أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - لا تغُرَك هالعمايم...أكثر الركَي فُطير














المزيد.....

لا تغُرَك هالعمايم...أكثر الركَي فُطير


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان الأستاذ رشيد الجبوري مُعلمنا لمادة اللغة العربية للصف السادس الاعدادي في إعدادية الكرخ –بغداد- وكان أُستاذا ًفاضلاً وكريماً ومربياً من الطراز الأول. ومؤمناً يؤدي فرائض الاسلام في أوقاتها دون إشعارٍ ودونما إستعراضٍ لأحدٍ إذ كان يشرح لنا إن الصلاة مناجاة بين الإنسان وبين خالقه . وإن الإنسان بناء الله لعن الله من هدمه ( حديث نبوي ) . وكان يساعدنا نحن (المشاغبون ) في كل شئ وعلى كل شئ وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بفرض من فروض الدين. كان سلساً ومطواعاً وداعية الى الحق والخير يستحضر سوراً من القران في أي لحظة يرغب معززاً أحاديثه الجمة بوقائع أخلاقية تنتصر للشجاعة والتضحية والمساواة والعدالة الإجتماعية , حتى بات الجميع يعتقد إن النفحات ألإشتراكية عند بعض المسلمين الأوائل مصدرها القران فلا غرو في شيوعية أبو ذر الغفاري ولا غرابة في مادية التيار المعتزلي . ولا عجبَ في تضحية الحسين بن علي وصحبه في سبيل المبادئ. وقد طغت أخلاق وثقافة المعلم رشيد على حرفيته في اللغة العربية مما أكسبه شعبية أنعكست بالتالي على تأثر عددا غير قليل من الطلبة بأفكاره سرعان ماأصبحت سلاحهم في المعركة بين الحق والحرية والباطل والعبودية طيلة قرون ثلاث عاندوا الدكتاتورية بكل جبروتها , فمنهم من أستشهد ومنهم من بقى على قيد الحياة يصارع بقوة المُثل والمبادئ أدعياء الإسلام الجديد والبدع المستوردة والأزياء القميئة ليبعثوا أفكاراً في غاية الخسة والدنائة والرجعية.
ولقد كتبت موضوعاً في مادة ألإنشاء يومها مقارناً بين أسلوبه وسلوكه وبين جارنا المربي الفاضل ألأستاذ ( محمد الحسين الأديب ) الذي أختارني كأحسن من يرتل ويُجَود القران يومياً في ألإ صطفاف المدرسي أمام أكثر من 500 طالب الأمر الذي سهل من ( تمثيلي ). للمدرسة في مسابقة الخطابة السنوي لمدارس العراق .وقد تميز الأستاذ الأديب بمنهج يختلف كلياً , إذ فرض على طلابه إقامة صلاة العصر جمعاً في قاعة المدرسة بعد أن فرض زياً موحداً في اللباس الخارجي وحلاقة ( نمرة 4 ) لجميع المراحل وكأن الجميع في وحدة عسكرية تابعة للجيش العراقي.
وكان يؤمنا معلم اللغة العربية الجديد ( المعمم ) الذي أثار بملابسه التاريخية ذي الطقوس الدينية فضول الطلبة وإستغرابهم إذ تعودنا مشاهدتهم في الجوامع والأماكن المقدسة ودور العبادة وليس في المدارس ولكن النظام العارفي البغيض إستعان بهؤلاء للنقص الكبيرللمعلمين والمدرسين الذين زُج بهم في غياهب السجون والمعتقلات ناهيك عن حملات الإعدام الهمجية وحمامات الدم التي عمت العراق بعد 8 شباط عام 1963 . وكان هذا المعلم ذو سلوك عدواني وإنتقامي ضد الطلبة بشكل عام وذوي المعتقلين وشهداء ثورة 14تموز من الشيوعيين وأنصارهم بشكل خاص. وليت الصديق ( كاظم جبر ) شقيق (علي جبر) أحد شهداء بشت آشان حياً يرزق ليروي بنفسه الحادثة التي وقعت في شتاءٍ من شتاءات العراق حيث كان (كاظم) بألاضافة كونه طالباً كان يعيل عائلته الكبيرة وأبوه المريض والعاجز. وكان يبيع الصمون عصراً بعد إنتهاء المدرسة وفجراً قبل إبتداء المدرسة وكان الواجب البيتي لذلك اليوم حفظ قصيدة ( على ظهر الغيب ) عنوانها ألإيمان بالله ومطلعها... راح يقوي على المدى إيماني فبربي قد إمتلى وجداني
ولِحَظِهِ العاثر إختاره المعلم ذو العمة البيضاء أول الطلاب لقراءة الواجب البيتي ولأنه لم يحفظ الدرس فقد إستل المعلم عصاه التي كان يخبئها في ردائه العريض وبدأ بالضرب والتلقين بأول بيت القصيدة وبين توسل الطالب وبكائه وقسمه بأن يحفظ واجبه مستقبلاً وبين إستلذاذ المعلم بالضرب وإرهاب الطلاب ورعبهم حفظ (كاظم ) القصيدة كاملة على مدى 45 دقيقة من الضرب المبرح والنشيج العالي والبكاء المر مردداً .. راح يقوي على المدى إيماني فبربي قد إمتلى وجداني
وعندما دق جرس ا لمدرسة لوح لنا المعلم ذو العمة البيضاء الملائكية طبقاٍ للحديث ( تعمموا فإن العمامة من سيماء الملائكة ) بعصاه التي خبأها في ملابسه العريضة ليشهرها مرة ثانية ليس في وجه الطلاب هذه المرة وإنما بوجه كل الشعب العراقي حينما أصبح إسمه الرفيق الشيخ (محمد حسن الصغير ) وكيلاً لأحدى دوائر الأمن البعثية التي عاثت في الأرض فساداً .
واليوم إذ يعود هؤلاء بصفة مبعوثيين شرعيين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويشهرون العصا بوجه المتنورين من طلبة العراق وثغرها الباسم أجد لزاماً علي القول من أن الواجب الشرعي يستدعي عدم فرض الدين بالأكراه والقوة الغاشمة والعنف .
وكما أن ليس كل من إرتدى الملابس الأنيقية العصرية متنوراً وحضارياً , فليس كل من إرتدى العمامة ملاكاً وطاهراً والهوسة الشعبية لم تأتي من فراغ ,,, ولا تغُرَك هالعمايم أكثر الركَي فطير.

رشيد كرمه السويد 24 آذار2005



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الخالدة زينب
- الى شهداء حلبجة
- ذكرى و لكن ليست مُجرَده رشيد كرمه
- المرأة المثال
- خليك بالبيت
- الطحان والحمار قراءة ليست متأخرة
- ماهي الأمية ؟
- لا .... لديمقراطية التطبير


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمه - لا تغُرَك هالعمايم...أكثر الركَي فُطير