حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:31
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
هكذا وصف العقيد القذافي نفسه ، بأنه عميد القادة العرب ، من خلال كلمته في إجتماع جامعة الدول العربية التي إنعقدت في العاصمة الجزائرية ما بين 22 – 23 آذار الجاري ، هذه الرتبة الجديدة التي إستحقها القذافي ، لأنه من أقدم الحكام العرب، والذي إستولى على السلطة منذ عام 1969 والى يومنا هذا .
أن عميد القادة العرب دعا في كلمته كل العالم ، بأن يتعلم ( الديمقراطية الحقيقية )، من تجربة الجماهيرية العظمى في ليبيا ، واصفا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا بأنها ( دكتاتوريات ) ، ولا حرية لشعوبها .
وإذا كان القذافي يريد أن يعلم البشرية الديمقراطية الحقيقية كما يقول ، فلماذا لا يطبقها في بلاده، ويدعو للإنتخابات العامة ويتخلى عن السلطة بعد 36 عاما من الحكم الفردي، والتي تحرم فيه تشكيل الأحزاب والمنظمات السياسية، ولا خيار للشعب الليبي إلا الكتاب الأخضر .
وقد إقترح عميد القادة العرب، تأسيس ( الإتحاد العربي الإفريقي ) وتساءل مستهجنا ( أين يقع العرب حاليا من خارطة العالم الجديدة ؟) ، فلذلك دعا أن ينضم الجزء العربي الذي لا يقع جغرافيا ضمن القارة الإفريقية ، الى الإنضمام للقارة الإفريقية .
إذا كان القذافي لا يعرف أين موقع العرب في الخارطة الدولية الجديدة كما يقول ؟؟ فلماذا عينت نفسك عميدا للقادة العرب ، وليس للقادة الأفارقة يا أيها العقيد ؟؟ .
وتابع العقيد القذافي كلمته ، حيث تحدث عن الإرهاب والإرهابيين، وقال إنه يشترك ( مع الإرهابيين في مشاعرهم ) !! وواصل القذافي كلامه الغريب العجيب ، الذي لا يمكن أن يفهمه أحد إلا هو وحده .
حيث إنتقل الى القضية الفلسطينية وإسرائيل ، وقال أن الحل الوحيد لها هو ( إسراطين ) ، ويقصد بها كما هو معروف، دمج فلسطين مع إسرائيل في دولة واحد، لأنه يعتقد أن البقعة الجغرافية لا تتحمل لأكثر من دولة !! ، وبعد ذلك وصف أرئيل شارون بأنه عميل للفلسطينيين ، وبنفس الوقت وصف الفلسطينيين بأنهم أغبياء !! .
وواصل عميد القادة العرب، كلمته ( القذافية ) أمام الحضور من عرب وأجانب، في إجتماع جامعة الدول العربية ، حيث إنتقل بالحديث عن مجلس الأمن الدولي، والذي وصفه بأنه ( منظمة إرهابية ) .
أن كلمة العقيد القذافي، تعبر عن الصورة الحقيقية لنموذج بعض الأنظمة العربية ، التي لا تعرف ولا تريد أن تعرف ، أين هي ؟؟ وأين موقعها ؟؟ والى أين ذاهبة ؟؟ وماذا تريد ؟؟ .
حيث أن كلمات وأفكار وتوجهات وسياسات حكامها متشابه بالمضاميين، من حيث الألغاز التي لا يحلها أحد إلا هم ، إذا إستطاعوا على ذلك ، وإلا ما معنى أن يكون أرئيل شارون عميلا للفلسطينيين !! ، وغيرها من الإطروحات القذافية، التي أضحكت الحضور وأبكت الشعوب !! .
مبروك للقادة العرب وعميدهم القذافي، على إجتماع الجامعة العربية ، والتي لا تختلف قراراتها وتوصياتها عن الإجتماعات الثلاثين منذ تأسيسهاعام 1946 الى يومنا .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟