|
أي معنى لسباق التسلح العربي ؟
محمد قرقوري
الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 01:03
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
إلى السلاح الى الكفاح شعارات تردد صداها زاعقا في شوارع عواصم عربية كثيرة ومن الاذاعات العربية وفي المسيرات المؤيدة للحكام منذ النكبة ولم يكلف احدا نفسه عناء التساؤل عن اي سلاح يتحدث العباقرة زعماء العرب وابواقهم؟! الحقيقة المرّة التي تجهلها أو تتجاهلها الشعوب العربية الثائرة و تحاول إخفائها أنظمة الجهل و الطغيان هي أن أطنان الأسلحة التي يسعى العرب إلى إكتنازها و التباهي بها لا تعدو أن تكون محض خردة أمريكية لا يفلح من يعتبرها أداة ردع و حفظ للكرامة و للتاريخ فقط فإن ما بحوزة العرب من أسلحة سوفياتية تعادل نظيرتها الغربية في الرداءة فكلا العرب قد شربوا من ذات النبع القذر الوسخ و إن كان ثنائي المصدر فإنهما مختلفان في كل شيء عدا مشاكل العرب و قضاياهم المحورية لسائل أن يسأل لماذا يسعى العرب للتسلح و عقد صفقات خيالية تثقل كاهل شعوبها و تطغى على حقوقهم في الشغل و الكرامة و لماذا تضع الأنظمة العربية تغذية ذراعها العسكرية نصب أعينها الإجابة على هذا السؤال قد تلوح بديهية تصب في خانة صيانة الأمن القومي و مواجهة الرهانات و التحديات التي تفرضها الحالة المتعكرة للمنطقة بيد أن قراءة للخريطة الجيو سياسية العربية قد تفترض إجابة أخرى لهذا التساؤل إنطلاقا من واقع مظلم رسمت خطوطه أنظمة دموية رمت بزمرة المواثيق و العهود الأخلاقية و إنتهجت سبل العمالة و الخيانة و المتاجرة بالكرامة و لم تتغول إلا على شعوبها المقهورة فماذا فعلت العرب بالأرشيف العسكري الأمريكي و السوفياتي إلا قمعا لشعوبها أو تمويلا لحروب الحدود العربية التي تجسد قمة غباء الزعماء العرب و تفرض على شعوبهم دفع فاتورة نظرة سياسية سطحية و بدائية لأنظمة الجهل و الهوان و الأمثلة على ذلك كثيرة على غرار حرب الرمال بين الجزائر و المغرب بل قل كيف بدأت الأزمة السورية في حد ذاتها ألم يبدأ بشار بحشد الدبابات بما لم يحشده يوما لإستعادة الجولان و يبادر بقصف البلاد و العباد أما و قد إتخذت هذه الثورة منحى خارجيا و أضحت مؤامرة كثر أطرافها أصبح البعض يلمس في النظام السوري الراعي للمقاومة و المثال في الإلتزام بالقضايا العربية يا لسخرية القدر ثم أليست الأسلحة ذاتها هي سبب مصائب الشعب السوري بعد أن وصلت إلى ما يسمى بالجيش الحر و قد إكتنز منها النظام نزرا غير يسير أما المراهنة على هذه الخردة لتحرير الأراضي المحتلة و إسترجاع الكرامة المنهوبة فهو تفكير غير صائب بل عنت حيث أن السياسة الأمريكية الروسية واضحة جدا في هذا المجال و هي الإستمرار في تصدير الخردة الصدئة للأنظمة العربية النهمة بما يضمن تفوق الكيان الصهيوني عليها بأشواط لا أدري كم كنا سذجا حين إعتقدنا بأن هذه الأسلحة ستبعث فينا الأمل لإسترجاع كرامتنا المغتصبة و كم من الوقت هدرنا لنبقى رهينة حكام تآمروا على أحلامنا و لا يزالون يبددون المال العام للتسلح بأطنان خردة عفا عنها الزمن و ذلك لحماية أنظمتهم المهترئة و قمع الشعوب الجائعة حتى كفر البعض منا بقيم العروبة كيف لا و نحن من هزيمة لأخرى و بعد أن تمخضت العروبة أفرزت ثورات سرعان ما تقابلتها يد العمالة و الخيانة لتفرز أنظمة لا تختلف عن سابقاتها إلا في المظهر أما المراهنة عليها هي الأخرى لدحر إسرائيل فهذا خطأ جسيم لأن المشكلة ليست فيها بل في العقلية برمتها العقلية الإنبطاحية التي تداولتها أنظمتنا المتعاقبة ليس فقط أطنان الأسلحة و الخردوات التي لا تستعمل إلا لدحر شعوبها و مراقبة حدودها المنتهكة أصلا من قبل قواعد العم سام بل و إنما العمالة و مركب الخوف و الهزيمة الذي لازمنا أيضا كشعوب حيث إن للعرب إمكانات طبيعية و بشرية جبارة لكن ما يثير الإستهجان هو أن ترى لليابانيين التكنولوجيا و ترى للصين التصنيع و لأمريكا النفوذ الدولي أما العرب ليس لهم إلا بترولا خاما يصدر بأبخس الأسعار ثم يعاد إستراده إلى جانب الكرامة و الحرية و الديمقراطية بأثمان باهظة فما الجدوى من التسلح العربي غير الخطب الرنانة و الشعارات الجوفاء التي راهنت عليها أنظمة مفلسة لإستمالة شعوبها و ها هي الحكومات الثورية تنتهج خطى أسلافها في التلاعب بفن الخطاب و المتاجرة بالكرامة و التغول في أجهزة الدولة فهل نراهن عليها للنهوض بالواقع البائس ؟ أم بقي في الزمن متسع لإعادة إنتاج الأكاذيب بحلة عربية جديدة ؟ تلك مسالةٌ ستداولها الايام بيننا يا عرب
#محمد_قرقوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|