خليل الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 13:20
المحور:
المجتمع المدني
بمبادرة لطيفة من منظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة في نيوزيلندة :
جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية
جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا
جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة
التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند
أُقيم بتأريخ 19 / 1 / 2013 حفل تكريم للزملاء ( عربي فرحان الخميسي وفهيم عيسى السليم ) وذلك بمناسبة هجرتهم مع عوائلهم الى استراليا .
رحبت عريفة الحفل السيدة ( سهى عوني ) بالحضور الكرام وشكرتهم على تلبيتهم الدعوة الخاصة للإحتفاء بالزميلين العزيزين وتكريماً لهما للرفقة الطيبة مع مجموع الجالية العراقية في نيوزيلندا التي تزيد على عقد من الزمان .. أعطت بعدها الكلمة للدكتورة ( غادة محمد سليم إبراهيم ) رئيسة جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية والتي جاء فيها :
ان فهيم السليم قامةٌ عراقيةٌ شامخةٌ تمتد جذوره كنخيل الجنوب.... الى الطين السومري الذي كُتبت عليه أول الحروف .
لم يعد فهيم يكتب على الرُقم الطينية كما فعل أجداده من قبل ..... بل هو رجل سومري عصري يؤمن بحق المرأة ودورها في مجتمع متكافئ حيث يعيش الكل احرارا..... لذلك اختار أن يقف بينكم يحدثكم عن الحلم العراقي الذي يزورنا صحبة العراق كل مساء..... حيث شبه فهيم العراق بالنجم في السماء... ونور... وماء زمزم في قصيدته أهواك... واهداها الى كل من يعشق العراق.... وانا واحده منهم .
والقى الدكتور ( حمدي مبارك ) رئيس جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا كلمة جميلة جاء فيها :
اننا نستذكر و اياكم مسيرة الاخ الاستاذ عربي فرحان المشرفة و انخراطه بحركة شعبنا النضالية طيلة حياته , فقد ولد عام 1927 في قلعة صالح و شارك في الحياة السياسية منذ كان شابا يافعا .
- دخل الكلية العسكرية عام 1946 ثم كلية الأركان قبل ثورة 14 / تموز / 1958 - في بغداد درس القانون والسياسة .
- اعتقل عام 1959 و سجن لمدة سنة و نصف ثم عمل مديرا لشركة مقاولات في البدير - الديوانية .
- هرب الى ايران بعد انقلاب 1963 الاسود ثم اعيد الى العراق ليودع في سجن نقرة السلمان من جديد .
- مارس المحاماة بين عامي 1976 و 1996 ثم هاجر الى نيوزلندة عام 1996
- شغل مناصب مختلفة وعديدة سواء اثناء خدمته العسكرية او في المؤسسات المدنية فهو عضو جمعية الصابئة المندائيين في نيوزلندة و المستشار القانوني لاتحاد الجمعيات المندائية , عضو التيار الديمقراطي في نيوزلندة , عضو جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة , عضو لجنة الدفاع عن حقوق الانسان المندائية .
أما الاخ فهيم فأنه من مواليد 1946, مهندس مدني خريج عام 1967 . عمل في العراق في مختلف مشاريع المياه وفي مدن عدة , شغل منصب رئيس جمعية الصابئة المندائيين في نيوزلندة لعدة سنين وعضو في سكرتارية الاتحاد .
يكتب الشعر الفصيح و الشعبي و له محاولات في البحث في اصول وقوالب اللهجة العامية العراقية وعلاقتها بالاصول والجذور السومرية والاكدية .
كما قدم الدكتور ( زهير الحكاك ) سكرتير جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة – أُوكلاند , كلمة تضمنت وصفاً رائعاً لرفقته الطويلة مع الزميل ( فهيم السليم ) والتي جاء فيها :
نجتمع هذا اليوم , وبهذا الحشد الجميل , لتوديع عائلتان من الجالية العراقية في نيوزيلندة واللتان قررتا تطبيق معاني أُغنية ( عبرت الشط على مودك ) الى استراليا , وهما عائلة الأستاذ عربي الخميسي وعائلة الأستاذ فهيم السليم ¸كانت هاتين العائلتين من المساندين جداً لجمعية الثقافة العربية النيوزيلندية والمساهمين في إيصالها الى المستوى التي عليها الآن , ومن المشاركين الرائعين في إنتاج ونشر صحيفة الجالية الصادرة عن الجمعية . وبهذه المناسبة أتقدم بإسم جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية بالأُمنيات الكبيرة داعين لهم بالنجاح والموفقية في مساعيهم , ومن الله التوفيق .
وقدم الزميل المهندس ( وميض الحكاك ) منسق التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند كلمة جاء فيها :
العزيزين ( عُربي الخميسي وفهيم السليم ) هما أشبه بالطيور المهاجرة , لم يتركا العراق بَطراً , ولكنهما كغيرهم يبحثون عن الحياة الآمنة والإستقرار والحرية والعيش الكريم .
العراق كغيره من الدول التي أصابها ( طوفان الهجرة ) , ففي فترات متعددة ومنذ تكوين الدولة العراقية عام 1921 , جرى التنكيل بأبنائه وتم إضطهادهم على أساس ( قومي وديني ومذهبي ) مما دفع الملايين من أبناء الرافدين الى الهجرة بحثاً عن الأمن والإستقرار .
قدم الأستاذ المحامي ( عدنان حسين عوني ) كلمة جميلة بحق الزميلين ( عربي الخميسي وفهيم السليم ) جاء فيها :
يسرنا في هذا اللقاء أن نرد بعض الجميل لعائلتين من إخواننا الصابئة المندائيين بمناسبة رحيلهم ليمارسوا الحياة في بلد آخر , ولكن هذه المرة طوعاً وإختياراً دون إكراه , ذلك المكون الذي أغنى العراق بل العالم أينما حطوا بشتى الإختصاصات .
بعد ذلك أعطت عريفة الحفل الكلمة للكاتب ( عربي الخميسي ) الذي جاء يتوكأ بعصاه حاملاً معه سنواته التي تزيد على ( الثمانين ) عاماً قضاها بالتضحية والنضال من أجل خدمة الوطن , يطرزها نياشين على صدره وهو يزهو بها فخوراً بين أبنائه وأحفاده وعائلته وأصدقائه الى جانب تلك النياشين والأنواط العسكرية التي قُلدت له عندما كان ضابطاً في الجيش العراقي الذي كان له شرف المساهمة في ثورة 14 تموز 1958 الخالدة .
ومن ضمن ما قال :
لأول مرَّة في تأريخ نيوزيلندة تشترك أربع منظمات مدنية عراقية لإقامة فعالية واحدة ,وهذا دليل على الوعي الذي تتسم به هذه العناصر المثقفة من أن هناك روابط وأواصر مشتركة بين العراقيين مهما إختلفت قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم , وهذا شيء مُفرح نتمنى أن يستمر .
وقال أيضاً : أن العراقيين بطبعهم يميلون الى أن يكونوا ضد حكامهم ومن الصعوبة أن يخضعوا لهم , والتمرد هو من صفاتهم , وهذا ما أكده الدكتور ( علي الوردي ) في مؤلفاته .
كما أعطى مثلاً ذكره له أحد المتهمين في قضية معينة من أن الشعب العراقي مثل ( العاكول ) من يشتعل يعطي لهباً قوياً , وأن الحكومة مثل ( فَيّ النخل ) إذا لم تستطع أن تحمي مواطنيها وتضلل عليهم فهي غير جديرة بالبقاء !! .
وفي ختام كلمته شكر الجميع وكذلك القائمين على الإحتفال على إلتفاتتهم الطيبة بهذا التكريم .
عندها جاء دور الشاعر والأديب المهندس ( فهيم السليم ) الذي أتحف الحضور بقصائده الرائعة التي تغنى بها معبراً عن عشقه وحبه للعراق والى نهريه الخالدين , كما تكلم عن محاولاته في الجمع بالواو والنون بين الآرامية والعربية والعامية العراقية .
من قصائده الجميلة :
الى كل من يعشق العراق
أهواكَ
نجماً في السما
نوراً وماءً زمزما
إني أحبُّكَ صادقاً
وأعدُّ شوقيَ منجما
أنا كلّما أشتاقُ تنزلُ دمعتي
أنا كلّما
هبَّ النسيمُ
وداعبَ القلبَ الربيعُ وسلّما
يختالُ عشقٌ شبَّ
في روحي فآمنَ وإنتمى
نهواك نجماً في السما
نوراً وماءً زمزما
وفي قصيدة أخرى قال :
هناك هناك هناك
سرقوا منا جلدَ القراءة الخلدونيةْ
قالوا لنا ليس لكم (دار) ولا (دور)
هناك
سرقوا نصب الحرية من جواد سليم
وأركبوه الحصان الثائر بالمقلوبْ
وقالوا لمصطفى جواد (لا تقلْ)
هناك
أرادوا أن يعلموا الجواهري كتابة الشعر
وأن يسرجوا الخيل لعنترة
هناك
سرقوا منا حبل محبتنا وأجبرونا أن نعتصم بحبل الكذب والبهتانْ
هناك
مدائن تزرع الأحزانْ
وتحصد الدخان
ومن الشعر الشعبي قال :
الوطن المذبوح
وي أول القدّاح قدّحْنَهْ
ووي أول الأفراح شرْبَتْنه
ﭽا بعد ليش السوالف سيّسن بشطوط الولاياتْ يحجنْ دَرِدْ قصتنه؟
في اللحظة التي سمع فيها النبأ الكاذب عن وفاة الشاعر الكبير مظفر النواب كتب :
عمر اﻟﻌﺸﮒ ما شابْ
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
الكلب نار إشتعل والشعر كله إنصابْ
جا بعد ياهو اليمد للسمرة صوت الغزلْ
وجا بعد ياهو اليفك للناس باب الأملْ
يا بو أصابع ذهب يا خوية يا نوابْ
من رحت راح الشعر ياسيد الأحبابْ
وأضاف بعد التكذيب :
يا بو كلام الترف متروس كلّه شكرْ
لفلفت خيط الشمس ووديته عد الكمرْ
أكتب ياخويه شعر ودزّه بونين الريلّ
الشعر بعدك ﺤﭼﻲ ماله بحنين الليلْ
تعبنه حيل الوكت والشوﮒ هد الحيلْ
إنته أبونه الصدﮒ ولو طاح نجم ذويل
وبعد الكثير من القصائد الرائعة التي القاها شاعرنا ( فهيم السليم ) كانت هناك فترة إستراحة تخللتها الأحاديث الودية الجميلة وهي تتراقص مع ( إكواب الشاي والقهوة ) وتناول المعجنات والحلويات التي جلبتها العوائل العراقية الكريمة معها , وعلى وقع بعض الأغاني التراثية الجميلة التي تم عرضها بالفيديو .
وكان حُسن الختام هو مشاهدة الجواهري يلقي بنفسه قصيدته الشهيرة ( يادجلة الخير ) .
بعدها تم تقديم باقات من الورود والزهور من جميع المنظمات العراقية التي ساهمت مشكورة بإحياء هذه الأُمسية التكريمية للإحتفاء بالزميلين العزيزين ( عربي وفهيم ) وإلتقاط الصور التذكارية معهم .
#خليل_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟