أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر














المزيد.....

نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان وعد بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيليّة السابقة، وصاحب الحظّ الأوفر في تشكيل الحكومة الجديدة، أن لا يتجاوز العجز الماليّ الخمسة عشر مليار شيكل، وأنّ الاقتصاد الإسرائيليّ المحلّيّ سيشهد نموّا كبيرا، رغم الانهيارات العارمة في الأسواق العالميّة! أمّا النتيجة فكانت مغايرة لما وهّم بيبي وأعضاء حكومته المتوهّمين؛ لقد بلغ العجز 39 مليار شيكل.
هل حقّا تفاجأوا بالنتيجة؟ أشكّ في ذلك!
إن كنّا نحن البسطاء قد توقّعنا وحذّرنا، والبروفيسور ستانلي فيشر، عميد بنك إسرائيل، توقّع وحذّر من ذلك؛ فكيف سنصدّق اعتراء الحكومة حالة من الذهول؟ وكيف سنصدّق الدهشة التي انتابت الدكتور شطاينتش، وزير الماليّة، والاقتصاديّ بيبي، رئيس الحكومة؟!
ما زال نتنياهو يمعن في الكذب والخداع، رغم إعلان وزارة الماليّة حجم العجز الضخم...
لا يستطيع بيبي إلاّ أن يكذب، في غمرة المعركة الانتخابيّة للكنيست ليوهم الإسرائيليّين: أنّهم فوق الأزمة الاقتصاديّة، لأنّ "الفذّ" والقويّ نتنياهو سيقضي عليها وهي في المهد، وبالضربة القاضيّة (إسرائيل قويّة بحاجة إلى قيادة قويّة)! بدون تأميم واشتراكيّة، وبدون عدل اجتماعيّ، وبدون تقليص في الميزانيّات، وبدون رفع نسبة الضرائب، وبدون إلغاء الإعفاءات الضريبيّة، وبدون فرض ضرائب جديدة، وبدون رفع الأسعار، وبدون أن تمسّ درجة الائتمانيّة، وبدون تهريب للأرصدة الماليّة وهروب للاستثمارات!
لا شكّ في أنّ الأزمة ستمسّ كافّة المواطنين في إسرائيل، لكن حلّها سيكون على حساب الطبقتَين المتوسّطة والفقيرة؛ فالجماهير العربيّة ستعاني أكثر من غيرها من الضربات الاقتصاديّة المتوقّعة؛ لأنّها تتحمّل العبء الأكبر لهاتين الطبقتين، بالإضافة إلى نير الاضطهاد القوميّ؛ فهي ستستقرّ في النوء تحت خطّ الفقر!
المشكلة في إسرائيل ليست الأزمة؛ بل عدم تمييز الأغلبيّة بين الضائقة والبحبوحة، وبين القمح والزوان! لا تستطيع القيادة الصهيونيّة أن تميّز بين نبات ضارّ وبين نبات نافع!
يعرف كلّ مبتدئ في علم الاقتصاد أن حلّ الأزمة جائز وممكن، لأنّ الأزمة ليست قدرًا من السماء لا نستطيع التدخّل فيه، بل هي نتيجة لسياسة بشريّة متّبعة... وحلّها يتطلّب خفض المصروفات وزيادة المدخولات وعدلا اجتماعيّا؛ بناء على هذه البديهيّة، يمكن التخلّص من العجز والانتقال إلى النموّ.
هذا الحلّ لا يأتي بزيادة المصروفات، إذا ما ارتفعت ميزانيّة الدولة بـِ 138 مليار شيكل خلال الخمس سنوات القادمة،كما تتشدّق وتتفلسف شيلي يحيموفتش، زعيمة حزب العمل، الطامحة في تغيير نتنياهو. أليس هذا كلاما فارغا؟!
لا يمكن لإسرائيل الاحتلال والتوّسع والجدار والضمّ والاستيطان والتهديد والوعيد...المعتدية والعدوانيّة أن تكون على هذا الحال، وأن تقلّص في ميزانيّة وزارات الأذرع الأمنيّة، التي تلتهم الجزء الأكبر من الصرف، كما لا يمكن لحكومة اليمين الفاشيّ أن تقلّص العجز في الميزانيّة، وهي ترضخ، عن حبّ ورضا، لابتزاز المستوطنين والحركات الدينيّة وتقدّم لهم الرُشا بسخاء!
لا تستطيع الأحزاب الصهيونيّة خادمة رأس المال، التي ستشكّل الحكومة الجديدة أن تزيد المدخولات برفع نسبة الضرائب على الفئات الغنيّة والشركات التي تسيطر على الاقتصاد الإسرائيليّ؛ إذًا كيف ستزيد المدخولات؟! أمِن السياحة وجذب المستثمرين؟
مَن الذي يتجرّأ على الاقتراب من فوّهة البركان؟!
لذلك، ليس أمام حكومة الأحزاب الصهيونيّة القادمة إلاّ أن تفرض على الطبقتَين الوسطى والفقيرة حلّ الأزمة، وستتحمّل الجماهير العربيّة الوزر الأكبر منه.
هذا الواقع المأساويّ، يستدعي تشكيل إطار يهوديّ عربيّ ديمقراطيّ واسع، مبنيّ على أسس ومفاهيم جبهويّة حديثة ومتطوّرة وديناميّة، يفي متطلّبات المرحلة الصعبة القادمة، يتصدّى للدفاع عن المضطهدين، ويسهم في ترسيخ حلّ الأزمة، ورأسها وبدايتها مستحقّات السلام، المفتاح لحلّ كافة الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعية التي نعيشها وستواجهنا.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يستطيع أن ينزع الجُلجُل مِن عنق نتنياهو؟
- كلّ سُلالة تحمل في ذاتها بذور انحطاطها
- الهجوم على بيرس، هو دليل آخر على الفاشيّة
- الحرب المدمّرة القادمة
- خطاب العاقل في وجه خطابَي التطرّف!
- نَحمِل المسؤوليّة ونحمِّلها
- لو أغلقت إسرائيل باب الفضيحة
- لا نحتاج لإثباتات غولدستونيّة جديدة
- للتاريخ حُكمهُ
- هي فرصة للحلّ السلميّ!
- كيف للفلسطينيّ أن يقاطع؟
- إدارة الحوار والحلّ السياسيّ
- انتخابات وزاريّة
- طرف النزاع، لا يمكن أن يكون مصمِّمًا للخروج منه
- الباباي بيبي
- يتعقْلَن بيبي، لتتوفّر له الشرعيّة!
- عندما يتكلّم الجياع
- خطاب حذائيّ
- هي سنة جديدة؛ فهي فرصة جديدة لكم
- إن كنت رجلا اصمت وأطلق نحو الهدف!


المزيد.....




- بنغلادش: مئات الطلاب يقومون بدوريات في دكا تزامنا مع الذكرى ...
- وزير خارجية العراق يصل إلى تركيا في إطار المحادثات الأمنية ب ...
- كيف تطورت المفاوضات والجهود الدولية سعياً لوقف إطلاق النار ف ...
- المهنيون يجتمعون لدعم قائمة “الوحدة”
- هزات أرضية بقوة 5.7 درجة شرق تايوان
- اليابان ترفع درجة التحذير من -زلزال عنيف-
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1845 عسكريا أوكرانيا وتحرير ب ...
- الخارجية السورية تنعى سفيرها في بيلاروس
- وصول قوة روسية إلى منغوليا للمشاركة في مناورات -سيلينغا-2024 ...
- الصين تطلق تحقيقا في فساد واسع بدور الجنازات


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر