هذا مستحيل !

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 19:52
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

" ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غنى الى ملكوت الله. " (متى 19 عدد 24) قال يسوع المسيح هذا ليعلم تلاميذه درسا. فقبل قليل رفض حاكم شاب غنى الدعوة ليصير تابعا ليسوع وليشارك فى كثير من الفرص الروحية الرائعة. لقد اختار الرجل التمسك بممتلكاته الكثيرة بدلا من اتباع المسيا.
لم يقل يسوع انه يستحيل كليا على الشخص الغنى ان يربح الحياة الابدية , لأن بعض الافراد الاثرياء صاروا أتباعا له. (متى 27 عدد 57 - لوقا 19 عدد 2 , 9) ولكن هذا امر مستحيل على اى شخص غنى لديه حب لممتلكاته يفوق حبه للامور الروحية. فيمكن لشخص كهذا ان ينال الخلاص المعطى من الله فقط بصيرورته شاعرا بحاجته الروحية وساعيا وراء المساعدة الالهية.
ان ايضاح الجمل وثقب الابرة لا يجب ان يفهم حرفيا. فكان يسوع يستعمل الغلو ليشدد على الصعوبة التى تواجه الاشخاص الاثرياء الذين يحاولون ارضاء الله فيما يحافظون على نمط حياة غنى ومادى.
يقول البعض ان ثقب الابرة كان بوابة صغيرة فى حائط المدينة , يقدر الجمل ان يمر بها بصعوبة اذا تخلص من حمولته. ولكن الكلمة اليونانية رهافيس , المترجمة "ابرة" فى متى ومرقس تأتى من فعل يعنى "خاط" وفى لوقا يدل التعبير "بلونه" على ابرة خياطة , وتنقلها احدى الترجمات هكذا " ان مرور جمل من ثقب ابرة خياطة أسهل من دخول رجل غنى الى ملكوت الله ". وتدعم عدة مراجع هذه الترجمة , يقول و. فاين : " ان فكرة تطبيق ثقب الابرة على البوابات الصغيرة تبدو حديثة , وليس لها اثر قديم. " القاموس التفسيرى لكلمات العهد الجديد.
ان محاولة جمل ضخم ان يمر عبر ثقب ابرة خياطة صغيرة حدا " فيها اثر من المبالغة الشرقية. " يقول احد الاعمال المرجعية , عن بعض الماكرين جدا بحيث يبدو انهم يفعلون المستحيل , يقول التلمود البابلى : " انهم يجرون فيلا عبر ثقب ابرة. " لقد استعمل يسوع الغلو النموذجى والتباين الشديد ليبرز كون الامر مستحيلا. فيستحيل على الجمل , او الفيل , ان يمر من ثقب ابرة خياطة. ولكن بالمساعدة الالهية , يستطيع الرجل الغنى ان يهجر النظرة المادية وأن يسعى بصدق الى الحياة الابدية. ويستطيع ايضا جميع الذين يملكون رغبة مخلصة ان يتعلموا ويعملوا مشيئة العلى

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات