت من دون الله ربّ العالمين، فتحوّل المجلس التّأسيسي إلى جحر تخرج منه حيّات تلدغ وتبث سمومها القاتلة في مجتمع مسلم يريد حياة مطمئنّة سليمة من الجرائم والفتن..." (ما يعاب على كاتب المقال، وربّما كان الأمر راجعا إلى من رقنه إلكترونيّا، أنّه لم يوضّح نهايات الجمل، فجاء مقاله كتلة مسترسلة لا يعرف لها أوّل من آخر، رغم أنّنا يمكن أن نجتهد في فصل ما نرى أنّه جمل قائمة بذاتها غير ممتدّة وتمثّل وحدات معنويّة منفصلة.) أوّلا، على أيّ "مبادئ خالدة" تحيلنا؟ أحكام القرآن، أليس كذلك؟ ومن قال لك بأنّ أحكام القرآن مبادئ خالدة؟ ثمّ، هل لي بسؤال بسيط وسهل يا "ناجي السّبوعي"؟ أبسبب تطبيق أحكام القرآن إنتفض التّونسيّون في الفترة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011؟ ألم تكن الكلمات المفاتيح التي رفعت "شغل، حرّيّة، كرامة وطنيّة"؟ ألم تكن أسباب خروج المواطنين إلى الشّوارع رغبتهم في الرّفع من سقف الحرّيّة وضمان حقّ الشّغل لكلّ مواطن بعيدا عن المحاباة والمحسوبيّة وضمان تقسيم أكثر عدلا للثّروات؟ وهل كان هناك بين المحتجّين "جرذ" واحد من أصحاب اللّحية والزّبيبة؟ وحتّى لو فرضنا أنّه كان موجودا بينهم، هل كان يهتف بـ"إقامة الخلافة" أو "تطبيق الشّريعة" أو غيرها من التّفاهات التي جاءنا بها أصحاب اللّحي بعد أن تحرّرت ألسنتهم وأيديهم؟ لا أظنّ أنّك تافه ومنافق إلى درجة إنكار كلّ هذه الحقائق التي يعلمها القاصي والدّاني، خاصّة أنّه يمكن التّثبّت منها عبر أرشيف الصّحف والمجلاّت والمواقع الإلكترونيّة...
يقول الكاتب: "نسمع بين الحين والآخر مقولات لمن يمثّلون الشّعب في مجلس يفترض أنّه يؤسّس ولا يخرّب ونظريّات من وضع البشر تخلّ بموازين القضاء العادل"... نفس الكلام أقوله ويمكن أن يقوله أيّ إنسان ضدّك وضدّ من يتبنّى كلامك وطريقة تفكيرك. فيمكنني مثلا أن أقول: "نسمع بين الحين والآخر مقولات لمن يمثّلون الشّعب في مجلس يفترض أنّه يؤسّس ولا يخرّب وشريعة إسلاميّة متخلّفة تخلّ بموازين القضاء العادل". المشكل ليس في كلام النّوّاب بل في مفهومك أنت لكلمة "الشّعب". أنت تعتقد أنّ الشّعب التّونسي مجموعة بشريّة يجب أن تكون نسخة منك، لا يتكلّم أحد منهم إلاّ بمثل ما تنطق به أنت من تطبيق لأحكام القرآن وغيرها من الشّعارات الزّائفة والبالية. وتعتقد أيضا أنّ الشّعب التّونسي "مجتمع مسلم" (والكلمة لك) لكنّك تنسى أنّ كلمة "مجتمع" في حدّ ذاتها مشتقّة من الجذر "جمع" وتعني إجتماع عدد من البشر في منطقة معيّنة وتعكس معاملاتهم مع بعضهم وتصرّفاتهم وطريقة تعايشهم وعيشهم إلى آخره من الأمور. فالمجتمع مجموعة من النّاس، وبما أنّ الإنسان كفرد له عقله وطريقة تفكيره الخاصّة ومشاعره ونفسيّة يتميّز بها عن الآخرين فمن المنطقي أن لا تجد كلّ أفراد المجتمع يفكّرون بنفس الطّريقة ويحبّون نفس الأشياء ويميلون إلى نفس الأفكار. فالإختلاف من الأشياء الأوّليّة التي تميّز الأفراد داخل أيّ مجتمع وهو في أغلب الأحيان دليل على الحيويّة والنّشاط ومؤشّر إيجابي وأحد الدّوافع الأساسيّة للتّطوّر والتّقدّم. وهذه النّائبة التي تتحدّث عنها وتشتمها جزء من المجتمع التّونسي يعكس كلامها أفكارها الشّخصيّة التي تتقاسمها مع أعداد من المواطنين التّونسيّين لا يمكن حصرها، فهي بذلك تعبّر عن تطلّعات ورغبات وأفكار قسم من المجتمع التّونسي لا يضمّك ولكنّه موجود رغم أنفك وأنف كلّ فكر إقصائي يدّعي أنّ كلّ التّونسيّين متشابهون ويدعو إلى نبذ المختلف. ثمّ أنّ "المجتمع المسلم" الذي تتحدّث عنه ليس مسلما بالدّرجة التي تزعمها، وكان عليك أن لا تقحم أحكاما كاذبة ومخادعة كهذه هنا. ولو كنت ممّن يحترمون أنفسهم ويحترمون قرّاءهم لما كتبت مقالك هذا أو، على الأقلّ، لما إستعملت عبارة "مجتمع مسلم"، لأنّ تونس فيها مسيحيّون ويهود وبوذيّون وملحدون وغيرهم ولأنّ الكلّ لهم الحق في العيش على هذه الرّقعة الجغرافيّة لأنّهم "تونسيّون". وعليك التّعايش معهم، فإن لم تستطع فيمكنك أن تختار أيّ بلد تعتقد أنّ سكّانه مائة بالمائة من المسلمين، ولكنّك لن تجده. فحتّى المملكة العربيّة السّعوديّة فيها مسيحيّون ويهود وبدأت تزداد فيها نسبة الملحدين يوما بعد يوم، وما عليك إلاّ أن تبحث عن أسماء سعوديّين مثل "عبد الله القصيمي" أو "حمزة كشغري" (رغم إعلان توبته بسبب التّهديدات بإقامة حدّ الرّدّة عليه) لتتحقّق من ذلك.
ويقول الكاتب أيضا: "نظريّات من وضع البشر تخلّ بموازين القضاء العادل"... واضعا معادلة خاطئة كمسلّمة، معادلة لا تنمّ إلاّ عن أحد إحتمالين لا ثالث لهما: إمّا حماقة صاحبها وسطحيّة تفكيره وإمّا نفاقه وكذبه وتحريفه لحقائق الأشياء. فمعنى كلامه هذا أنّ تطبيق النظريّات التي يضعها البشر تساوي تكريسا لقضاء غير عادل، ويقابلها في الجهة الأخرى معادلة ثانية تركها مخفيّة بين الأسطر وخلاصتها أنّ تطبيق الشّريعة الإلهيّة تساوي قضاء عادلا. هذا يعني أنّ النّظريّات التي تكون من صنع البشر محكوم عليها في تفكيره بالظّلم والفساد، حتّى دون معرفتها أو تطبيقها، وحتّى إذا ما تبيّن أنّها صالحة للتّطبيق وتؤدّي إلى نتائج إيجابيّة وإلى تكريس قضاء عادل... أليس إصدار أحكام نهائيّة وباتّة بهذه الطّريقة عين الحماقة؟ فإذا كانت النّظريّات البشريّة تخلّ بموازين القضاء العادل، ألا يعني هذا في النّهاية تسفيه كلّ ما بنته الإنسانيّة منذ بداياتها إلى اليوم وفي كلّ المجالات؟ وبغضّ النّظر عن صحّة الإدّعاء القائل بأنّ القرآن كتاب سماوي وليس من صنع البشر، ألا يبيّن التّاريخ الإسلامي أنّ الشّريعة الإسلاميّة كانت في أغلب الأحيان مجرّد غطاء تمارس تحته كلّ أنواع الظّلم والفساد والجرائم؟ سيجيب بعض القرّاء، وقد يجيبني كاتب المقال أيضا، بالقول: الفساد راجع إلى من يطبّق الشّريعة وليس للشّريعة نفسها... فإذا كان الفساد بشريّا فحتّى مع أكثر التّشريعات والقوانين صرامة وعدلا سنجد الفساد موجودا وربّما متفشّيا... فالإشكاليّة ليست في أن تكون النّظريّات بشريّة أو منسوبة إلى إله مّا يزعمون أنّه عادل، بقدر ما هي مرتبطة بعقليّة الإنسان وخاصّة عقليّة من بيده السّلطة لتطبيقها. فالفساد من خاصّيّات الكائن، ذلك أنّ كلّ شيء موجود هو بالضّرورة قابل للفساد وبالتّالي حتّى الشّريعة الإسلاميّة – لو فرضنا جدلا أنّها صالحة وكاملة لا عيوب فيها – هي أيضا قابلة للفساد أو لنقل للإفساد...
يقول الكاتب بعد ذلك: "وما أدراك ما جريمة القتل التي جعل الله لها قصاصا عادلا صالحا لكلّ زمان ومكان لا يعي قدره وحكمته إلا أصحاب العقول المستنيرة. قال تعالى: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». لكن إحدى النّائبات ترى عكس ذلك فهي تعتبر أنّ عقوبة الإعدام إنتهاك لحقوق الإنسان وأنّها غير صالحة لهذا الزّمان كأنّها تدعو أن يتعدّى القوي على الضّعيف ولا يقتصّ المجرم من الظّالم بالعدل النّفس بالنّفس والعين بالعين... والجروح قصاص. فما تعارف عليه النّاس بتر كلّ عضو فاسد من الجسد لتبقى سائر أعضائه سليمة. هكذا المجتمع السّليم أيّتها النّائبة المغيّبة عن حكمة الله في التّشريع. إذا فسد فيه فرد يهدّد أمنه وإستقراره فإنّ القصاص العادل حفظه من كلّ فتنة التي هي أشدّ من القتل وأقول لها ولأمثالها الذين غفلوا عن مقاصد التّشريع الإلهي: «أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها»." نصل هنا إلى ما يبيّن ما يعيبه الكاتب على النّائبة المذكورة: عقوبة الإعدام. يدّعي في البداية أنّ القصاص حكم أتى به إله الإسلام وأنّه عادل وصالح لكلّ زمان ومكان، ولو إطّلع الكاتب على تاريخ التّشريعات والقوانين لوجد أنّ أوّل تشريعات كانت بشريّة أقدمها إلى حدّ الآن شريعة "أور-نامو" (بدايات القرن الواحد والعشرين قبل الميلاد، أي قبل ظهور اليهوديّة نفسها) وشريعة "حمورابي" (1750 قبل الميلاد) التي نصّت على قانون القصاص. وقانون القصاص الذي أتى به "حمورابي" إنتشر بعده في كامل الشّرق الأوسط وكان معمولا به في الجاهليّة وهو نفس القانون الذي نجده في القرآن. فإذا كانت التّشريعات البشريّة فاسدة وتؤدّي إلى إختلال موازين العدل، فالأحرى، يا "ناجي السّبوعي"، أن تدعو إلى إلغاء العمل بقانون القصاص الذي أتى في القرآن بما أنّه ليس إلاّ إقتباسا لشريعة "حمورابي" والتي هي جملة من القوانين والإجتهادات البشريّة، أليس كلامي معقولا ومنطقيّا؟
أمّا قولك أنّ القصاص "لا يعي قدره وحكمته إلا أصحاب العقول المستنيرة" فهذا مردود عليك، لأنّ القصاص لا يمكن أن يقبله أصحاب العقول فماذا نقول عن أصحاب العقول المستنيرة فعلا؟ ثمّ أنّ "أصحاب العقول المستنيرة" الذين أقحمتهم هنا لا بدّ أن يكون تفكيرهم سطحيّا كتفكيرك وتعبيرهم عشوائيّا مثل تعبيرك ومنطقهم متخلّفا عن ركب الحضارة بأكثر من ألف وأربعمائة عام، ولا أعتقد أنّي سأكون مخطئا إذا قلت أنّ من بينهم "يوسف القرضاوي" و"محمّد حسّان" و"محمد العريفي" و"أبو إسحاق الحويني" و"وجدي غنيم" و"زغلول النّجّار" وغيرهم من تجّار الأوهام الدّينيّة؛ وليس الدّليل على إمتلاك عقل مستنير تبنّي أفكار قديمة والتّمسّك بها دون شكّ ونقد ومقارنة مثلما يفعل شيوخك الذين أخذت عنهم ما نجده في هذا المقال من مهازل وخرافات وأكاذيب. ولعلمك فحكم القصاص الذي جاء في القرآن وفي سنّة نبيّك والذي يمثّل جزءا من الشّريعة الإسلاميّة لم يكن صالحا حتّى في زمانه وكان وليد غباء وتخلّف المجتمع القبليّ الذي ولد وعاش فيه محمّد ذلك أنّ تفكير العرب في ذلك الوقت لم يتوصّل إلى إستنباط السّجون والعقوبات التّأديبيّة على غرار شعوب أخرى سابقة أو معاصرة لهم فبقوا على ما وجدوا آباءهم وأجدادهم عليه من عقوبات إنتقاميّة ترهيبيّة. ولعلّنا لا نبالغ إذا قلنا أنّ الشّريعة الإسلاميّة في بدايات الإسلام كانت متخلّفة بأربعة أو خمسة آلاف عام... فحتّى الحضارة الفرعونيّة كانت لها سجون وعقوبات تأديبيّة. زد على تلك المدّة ألفا وأربعمائة عام أخرى وستجد المدّة التي سترجعنا إليها أفكارك وأفكار أمثالك. فهل في شريعتكم شيء غير التّخلّف ومزيد الإنحطاط؟ ثمّ أنّ المواثيق والمعاهدات الحقوقيّة اليوم تعتبر الحدود الموجودة في شريعة محمّد جرائم ضدّ الإنسانيّة، وهذا ما توصّلت إليه عقول مستنيرة فعلا في العالم الغربي، عقول مستنيرة ركّزت إهتمامها على الإنسان وحفظت حقوقه بدساتير ومواثيق دوليّة وحدّدت واجباته بقوانين واضحة لا تستوجب الرّجوع إلى شيخ تاجر دين أشبه بالببّغاء أو إلى تفسير إمام أو فتوى فقيه للوقوف على معانيها وفهمها، لذلك نجح العالم الغربي وتطوّر وتقدّم وقدّم لك الحاسوب لتكتب به والبريد الإلكتروني لترسل به مقالاتك وآلات الطّباعة لتنشر نصوصك التّافهة على صفحات الجرائد... هذا ما فعلته النّظريّات البشريّة في الغرب الكافر، فماذا فعلت شريعتك الإسلاميّة وبماذا نفعتك؟ لا شيء. بل أصبحت هذه الشّريعة فوق ذلك مشكلة ومرضا عضالا لأنّها نشرت الإرهاب والتّخلّف والجهل والحماقة والحيوانيّة والفساد أينما ذهب أمثالك من الببّغاوات؟
ثمّ تقول: "كأنّها تدعو أن يتعدّى القوي على الضّعيف ولا يقتصّ المجرم من الظّالم بالعدل النّفس بالنّفس والعين بالعين... والجروح قصاص"، عاكسا بذلك سطحيّة تفكيرك وفساد عقلك "المستنير". فهل من يتبنّى حقوق الإنسان ويدافع عنها يدعو بالضّرورة إلى إعتداء القوي على الضّعيف؟ أو يدافع عن المجرم ولا يحمّله مسؤوليّة جريمته؟ أظنّ أنّك فعلا تعاني من قصور في الإدراك والفهم والتّحليل وأنّ حالتك ميؤوس منها. فلتعلم يا "ناجي السّبوعي" أنّ الميثاق العالمي لحقوق الإنسان" يضبط الحقوق التي يجب أن يتمتّع بها أيّ إنسان على وجه الأرض وفي كلّ زمان وهي جملة من الثّوابت التي بإحترامها ترسي وتدعّم قواعد التّعايش السّلمي بين المواطنين، أمّا العقوبات فتحدّدها قوانين وتشريعات أخرى وضعيّة تحترم ما جاء في المواثيق والمعاهدات الحقوقيّة وتحدّد العقوبات التأديبيّة والإصلاحيّة لكلّ جنحة وكلّ جناية بحسب تقديرات لا يجب في أيّ حال من الأحوال أن تتجاوز الخطوط الحمراء الحقوقيّة. ولتعلم أيضا أنّه لا توجد دولة في العالم بلا قوانين تحتكم إليها في حلّ قضايا رعيّتها، ولا توجد جريمة لا يعاقب عليها القانون. فعوض تلفيق التّهم عشوائيّا، كان عليك أن تزن ألفاظك وتحكّم عقلك قبل كتابة كلّ سطر. ولا يغرّنّك ما تراه في المساجد من إسترسال الأئمّة في خطابات جوفاء ولامنطقيّة لا تعتمد إلاّ على إستفزاز مشاعر المصلّين بالتّكبير والتّسبيح والتّرديد الببّغاوي لآيات وأحاديث متناثرة، فعقول قرّاء الجرائد غير عقول روّاد المساجد... وبعضهم لا يطيق أن يحاول أمثالك إستغفالهم والضّحك على ذقونهم بطريقة منحطّة كهذه.
ثمّ تقول: "فما تعارف عليه النّاس بتر كلّ عضو فاسد من الجسد لتبقى سائر أعضائه سليمة". هذا صحيح في التّفكير البدوي والقبلي الذي بدأ فيه الإسلام فقط. فهل إذا مرضت يدك ستقطعها؟ بالطّبع لا، لأنّ يدك عزيزة عليك، هذا أوّلا، ثمّ لأنّ المنطق يقول أنّه يجب البحث عن حلول طبّيّة للمرض. والمنطق يقول أيضا أنّ العضو الفاسد في المجتمع يجب أن نبحث له عن حلّ قانوني، لا أن نتخلّص منه بالقتل شنقا أو رجما أو نشوّهه بقطع يده وساقه من خلاف أو نعذّبه بالجلد، مثلما تقول الشّريعة البدويّة التي تنتصر إليها وتدور وتختلق الأعذار لتبريرها وإثبات صلاحها.
تذكّر أنّ كثيرا من المحامين دافعوا عن الإسلاميّين من "حركة الإتّجاه الإسلامي" ("حزب حركة النّهضة" اليوم)، في عهد الرّئيس التّونسي السّابق "زين العابدين بن علي"، بناء على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. ولو لم يفعلوا ذلك لقام "بن علي" بإعدامهم لأنّهم قاموا بأعمال تخريبيّة وجرائم إستهدفت حياة المواطنين وأمنهم وهدّدت السّلم الإجتماعي وإستقرار البلاد وأمن الدّولة إذ كانوا يريدون الإنقلاب على الحاكم وإفتكاك السّلطة بالقوّة وبالسّلاح. يذكّرني هذا بفتاوى رجال الدّين المسلمين وخاصّة بفتوى عدم الخروج على الحاكم، ولا أظنّك تجهلها. ألم يكن ما فعله الإسلاميّون خروجا على الحاكم وبإستعمال السّلاح؟ ألم يأت في قرآنك: "يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" (النّساء، 59)؟ (في "تفسير القرطبي" لهذه الآية نقرأ: "]...[ تقدّم في هذه الآية إلى الرّعيّة فأمر بطاعته جلّ وعزّ أوّلا، وهي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثمّ بطاعة رسوله ثانيا فيما أمر به ونهى عنه، ثم بطاعة الأمراء ثالثا؛ على قول الجمهور وأبي هريرة وابن عبّاس وغيرهم."). ألم يأت في "سنن النّسائي": "أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرّزّاق قال حدّثنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن سعد قال حدّثنا سعيد بن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال قتال المسلم كفر وسبابه فسوق" ("كتاب تحريم الدّم")؟ وأيضا: "أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا الفضل بن موسى قال حدّثنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن الزّبير عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر" ("نفس الكتاب")؟ ثمّ لا يفوتني أن أذكّرك بجملة كتبتها أنت بنفسك في هذا المقال: "إذا فسد فيه فرد يهدّد أمنه وإستقراره فإنّ القصاص العادل حفظه من كلّ فتنة"... وكثير من "الفقهاء" يجمعون على تحريم الخروج على الحاكم ولو كان جائرا وإعتباره جريمة، فما بالك بحمل السّلاح عليه والقيام بتفجيرات وأعمال إجراميّة مات فيها مواطنون عزّل لا ناقة لهم في الأمر ولا جمل وتمّ تشويه آخرين بسوائل حارقة. ألم يكن "بن علي" سينفّذ في الإسلاميّين أحد أحكام الشّريعة الإسلاميّة ومنعه المحامون والحقوقيّون من ذلك بإستنادهم للمواثيق والمعاهدات الحقوقيّة التي تنتقدها أنت وتقول أنّها نظريّات من صنع البشر؟ أم أنّك ستقول بأنّ "بن علي" كان كافرا وتنطلق في إلصاق التّهم به في محاولة منافقة لتبرير فعل الإرهابيّين الإسلاميّين الذين هم اليوم في السّلطة...؟ الكيل بمكيالين لا يستقيم، فإمّا أن تطبّق القاعدة على الكلّ وإمّا أن لا تطبّقها البتّة. لكن في الحقيقة لا ألومك على سياسة الكيل بمكيالين فهي أحد الأسس التي بني عليها الإسلام وقد أصبحت خاصّيّة من خاصّيّات المسلم؛ ولعلّ أحسن دليل على ذلك أنّ المسلمين يسمّون إحتلال الشّعوب الأخرى لهم "إستعمارا" ويسمّون إستعمار أتباع محمّد لأراضي الأمم الأخرى "فتوحات"؛ أو يطالبون بالسّماح لهم ببناء مساجد في الغرب الذي يحترم حقوقهم ويلبّي طلباتهم ولا يسمحون للمسيحيّين أو اليهود ببناء كنائس أو معابد على أراضيهم...) وليكن معلوما لديك أنّني من مناهضي وأعداء عقوبة الإعدام بطبعي، لأنّي مقتنع بأنّ الـ"ميثاق العالمي لحقوق الإنسان" هو أحسن ما وصلت إليه الإنسانيّة في مجال التّشريع ونتاج التّطوّر الفكري الإنساني بصفة عامّة، هذا زيادة على إقتناعي بأنّ عقوبة الإعدام مثل كلّ أحكام الشّريعة الإسلاميّة أحكام قديمة (ولن أقول "متخلّفة"، رغم أنّها كذلك) مرتبطة بزمانها ولا مكان لها في عالمنا الحاضر، ولو أنّي أعتبر أنّ "بن علي" كان عليه إعدام هؤلاء المجرمين، مثلما فعل "جمال عبد النّاصر" بـ"سيّد قطب" ورفاقه؛ فلو فعل ذلك، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من تكاثر السّفهاء التّافهين المتهافتين عشّاق التّخلّف أمثالك يا "ناجي السّبوعي"...
وينهي الكاتب مقاله قائلا: "هذا وإنّ العيب ليس في من يريد نقض أحكام الله ربّ العالمين وتحويلها إلى خراب يهدّد السّلم الإجتماعي والإستقرار السّياسي إنّما العيب في من يتحالف مع هؤلاء المتألّهين على أحكم الحاكمين بل ويسكت عن جرائمهم في حقّ الدّين والوطن. فماذا بعد الهدى والنّور إلاّ الضّلالة والتّيه في ظلمات الجهالة والطّغيان والله المستعان." وهنا نرى أنّه يبعث بنداء لأصدقائه من "جرذان الشّريعة" ويدعوهم لعدم السّكوت... فماذا يريدهم أن يفعلوا؟ ربّما هو يحرّضهم على القيام بمظاهرات وإحتجاجات وقد تكون لديه أفكار إرهابيّة يريد أن يراها تتجسّد على أيدي الآخرين، تماما مثلما يفعل شيوخ المسلمين حين يدعون النّاس للجهاد وللتّضحية بأرواحهم ولا يستطيعون حتّى التّضحية بدقيقة يتخيّلون فيها أنفسهم بين المجاهدين تحت النّيران. إنّها دونكيشوتيّة الشّيوخ الذين يعيشون غارقين في المال والنّساء والملذّات ومتاع الدّنيا ويطعمون النّاس أوهاما وأحلاما عن آخرة وجنّة هم أنفسهم لا يؤمنون بها... وقد طلع ذات مرّة الشّيخ "محمّد العريفي" صاحب نظريّة "فتوى المناكحة" وصرّح بأنّه رأى الملائكة تحارب مع الجيش السّوري الحرّ الذي يعرف القاصي والدّاني أنّه خليط من إرهابيّين مرتزقة بعضهم جاء من أجل المال والبعض الآخر من أجل أن يفوز بنصيبه من الحوريّات في جنّة محمّد.
أيّ دين هذا الذي تدّعونه وأيّ شريعة هذه التي تريدون تطبيقها...؟ وبأيّ هدى ونور تبشّرون...؟ إنّها فعلا مهزلة أن يعيش أمثالي من العرب في حالة دائمة من الإنفصام والإنقسام بين عالم عربي إسلاميّ منحطّ ومنغلق ومتخلّف وغارق في الخرافات يمثّل محيطنا المادّي المباشر وعالم غربي متطوّر ومتقدّم ومنفتح وعقلاني وكلّه جمال يمثّل أرضيّتنا الفكريّة.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبّك...
- مشروع الدّستور التّونسي الجديد أو الطّريق إلى الهاوية
- قصيدة لعصابة ربّي (شعر باللهجة العامّيّة التّونسيّة)
- يحدث أن...
- من أجل أن نكون...
- حدث ذات صباح...
- ماذا فعلت...؟
- في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي
- إبتسمي...
- حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه
- جوابا على ردّ أحد القرّاء لمقالي: هل نكون على موعد جديد مع ا ...
- إقتراح لتصحيح مسار الثّورة والعدالة الإنتقاليّة في تونس: وجو ...
- هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عم ...
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...
- سؤال
- قصيدة حبّ متجدّدة
- حلم عاشق
- نظرة على الإتهامات المتداولة التي يستعملها بعض المسلمين في م ...
- كيف خاننا الوقت...؟


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة