|
قوانين بعض العشائر دمار المجتمع
صباح الرسام
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 22:12
المحور:
المجتمع المدني
العشيرة اسم يجمع ناس تربطهم رابطة الرحم (الدم واللحم) وينتهون الى جد اعلى وتتفاوت الاعداد من عشيرة الى اخرى فهناك عشيرة كبيرة وهناك عشيرة صغيرة اقصد بعدد الافراد وتنقسم العشيرة الى افخاد وبيوتات واصل العشيرة فرع من قبيلة . العشيرة تعني سند للفرد في السراء والضراء وعليه الالتزام بقوانينها ويفتخر ابن العشيرة بالانتماء الى العشيرة لانه يعتبر العشيرة اصل وجذور على اعتبار انها تمثل مبادئ وقيم والنخوة والجود والكرم وكل الخصال الجيدة ويجب ان تحارب الباطل . للاسف اصبحت بعض العشائر بعيدة عن القيم والمروءة فهي في وقتنا الحاضر وتعيش الحقب المتخلفة فتراها تدافع عن الظالم لانه ينتمي لها وتحارب المظلوم فمنهم من يدافع عن السارق ولكم مثال اذا دخل سارق الى بيت ليسرقه وتمكن صاحب البيت من قتله سوف يبتلى صاحب البيت ويقولون له لماذا قتلته لماذا لم تمسكه وتسلمه الى الشرطة لماذا اطلقت عليه النار ، فصاحب الدار ابتلى بدم واصبح مطلوب عشائريا ً ( بلوة ) تضحك تبكي ماذا اذا كان صاحب البيت ضعيف البنية أو شيخا كبيرا وكان السارق قوي البنية وصاحب عضلات كيف يستطيع امساكه ، ان تركه ركبه العار وان قتله ابتلى بدمه اما اذا استطاع السارق قتل صاحب البيت فتنتهي القضية ويضيع دم صاحب الدار ، واذا امسك به وسلمه للشرطة يقولون له لماذا سلمته للشرطة لماذا لم تسلمه لاهله فاذا مسه مكروه سوف تدفع الثمن ، وكثيرا ما نرى ونسمع عن حالات بعد القاء القبض على مجرم تستخدم عشيرته كل السبل من اجل اجبار الضحية على التنازل لكي يطلق سراحه وهذه الحالات تشجع على الجريمة .
وهناك مناطق فيها ديكتاتوريات عشائرية لكثرة عدد افراد العشيرة في المنطقة فتجدهم يسيطرون على المنطقة ويعتدون على الاخرين والناس تخشى شرهم وتسكت على افعالهم لانهم ان تصدوا لهم ابتلوا ويلقون ما لايحمد عقباه ويلقون ايضا العتب من الاخرين ويكثر سماعهم لعبارة ( شورطكم وياهم شجابكم عليهم ) هؤلاء اهل شر وغير ذلك من اللوم الذي يجعل المرء يفقد صوابه ، ولديهم قانون يسمونه فورة الدم وهو في حال غارة على شخص او بيت وتكون بعد علمهم بمشاجرة او عند سماعهم فيهجمون على المساكين وتكون نهاية الغارة بنصر المهاجمين وعندما يتاذي المقابل يقولون هذه فورة دم ولا يؤخذ بها وتكون حجة ضد المسكين الذي لم يتوقع هكذا هجوم مباغت ويتبجون بهكذا قانون المسمى فورة دم . . وهناك مهازل عند البعض وهي مهازل اسقاط حق الضحية في الفصل ( الدية ) التي شرعتها الاديان وهذا حق للضحية سواء كان مقتولاً او فيه عوق فهؤلاء يعتدون على حق الضحية وحق اولاده الذين اصبحوا بلا معيل يكفل عيشهم الكريم ، فتجد هؤلاء يستميتون من اجل جعل الدية شبه معدومة ويفتخرون بذلك متناسين الشريعة السماوية وحقوق العائلة ومتناسين حق الضحية ولو كان الامر معكوسا ً بمعنى انهم اهل الضحية تقوم الدنيا ولا تقعد وتطالب بدية خيالية وان كانت القضية بسيطة وتافهة ولاتستحق ان تذكر . الكل يعتبر ان الشعب العراقي عشائري ديني وهذا يضع علامة استفهام لماذا لايسألون رجل الدين في حالة الخلاف بين العشائر بدل اراقة الدماء هل رأينا خلاف بين عشيرتين او اكثر وذهبوا الى رجل دين ليحل الخلاف بعقلانية ؟ الجواب كلا لان العصبية العشائرية تلغي الدين . هناك مآسي جرت يندى لها جبين الانسانية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى لاسباب تافهة بسبب حيوان او مشاجرة اطفال او بسبب طير او أي سبب تافه ، وهناك مهازل نذكر منها مهزلة الجريذي الذي دخل دار ففزعت منه فتاة فسقطت وكسرت رجلها فطالب ابوها جاره بالفصل واعتبره صاحب الجريذي فاستجاب الجار لطلبه وبعد فترة دخل الجريذي الدار ابو الفتاة فقتله ابو الفتاة فطالبه جاره بالفصل ايضا ، وهناك حادثة مضحكة وهي ان احد الشباب رأى في منامه ان يتجامع مع اخت صديقه وعندما روى منامه لصاحبه قامت الدنيا ولم تقعد وانتهت القضية بدفع دية ، نفس الحادثة وقعت في زمن الامام علي ع ان احدهم رأى في المنام انه مع ام صاحبه فاشتكى الى الامام قال له الامام ع اوقفه في الشمس واجلد ظله ، وهناك مصيبة وهي مصيبة السبب مثلا ذهب شخص على صديقه فاخذه معه في مشوار وتعرض صديقه الى حادث فيطالبون الشخص بفصل ويعتبرونه السببً ، وان احدا دخل وسلم واثناء مصافحة شخص اخر مات الاخر فيطالبونه بفصل وايضا يعتبرونه السبب في وفاته ، ذات مرة في منطقة العزيزية سيارة عبرت من شارع الاياب وعبرت الجزرة الوسطية باتجاه شاحنة (لوري ) متوقفة بشارع الذهاب اؤكد الشاحنة متوقفة بالشارع اللآخر فاصطدمت بها السيارة الصغيرة التي اتت من الشارع الاخر واعتبروا ان الشاحنة السبب في موت الركاب واخذوا دية من صاحب الشاحنة ، انها مصيبة هل وصل الانسان العراقي الى هذا المستوى واصبح اضحوكة اين القيم اين الحكمة اين الدين والمرؤة . ومصيبة الثأر مصيبة كبيرة أخرى تقع على اناس لا ناقة لهم ولا جمل يذهبون ضحية لا لذنب ارتكبوه بل لاجل قرابتهم من قاتل او مطلوب لعشيرة فيدفع ثمن جريمة او خلاف غيره فتجد شخص محترم بعيد عن المشاكل وله اخ او ابن عم مجرم وشراني ويسبب المشاكل فتجدهم يتركون المجرم ويقتلون المحترم وهذه اكبر مآساة ، وعندما تحدث معركة بين عشيرة واخرى في مدينة او محافظة ما فتجد من يدفع ثمنها في محافظة اخرى او مدينة اخرى يقتلونه بسبب انتسابه للعشيرة المتحاربة وهو لايعلم بهذه الحرب او العداوة . للاسف هذه المآسي والمهازل اساءت لاسم العشائر الكريمة المتمسكة بالقيم والمبادئ الطيبة فلو دققنا جيدا نرى اهم الاسباب هي العصبية ووجود شيوخ يفتقرون للحظ والبخت او تبؤ شيوخ المنفيست الذين سرقوا الشيخة بسبب امتلاكهم المال وسرقة هذا المركز الاجتماعي ادى الى الاساءة لأسم وقيم العشيرة . ولاننسى العصبية العشائرية عند بعض العشائر او استعلائها وهذه العصبية تظلم النساء بسبب عدم مواقفة عشيرتها الزواج من شخص ينتمي لعشيرة اخرى وهذا القانون الاستعلائي يفرض على نساء العشيرة ان تتزوج ابن العشيرة فقط ولا يسمح لها بالزواج من انسان غريب مهما كان الثمن حسب قانونهم وكم من قتاة عنست وبقيت بلا زواج وماتت وهي عذراء وهذه العصبية تلاشت شيئأ فشيئا وهي شبه المعدومة بسبب وعي الناس . وهناك النهوة عند العشائر ان ينهي او يلغي زواج ابنة العشيرة من شخص من عشيرة اخرى ولا يتم الزواج الا بموافقة صاحب النهوة ، وتكون النهوة حتى لو كان من نفس العشيرة لانه الاقرب بدرجة القرابة فابن العم اولى من ابن الخال حتى لو كان ابن العم متزوج ولديه اولاد كثر فمن حقه ان ينهي ويتزوج من أبنة عمه . نتمنى ان تكون العشائر بعيدة عن التعصب وتكون سند للمظلوم وان كان خصما ويد ضاربة تضرب كل معتدي وان كان منها لكي يعيش المجتمع بسلام وامان ويصبح مضربا للامثال لان العراق ان لم يكن بلد الخلافة الاسلامية فهو بلد سومر وبابل الذين اول من شرعوا القوانيين من اجل السلم والامان للانسان .
#صباح_الرسام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بطايق بطايق
-
عزة الدوري يكشف المستور
-
تظاهرات صدامية طائفية ارهابية
-
العسكري بين المظلومية والحسد
-
نبارك لنظرائنا واخوتنا في الوطن
-
الثورة البحرينية البيضاء
-
منحة طوارئ الجيش السابق
-
عين على شركات الهاتف النقال
-
تغيير وجوه
-
ايذاء النفس كانت الوسيلة الوحيدة للنجاة
-
العَظامة
-
الدور الثالث دمار المستقبل
-
البلد الذي يشتمه شعبه
-
اعدام بالمقلوب
-
الفعل ورد الفعل
-
الحرامي
-
عروس الخليج
-
قانونا العفو والبنى التحتية في سلة واحدة
-
سوريا تضع المعسكران الاشتراكي والرأسمالي في المواجهة
-
ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|