ميزان الذات بين كفتى التقليد و التجديد

على فؤاد على

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 22:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

خيرٌ للمستبد أن يطغى على نوازعه ، وعلى العالم أن يدرك جهله ، وعلى الظالم أن يرحم نفسه . وإن إمرء ضاقت به نفسه على أن يثق فى أن تفعل كذا أو لا تفعل كذا فحرى به أن يعيد الكرة من جديد .

وليس للمتعقلين دار سوى الشقاء إختباراً ، والمتعاقلين ينعمون بما هم عليه بجهلهم لينطبق قول ابن المعتز :
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

وليتحول الواقع إلى مجرد تحولات من التقليد إلى التقليد ، وتطغى أفكار البعض على البعض فيسير الكل وفقا لهذا المعيار ، ونأخذ الواقع دون تفكر فتسيطر علينا البهيمية ،و لتبقى الحياة دوماً مسألة صراع قوىً بين الحق والباطل ، وما هو صحيح وفاسد ، ليبقى ذوى الحاجة والفقر يتجولون فى الطرقات يتخللهم المتسولون الهواة ليطغى علينا المنطق بتعميم الحكم على الكل فيسيطر الباطل على الصورة وتسيطر الصورة على المنطق فيحكم بالباطل أيضاً وتبقى الحاجة والفقر ، فلا تعطى هذا ولا تعطى ذاك .

وحينما يتحول الجميع واحداً فى الفكر والفعل والقول ، يصبح مصدر التقليد فى كل هذا هو الأحق بالعيش وليفنى البقية ، كأن تلصق صورة شخص ما على جدارك فتملئ الجدار بنفس الصورة عشرون مرة ، فحاجتك فى واحدة تكفى وجميعهم يؤدى نفس الحاجة التى تريدها ، إذا فالأحقية بالبقاء لواحدة منهم فقط .

ولتحكم العادة بأن توجد وإن كان وجودك من عدمه ، أملاً فى كون الحرية وإمكان إتخاذ القرار هو فى قرارة نفسك دفين ، وحتى إن جرى الأمر معك بأن تخرجه فلا تعلم هل سيكون هو الخلاص أم أنه ذات الأمر ولكن بطريقة أخرى .

والنجاة فى ذلك ستكون لا بأن تخرجه ولا بأن يكن لك من الأساس قرار ، ولكن بأن تدخل أنت إلى نفسك باطناً ، وتتبدل تلك الروح المتجزأة وتعيد تشكيلها مرة أخرى .
ولن يتم ذلك سوى بمحو ما هو كائن فى الإنفعال والشعور والتعقل ، وذلك الأخير لن يتم هو الآخر فليس بالإستطاعة محو الكل للبقاء على العدم دون أساس للعقل يتخذ منه ركيزة على أن يكون على ما هو خلق له .

وما أن يتم التبدل والتحويل ، حتى يتبدى لك الأمر فى صورة ولادة جديدة تتخذ منها نقطة متمثلة فى قرار فتخرج من البهيمية التى كنت عليها إلى ما هو كائن أساساً لك .

#على_فؤاد_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات