أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - عمائم في خدمة السياسة !














المزيد.....

عمائم في خدمة السياسة !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوظيفة التقليدية للعمائم، او من يرتديها في العالم العربي والاسلامي، جلية ولاتحتاج للشرح والتفسير، فن يضع هذه العامة على رأسه هو طالب علوم دينية او عالم مختص بالدين ويعرف، أستنادا الى هذا التشخيص، وعلى نحو متباين بدرجة المعرفة ومستواها، المبادئ والاحكام الدينية والتشريعات والقوانين المتعلقة بها شأنه في ذلك ِشأن المختص في اي علم من العلوم الانسانية كالادب والفلسفة والتاريخ والسياسة أو العلوم الطبيعية، كما تسمى احيانا، كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا مثلا.
هذا يعني، بكل وضوح، ان العمائم والشيخ الذي يرتديها يعمل على خدمة الناس من خلال تعريفهم بدينهم ومعتقداتهم او يَخدم الدين عبر تقديمه وعرضه للناس على نحو، كما هو ما ينبغي ان يكون عليه، عقلاني منفتح متسامح قائم على اساس الاخوة والسلام والمحبة والقيم والعدالة والمنطق لا على اساس " تنفيري" قائم على الحقد والكراهية والخرافات، ويجعل ممن يريد التعرف عليه يزدريه ويكره ماجاء في من افكار قد يقدمها صاحب العمامة بصورة رجعية لاعقلانية وربما مضحكة !.
ولكن يبدو من خلال ما نراه الان في وسائل الاعلام المعاصرة التي عرَّت الكثير من الظواهر وكشفتها للانسان البسيط، ان بعض هذه العمائم قد تناست دورها الحقيقي وشروط ارتدائها للعمائم والغاية والهدف الاصلي منها، وانحرفت عن هذا الهدف وانساقت الى مسارات اخرى فأمست لاتقوم بخدمة الدين الذي تدعو لها ظاهرياً من خلال ردائها ولا الناس كما هو مفترض لها، بل تخدم أجندة وبرنامج سياسي معين لحزب ما وتقوم بالدفاع عنه شأنه شأن الدين ومعتقداته.
يغدو صاحب العمامة، سوداء كانت أم بيضاء، شيعياً كان ام سنياً، في ظل هذه الحالة واعظا وداعية للحزب السياسي الذي أنخرط فيه، فتراه منافحاً عن معتقدات حزبه، مدافعاً بكل ضراوة عن " ادبيات"ـــه والافكار الذي يقدمها والاطروحات التي جاء بها مستخدما جميع الاساليب التي يتقنها والذي تعلمها من خلال درسه وتعليمه في المدارس الدينية.
ولأن الأحزاب في العالم العربي والاسلامي تتجسد دائما في شخص واحد يمسي ويصبح زعيمها الاوحد ورئيسها الفريد، وتصبح تعاليمه واراءه وافكاره الممثل الحقيقي والتفسير الصحيح لمبادئ الحزب لذا يتحول صاحب العمامة، هنا، من الدفاع عن مبادئ حزب ما الى الدفاع عن "زعيم" هذا الحزب باشكال مختلفة وباساليب متنوعة.أذ نجد ان صاحب العمامة قد يدافع بصورة مباشرة عن كل مايقوله هذا " الزعيم " من اراءه أو مايتخذه من مواقف، ومرة اخرى يكون دفاعه بصورة غير مباشرة حينما يساند عن كل رأي يشابه راي زعيم حزبه ويقود الى نفس النتيجة.
هنا يرتكب صاحب العمامة أخطاء فادحة ويرسل رسالة سلبية بحق نفسه وحق الدين والطائفة التي يمثلها ناهيك عن الحزب السياسي نفسه الذي لن يكون في منأى عن النقد والاستهجان من قبل الاخرين ممن يؤمنون بخطورة توريط رجل الدين بالدفاع عن مواقف سياسية معينة لحزب ما او ايديولوجية معينة ترتبط بحزب سياسي.
قد يرد علينا معترض بان رجل الدين انسان اعتيادي يجب ان يكون له رأي سياسي وموقف من الاحداث الجارية شانه شان اي انسان اخر، وهذا رد مقبول ومنطقي ولانعترض عليه ان أعطى صاحب العمامة رأيه السياسي في قضية ما بصورة مستقلة وكما يراها هو، لكن ما ننقده هنا ونستهجن حدوثه هو ان تكون العمامة في خدمة حزب سياسي ما او تحت أمرة صاحب هذا الحزب يرسم لـ" العمامة" خريطة سلوكها ويُعبد لها طريق تصريحاتها ويضع لها حدود اقوالها، وبالتالي يقوم صاحب العمامة، وهنا الخطورة الكبرى، بتأييد اراء ونظريات الحزب بنصوص دينية واحاديث نبوية محاولة اضفاء مسحة تقديسية على هذا الحزب ومواقفه التي يتخذها.
آنذاك تصبح العمامة أداة رخيصة بيد السياسة والاعيبها ومصالحها غير النزيهة وتمسي النصوص الدينية اداة طيعة بيد صاحب العمامة لتقوية مواقف حزبه السياسي الذي منح هذه العمامة امتيازات لم يمنحها لغيره من المعممين المستقلين ممن لا يوافق هذا الحزب في أراءه او لديه موقف غير مرضي عنه من قبل هذا الحزب.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !
- إبادة عائلة عراقية !
- رجل غادر أم إمرأة خائنة !
- الامانة من حصة المجلس الاعلى !
- تناقضات أصحاب عبارة - الا رسول الله- !
- مقالات بحثية / الجزء الرابع- الفرق بين الحب والشهوة !
- وما علاقة السفارة البريطانية بالفلم المسيء ؟
- عالي نصيف..-مهلا - مع الاخوة في الكويت!
- الكذب والغش والسرقة!
- ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !
- ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند حبيب السماوي - عمائم في خدمة السياسة !