|
إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العراق والسعودية ؟؟.
أحمد أبو مطر
الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعلن الشيخ يوسف القرضاوي وعدد من شيوخ دولة قطر ، الإستنفار العام عقب الحادث الإرهابي الذي شهدتة العاصمة القطرية الدوحة ، وأصدروا مشكورين العديد من التصريحات والفتاوي التي تدين ذلك العمل وتجرّمه بشكل واضح وصريح لا لبس فيه ، وهو إستنفار أؤيده وأثني عليه لأنه ينسجم مع روح الأخلاق والدين الإسلامي ، وهو من واجبات العلماء والفقهاء ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكروأؤلئك هم المفلحون ) ، و ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضغف الإيمان ) ، وقد إستعمل الشيخ القرضاوي وشيوخ قطر المرتبة الثانية ( فبلسانه ) ، لذلك صدرت منهم - مشكورين للمرة الثانية – إدانات كالتالي :
* الشيخ يوسف القرضاوي ، إستنكر الحادث بشدة ، ورآه أمرا ينكره الدين، وينكره العرف ، وينكره القانون . * الشيخ عبد القادر العماري ، إعتبره عملا إجراميا مخالف للإسلام ، لأن فيه قتلا للأبرياء والله تعالى يحرم هذه الأعمال الخسيسة التي تشوه سمعة الإسلام والمسلمين. *الشيخ ولي بن هادي ، إعتبر هذه الجرائم لا تصدر إلا ممن باع دينه وخان وطنه وفقد رشده ، وهي محرّمة بإجماع الفقهاء ، لأنها من الإفساد في الأرض ، والمحاربة لله وللرسول ....وعلى من تلوث بهذه الأفكارالمنحرفة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى العلماء ليعلم الحق ويكون على هدى الشريعة الغراء . * الشيخ مصطفى الصيرفي ، إعتبر الحادث إلإجرامي حمق ما بعده حمق ، لا يقره دين أو خلق. وضمن نفس السياق شارك في هذا الإستنفار ، الشيوخ : علي المحمدي ، وجعفر الطلحاوي ، ثم قادوا مظاهرة في شوارع الدوحة ، تقدمها الشيخ القرضاوي ....ومن موقع المؤيد لهذا الإستنفار ، وما صاحبه من إدانات ، أود إبداء الملاحظات التالية ، بهدف تجذير هذه المواقف ، وتنوير أصحابها على سكوت طويل إرتكبوه يصل حد الجريمة ذاتها ، لأن سكوتهم طويلا على جرائم مماثلة ، وتبريكهم لها أحيانا ، أدى إلى جريمة الدوحة ، أي أصابهم الداء المسكوت عنه في عقر دارهم ... وأهم هذه الملاحظات، هي :
أولا : إن كافة من شاركوا في هذا الإستنفار القطري ، تحاشوا عن قصد وصف العمل ب ( الإرهابي ) ، والشيخ القرضاوي وسريعا دون تركيز أطلق عليه صفة ( جريمة ) ، واستطرد في النصيحة ومخالفته للعرف والدين ...إلخ . وباقي من أوردت مشاركاتهم في الإستنفار ، لم يجرؤوا على وصفه بالصفة التي يستحقها كعمل إرهابي مجرم ،فهو ( منكر ) أو ( عمل أحمق ) و ( ترويع للآمنين ) و ( مخالف للعرف ) ، وكأنهم فعلا خائفون على أرواحهم ممن تربوا في كنفهم ، وطبقوا سكوتهم وتعليماتهم ميدانيا في تفجير الدوحة ، بعد أن مارسوه طويلا في العراق والسعودية وأسبانيا والجزائر والعديد من الدول الأوربية والأمريكية .
ثانيا : لماذا هذا الإستنفار الفقهي والفتوي ، جاء فقط عندما تمرد الإرهابيون على مريديهم ، وضربوهم في عقر دار ولي نعمتهم ؟؟. لماذا لم نسمع ولم نرى مثل هذا الإستنفار ، طوال الأعوام الماضية عندما أهلك نفس الإرهاب في العراق البشر والشجر والحجر ؟. هل هناك إرهاب حلال وإرهاب حرام ، كما تساءل الدكتور شاكر النابلسي ؟؟. إن الإرهاب واحد مهما قلّت أو كثرت خسائره و ضحاياه ...ويبقى السؤال ملحا ومدينا لسكوت القرضاوي وشركاؤه : أين كنتم عندما إقتحم إرهابي مدينة النجف ، وقتل المئات ومن بينهم أئمة وفقهاء في الدين ؟. أين كنتم عندما وقعت المئات من المجازر في العراق والسعودية ضد مساجد وحسينيات ومراكز شرطة مدنية وسفارات ومراكز صليب أحمر وأخضر ؟. أين كنتم عندما تم خطف العشرات وقطع رؤوسهم بالسيوف والخناجر ، ومنهم مواطنون مسلمون وعرب ؟ . تفجير الحلة الأخير ، إن نسيتم ما سبقه ، هل سمعتم أنه أوقع مائة وتسعين قتيلا حتى الآن ، وما زال أكثر من مائة وخمسين جرحى ، ربما يموت بعضهم ؟. أين كنتم إزاء الخطف الإرهابي وطلب الفديات ؟ . أين...أين....؟.
إن إستنفار الشيخ القرضاوي و مريديه من شيوخ قطر ، إدانة لهم أكثر منه تزكية ، لأنهم بهذا الموقف يعلنون صراحة عن إنتهازية رخيصة ، فما دام القتل والإرهاب بعيد عن بلاد ( ولي نعمتهم ) ، فهم يؤيدوه ويسكتوا عليه ، وإن أصاب بلاد ( ولي نعمتهم ) ، أعلنوا الإستفار وقاموا بهذه ( الفزعة و الهوسة) في الشوارع ، لمزيد من رضى ( ولي الأمر ) ، أما عشرات الآلآف من القتلى العراقيين والتدمير لأغلب بنيتهم التحتية ، فهو لا يعنيكم ، لأنه لا يدخل جيوبكم منه دولارا ، ولا إستشارات لعشرات من البنوك الإسلامية ( إسما ) ، ولا جنسية قطرية !!!!.
لن تفلح هذه الأمة حتي يستقيم علماؤها وشيوخها أولا ...ويفهمون ويطبقون الدين على أنه دين واحد ، يسري كاملا على المسلمين جميعا بنفس المقاييس ، فليس هناك دين يناسب حكام قطر ، يسمح بالإستنفار لنصرتهم كما حدث ، ودين لشعب العراق ، يسمح بقتلهم والسكوت على هذا القتل ، كما حدث ويحدث طوال العامين الماضيين ..الدين الصحيح واحد ، وتطبيقاته واحدة ، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ...أنسيتم عندما جاؤوه ( ص ) يطلبون منه عدم تطبيق الحد على سارق لأنه من أشراف قريش ، بماذا أجابهم ؟. ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لفطعت يدها )...وأنتم شيوخ الإسلام ، والله لو رفعتم الغطاء الشرعي والفقهي عن هؤلاء الإرهابيين من زمن طويل ، ما أستهدفوكم في الدوحة !!!. * كاتب المقال أكاديمي فلسطيني ، مقيم في أوسلو [email protected]
#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
-
حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|