أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - حكومة الأغلبية والمصير المؤجل















المزيد.....

حكومة الأغلبية والمصير المؤجل


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انسحاب وزراء القائمة العراقية من الحكومة او مقاطعتهم لاجتماع مجلس الوزراء حصلوا على اجازة اجبارية لمدة شهر من رئيس الحكومة وبذلك انزاح من قمة السلطة التنفيذية أحد اضلاع مثلث الحكومة التي تتألف من التحالف الوطني والقائمة العراقية والكوردستاني .
وبنقل السيد رئيس الجمهورية الى المانيا للعلاج ، واعلان الناطق باسم الاتحاد الوطني ان علاج الرئيس سيطول ، تكون الرئاسة قد فقدت قمة الهرم المتمثل بالسيد رئيس الجمهورية ، وقبل ذلك انـسلخ الضلع السني من المثلث اثر هروب السيد طارق الهاشمي الى تركيا ما ترك المثلث الرئاسي يقف على ضلع واحد فقط هو الضلع الشيعي ، ليصبح بذلك عاجزا عن اتخاذ اي قرار او المساهمة باي نشاط رئاسي او حكومي او شعبي ، حتى على مستوى استقبال وتوديع الضيوف بدا السيد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي غائبا عن الساحة ، ولم يشاهد في زيارة لاية محافظة او موقع ، سوى زيارة الاربعين والتي قيل انه استخدم فيها طائرة الهليكوبتر الرئاسية وكان ذلك مدعاة نقد من قبل البعض .
إن مسيرة العراق كدولة مفترضة لا يمكن أن تستمر على هذه الصورة المهشمة ، فالعراق ان تركنا الدولة ، ونظرنا اليه كحكومة فقط ، لن يكتمل نصابها الا بتـمثـيلها للعراقيين جميعا ، والذين لا يختلف أحد على انهم المسلمون ، المسيحيون ، الايزديون ، الصابئة ، العرب ، الكورد ، التركمان ، الاشور ، الكلدان والاثور ... الخ .
تحت تلك المسميات تفصيلات فرعية أكبرها المكون الشيعي يليه المكون السني الذي لا حكومة في العراق دون اشتراكهما فيها معا ، وان كان التعلل بان الحكم الملكي او البعثي لم يكن يضم الشيعة فان ذلك فيه تأويل وتفسير يطول شرحه في هذا المقال ، وقد فصل فيه الكثير من الكتاب والمحليين والباحثين حين درسوا حكومات العراق بدء من النظام الملكي وانتهاء بالنظام البعثي الذي امتد نحو اربعة عقود ، ومن أهم الدراسات ما تناوله الباحث حنا بطاطو، والراحل علي الوردي والرائد عبد الرزاق الحسني وان لم يكن شارحا ولكن في كتابه وتوثيقه للوزارات العراقية خير معين للراغب باستقراء الوثائق واستنتاج منها ما يشفي الغليل في طبيعة تلك الحكومات.
ولا ننسى ما كان للادارة البريطانية في العهد الملكي من طرق حديثة في ادارة العراق وتنظيمه وتوجيه بوصلة علاقاته الداخلية والخارجية ما جعل بقية المكونات العراقية مثل الشيعة والسنة والمسيحيين وغيرهم أقـل تأُثيرا في ادارة ملفات الحكم ، لذلك لم تكن هناك صراعات كبيرة بين المكونات على أساس استحواذ فريق دون آخر على الكعكة كاملة ، فقد كانت الانظار تتجه نحو البريطانيين المستعمرين : المسـز بل وطاقمها ، وفيما بعد السفير البريطاني واعوانه ، مما خفف غلواء الصراع بين المكونات العراقية ، بينما نرى ما يحدث اليوم هو محاولة الاستيلاء على الكعكة من قبل مجاميع تتسلق كرسي الحكم باسم مكونات عراقية دينية او قومية ، طائفية او مذهبية ، كي تستأثر بالثروة النفطية ، ثروة البترودولار الهائلة التي لم يشهد العراق مثيلا لها في تاريخه ابدا .
إن خروج وزراء العراقية من الحكومة سيفرض واقعا جديدا ، هو بقاء الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال كونها حكومة أغـلبـية شـيعـية لاوجود للمكون الرئيس العربي السني فيها ، اضافة الى ان مشاركة الكورد متوترة لدرجة كبيرة وانـتـقـل الصراع بين الحكومة والاقليم الى العلن بعد التصريحات المتشنجة المتبادلة بين السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس الاقليم التي حاول السيد رئيس الجمهورية مام جلال تجميدها قبل مرضه ، ولكن غيابه سمح للخلافات ان تبرز للعلن ، وهذا بالضبط ما يحتاجه الصراع الحالي ليأخذ مديات أبعد ويصبح الجميع مشتركا في معركة سحب النار الى قرصه ، كل طرف يحاول استخدام اقصى ما يملك من طاقة قبل أن تفوته فرصة الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من السلطة .
هذا الصراع على السلطة دون أخذ مصلحة الوطن والشعب بالحسبان سمح في تدخل اطراف كثيرة لها أهداف في السيطرة على مستقبل العراق ، من أجل :
اولا : التحكم بجـغرافـية العراق وحدوده للسيطرة على طرق تصدير النفط والتجارة ، ومثال ذلك خطوط انابيب نقل النفط المقترحة مع سوريا والاردن وايران ، اضافة الى تلك الموجودة مع تركيا ، وكذلك ميناء الفاور الكبير والميناء المنافس له ميناء مبارك ، ولا ننسى موانئ بندر عباس والامارات والخليج عموما والتي ستصبح بعد اعوام قليلة موانئ استراتيجية لنقل النفط والتجارة مع العالم والرابط الاساس بين اسيا واوربا وافريقيا ، لذلك بدأت تنشط العصابات الدولية على سواحل العديد من البلدان المطلة والقريبة من القرن الافريقي والخليج ، وصار للقرصنة الحديثة - الموجهة عن بعد - نظامها ونشاطها الذي سـيـتسـع ويمتد الى سواحل اخرى جديدة قد تصبح أقرب الينا مما نتصور .
ثانيا : السيطرة على الثروة النفطية العراقية الهائلة ، وسيتم ذلك بمساعدة شركات النفط الكبرى ، ومساهمة دول المنطقة المتحالفة معها ، من أجل تقاسم حصص النفط المنتج ، والتحكم بالثروة النفطية وتوجيهها نحو المشاريع الاستهلاكية الربحية على شاكلة المشاريع الخليجية ، من عمارات وفنادق وسباق خيول وشركات طيران سياحية الى هاواي والكناري وهونلولو .
ثالثا : اخضاع الكتلة البشرية الهائلة في العراق والتي ستزيد على الخمسين مليون نسمة خلال السنوات العشرة القادمة ، والاستفادة منها في صراعات المنطقة الاقليمية على طريقة حرب الثمانية اعوام مع الجارة ايران ، وربما اعادة سيناريوهات سابقة تحت مبررات جديدة ، وارهاب الدول الضعيفة ايضا التي تحاول مجتمعاتها التنعم بثرواتها الهائلة .
رابعا : ازاحة النفوذ الروسي والقضاء عليه نهائيا من خلال اشعال صراع كبير في المنطقة يجري بالتدريج وبقوى شعبية هلامية لا يمكن التعرف او وضع اليد عليها مثل القوى التي حاربت الاتحاد السوفيتي في افغانستان تحت راية الاسلام التي لاينضب معين اسمائها المستمدة من القرأن والسنة .
خامسا : اهمال وعرقلة أي تقدم تكنلوجي او علمي او ثقافي في العراق ، وجعله مزرعة عاجزة عن توفير الطعام لسكانه ، وتركهم يلهثون خلف البطاقة التموينية حتى تنهك قواهم ويفقدون أي أمل في الانتقال الى مصاف البلدان المتقدمة كي لا يتمكنوا من القيام باي نشاط او عمل يهدد الانظمة المتـنعمة بالثروات النفطية والتي ستكون على غرار حكم الاباطرة تستند الى سلطة شـيخ القبيلة والمفتي .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلاق سراح السجناء.... وماذا بعد !
- الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان
- العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
- تظاهرات الانبار وما بعدها
- أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
- العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة / ...
- حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
- معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
- استراتيجية التوتر في العراق
- حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
- استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
- البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
- الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا ...
- المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
- امبراطورية البنك المركزي العراقي
- جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
- حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
- هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير
- أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام
- الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - حكومة الأغلبية والمصير المؤجل