|
المشهد الشياسى المصرى ( الكفر والحق ) وغياب الحرية
على فؤاد على
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 22:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" مأساة العالم الذى نعيش فيه تكمن فى أن السلطة كثيراً ما تستقر فى أيدى العاجزين " برنارد شو حينما أحترق لأكتب ولا أجد أفكاراً ... فدعونى أهمس فى آذانكم جهرا ً بما سأكتب دون تدقيق ..
يقول جان بول سارتر " ليس صحيحاً أن هناك مستعمرين صالحين وآخرين أشرارا ً ، هناك مستعمرون وحسب "
فى ظل الأحداث تكمن الأفكار جميعها حول .. الدين والدنيا .. والعاطفة والمنطق .. والتأمين والتخوين .. وما بين المدح والتملق إلى الإدعاء والإفتراء مرورا ً بما لم نجد له مصطلح يصفه فى اللغة حتى الآن ..
ماذا تنتظر من جائع يسرق ويمارس الشحاتة والإحتيال فحبسته ومنعت عنه الطعام ؟ إنه معتاد على ذلك من الأساس ولكنك متى أخرجته فسيكرر الأمر ذاته .. ولا تظن علاج الأمر بأن تمنحه طعاما كى لا يسرق أو يتسول ، ولكنه سيعتاد أيضا ً على الوضع الجديد ولا ينفك جالسا ً يحتاج لوجبته بين الحين والآخر ، ومتى أعطيته سكنا ًَ وعملاً سيحاول أن يحقق المزيد ولا تأمن منه إن سرقك ... ولكن نعود إلى أول الطريق .. ماذا لو أخرجته من محبسه الذى كان فيه أول الأمر وأعطيته كل ما يحلم به دون تعب ... وقد صارت الدنيا فى يمينه ، وكأن الكون قد سخر له ، لاشك أنه سيشعر أنه قد صار إلها ً مؤلها ً ..
نخرج من تلك التشبيهات والتعريف بالمثال ، إلى أرض الواقع السياسى " من شبّ على شئ ، شاب عليه " ومن كان أساسه لين ، فبناؤه رخو .. ومن تعود أن يساق سيخاف السير فى المقدمة ..
إلى أولئك الذين يقولون : لم نعد نعرف أين الحقيقة وهم يجدونها أمامهم رأى العين .. وإلى أولئك الذين لا ينفكون يبحثون عن الأمن والأمان ، وإلى من كل وظيفتهم فى الحياة الأكل وملؤ البطون ومشاهدة المواقف عبر الشاشة مع سب ذلك مرة وسب هذا مرة .. فلا تعلم لهم رأيا فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
وإلى من كل ما يملكونه من آراء ليست لهم ، وما يضيفونه قد أضيف سلفاً .. لطالما بحث عجوز عن نظارته وهى فوق عينيه ..
تتلخص الأحداث بين الهرولة إلى التملك والسلطة ، والتعهد والخيانة وما أسموه هم خوفاً على المصلحة العامة ، ثم نفى التفكير ذاته فى ترشح للملك لنعلم أن القاعدة قد حكمت أن النفى تمهيد للإثبات ..
ثم الصعود على الحركة والثورة والإعتراف بها بعد ما كان فى أول لبنة الرفض والمقاطعة .. مروراً بالدفاع عن الثوار وتصبح معركة التملك إذا بين الحق والكفر ، أو الإخوان المقهورين والمظلومين وبين الظالمين سلفاً وأنصار الشرعية الزائفة منتهية الصلاحية التى لم تبدأ ..
وتسبق تلك المعركة معركة أخرى بين الكفر ، والحرية ، ولم يكن مسمى الحق قد كان فقد سمي قبلا ً بالزيت والسكر ..
أما وقد أنتصر فى تخيلاتهم الحق على الكفر ، فالمنطق يحكم بأنه لا مجال للحرية إذاً .. ولكن دعونا نرى الحق " فالحق أحق أن يتبع " ولم لا !
فكأنما اليوم كالبارحة ، والطاهى يزين طبخته قبل أن يطبخ .. ولنتذكر من الكوميديا ما كان هو الحق قولاً " ومن أجل التمهيد للديمقراطية ، قررت إعلان قيام الديكتاتورية فى البلاد "
وتعود لغة المؤامرات والأمول والتطهير وغيرها .. وتكتشف أن الجائع الذى أخرجته من محبسه ، له قطيع نشأ على يديه ولا يستطيع أن يتخلى ويخرج على القطيع ولا الراعى ..
ولا أود سرد وتأريخ لمجرى الأحداث ولكن قفزة للأمام .. فحينما يصبح الواقع أن المتأسلمون أو ما يدعون بالإخوان .. وبعض من السلف قد أطلقوا على من يعبرون عن آراءهم خارجون على الحاكم بإسم الدين جهلاً منهم .. فالواقع يقول أن الرئيس من ذاك القطيع ( الإخوان ) والمنطق يحكم بأنه طالما أنه من الإخوان وقد شبّ على الفكر ذاته ولا يخرج أحد على قطيعه ، فإنه لديه الوجهة والنظرة ذاتها بأنهم خارجون عليه وكفرة .. وقتلنا جائز إذا ومن ثم من مات منهم فهو شهيد ومن مات من الجانب الآخر فهو فى النار تحت مسمى " قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار "
وما دام لن يخرج عن وعلى القطيع والراعى ، فالأولى إذا التخلص من الراعى ليجد القطيع نفسه تائهاً ويجد هو الآخر نفسه بلا زمام فيعود إلى قطيعه ، وربما يفضل بعد ذلك العودة لمحبسه ويقدم شروطه للإطعام ..
ولم نجد من الفكر والفعل قبلاً ما كان محل نظر ومناقشة لتنطبق على الخراف وأفكارهم ومن يقودهم وراعيهم ومتسللهم إلى الملك مقولة
" ويل لأمة سياستها ثعلبة ، وفلسفتها شعوذة ، أم صناعتها ففى الترقيع " جبران خليل جبران
ويصدر الراعى أفكاره ويطبقها المتسلل ليثور الشعب ليهدم صك الألوهية الذى صنعه ذاك المتسلل .. ويدعهم يتقاتلون ويرسل تعزيزات من الأطهار وأهل الجنة أتباعه ليقضوا على أهل النار .. ويستمر الصمت السياسى وليس السيادى ... ليخرج علينا بقافلة من المشاعر التى تكاد تبكينا ولا يضيف شيئاً .. بل يدعنا نعلم أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى .
ليعود المشهد مرة أخرى للقول أن " الديكتاتور هو الحاكم الذى يبدو أنه حائز لثقة الأمة وتأييد الرأى العام حتى قبل سقوطه بدقائق " " نابليون "
وكفى بتلك الكلمات رأياً وقرارا ً.. لأختم أن " ليس فى حياة الأفراد ولا فى حياة الشعوب خطأ لا يمكن إصلاحه ، فالرجوع إلى الصواب يمحوا جميع الأخطاء . " غاندى "
#على_فؤاد_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|