|
مصطفى محمود و رحلة الشك
قصي ابراهيم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 07:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إشكاليات مصطفى محمود: ---------------- 1-السبب الأول: لابد للمخلوق من خالق المشكلة الاساسية في هذا الطرح، أنه يقر قبل أن يعرف النتيجة، بأن الكون مخلوق، و بالتالي فهو يبحث عن خالق له، أي يقر بأن الكون سبب و يبحث عن مسبب له، و لكن في الحقيقة حتى الآن لم يثبت لدينا بالدليل القاطع أن الكون مخلوق، أو سبب، حتى يحتاج الى مسبب، بل كل ما يمكننا القول، عن الكون و كل الكائنات الحية و غير الحية، أنها بالنسبة لنا مرئية،أ وغير مرئية، محسوسة و غير محسوسة، تؤثر بنا و لا تؤثر بنا، و باختصار صاحب هذا الرأي يضع العربة قبل الحصان، أو يحضر العلف قبل أن يحضر الحصان،معتمدا" أو معتمدين ، على الاستدلال و الاستنتاج و الاستنباط، من وقائع مادية حياتية و تجارب علمية يقوم بها العقل الانساني المحدود الذي يقرون بأنه يوجد فرق شاسع بينه و بين العقل الالهي اللامتناهي في كل شيء و بالتالي يقرون بالفرق الفيزيائي بين عالمنا نحن المادي و العالم الالهي و السؤآل الحقيقي الواجب الاجابة عليه هو : هل يمكن استنتاج حقيقة وجود االله من خلال التجارب على عالم يختلف عنه كليا" ..؟ و بصورة أبسط هل يمكن البرهان على وجود الطاقة الكهربائية من خلال المواد العازلة للكهرباء ..؟ 2- الفطرة : يدعي المغفور له مصطفى محمود أنه : لو أصغى لصوت الفطرة لقادته بدون عناء الى الله . فما هي الفطرة و ما هي حقيقة وجودها..؟ الفطرة: هي مجموع الاستعدادات والميول والغرائز التي تولد مع الإنسان. وهي الخِلْقة، صفة يتَّصف بها المخلوق أول خلقه؛ صفة الإنسان الطبيعيّة. بالفِطرة: مُتَّصف بصفة أو موهبة معيَّنة منذ الولادة. جمع: فِطَرٌ. [فِ طَ رْ].ما يَزَالُ عَلَى الْفِطْرَةِ" : الصِّفَةُ الأُولَى الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِ، أَيْ خِلْقَتُهُ الطَّبِيعِيَّةُ. لو كان الانسان مفطور على الايمان، كما يدعي المتدينون، لكان أول كلمة يقولها الطفل عندما يخرج من بطن أمه،: سبحان الله، أو لا اله الا الله، أو أية كلمة أخرى تدل على أنه مفطور على الايمان بالله، أو كان أول ما يتعلم الوقوف يقوم بالركوع و السجود، أو أية حركات أخرى تدل على أنه يعبد الله،و لكن في الحقيقة نحن لا نرى مثل هذا يحدث للطفل فالطفل يبقى صامتا" بدون كلام حتى يبدأ الاهل بتعليمه الحروف و الكلمات و يبقى يزحف على بطنه حتى يعلمه أهله طريقة الجلوس و الوقوف و من ثم المشي و الركض و من ثم الركوع و السجود، و بالتالي نقول أن الانسان لا يفطر على عبادة الله، بل أكثر من ذلك، فالطفل يولد و هو يحمل الاستعداد الفطري لتقبل أية أفكار، سواء كانت ايمانية أو الحادية، مسيحية أو مسلمة، هندية أو بوذية، و لو كان الانسان مفطور على الايمان بالله الاسلامي كما يدعي المسلمون، لكان رفض كل هذه التعاليم، و تمسك بالفطرة التي فطر عليها، و لكن في الحقيقة هذا لا يحدث، و بالتالي فمسألة الفطرة ليست مسألة علمية و غير صحيحة . 3-العدم و الوجود أولا ينبغي أن نتفق أن القرآن لم يذكر العدم على الاطلاق و لم يقل في أية آية من آياته أنه خلق هذا الكون من العدم، بل أكثر من ذلك فان القرآن يقول أن الله خلق الكون و كل الموجودات و كان عرشه على الماء بمعنى أن الماء و العرش كانا موجودين قبل خلق الكون، و هناك أية تقول أن الله جعل من الماء كل شيء حي و بالتالي فإن كل الكائنات الحية على الاقل مخلوقة من الماء بالتحديد و ليس من الهيدروجين و الاكسجين، إذا" الكائنات الحية لم تخلق من العدم و الكون أيضا" لم يخلق من العدم . الفراغ: باعتقادي الشخصي أن إشكالية العدم و الوجود، ناجمة عن الخلط بين العدم و الفراغ و اعتبار هما متساويين أو متماثلين ، ولكن في الحقيقة فإن العدم لا يمكن أن يكون الفراغ فالفراغ بحاجة إلى موجود (متواجد) أو عدة موجودات حتى يمكننا تعيينه فالفراغ ليس عكس الوجود، بل ناجم عنه، أما العدم فهو بالفعل، عكس الوجود(التواجد) بالتأكيد، و مجرد القول بأن الله متواجد بأية صورة من الصور فهذا يعني أن العدم غير قابل للتواجد و بالتالي لا يمكن أن يكون الله خلق الكون و الموجودات من العدم، و إن قلنا أن الله غير موجود و أن الكون نشأ من ذرة صغيرة جدا" عن طريق الانفجار العظيم فهذا يعني أن العدم لم يكن له أي تعبير أو وجود . و هذا يعني أن المادة متواجدة منذ الازل و الى الابد و لا يمكن للعدم أن يكون قد حدث سابقا"، و لا يمكن له أن يحدث لاحقا" مهما شطح فكرنا بالخيال .
#قصي_ابراهيم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعجاز القرآني إلهي -أم محمدي
-
المسلمين يأخذون تعاليمهم عن العصاة(الكفار)
-
الله لم يعلم آدم الاسماء كلها
-
هل خلق الله الكون مكتملا-
-
تفسير القرآن جزء من حوار مع الشيخ رياض درار
-
الكون عندما يكون ذرة
-
الاسلام و التوراة والقرآن و عمر البشرية:
-
بطلان الدليل العقلي
-
الاسلام و الديمقراطية
-
حوار مفتوح على صفحة أصدقاء المنبر الديمقراطي مع الدكتور منذر
...
-
المعارضة السورية و الهجرة(ملف)
المزيد.....
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|