أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة














المزيد.....

بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 19:35
المحور: حقوق الانسان
    


ان الكرامه الانسانية ورفض العبودية لم تقتصر على امة دون اخرى او طائفة دون اخرى اومكون دون اخر،فالجميع متساوون بالكرامة ولم تحدد بالون البشرة سواء كانت شقراء ام سوداء او سمراء او حمراء،فهي نفسها موجودة بين هؤلاء الاربعة لان القاسم المشترك ان البشر احرار في ارادتهم وقراراتهم وسلوكهم ، فقبل اكثر من (1400) عام ومع بداية الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية كان الناس يعيشون طبقات وأصناف ودرجات ولا يزال هذا التصنيف يعيشه العالم حتى الان ، كان بلال ذاك العبد الاسود متخضعاً ذليلاً لأحد طغاة قريش امية بن خلف ،فرسالة السماء لم تفرق بين شريف ومشروف وعبد وسيد الناس سواسية كأسنان المشط والرسول الاكرم كان يقبل يد العامل ويقول تلك يد يحبها الله ورسوله ، قيمة المر تتجلى بخلقه واخلاقه ومدح الباري الرسول (وانك لعلى خلق عظيم) دليل يوكد التجسيد العملي والفكري في التعامل مع المجتمع على اساس الخلق والوئام والمودة ، تأثر بلال وغيره من العبيد وكل الأحرار الرافضين لمنهج العبودية بمساواة الرسول محمد (ص) وحبه ووده للفقراء وكيف يدافع عنهم وعن حقوقهم في العيش بحياة حرة كريمة ،فكانت المعارضة قوية جدا من سادة قريش أرادوا التصنيف والطبقية وسؤالهم كيف يعقل ان بلال العبد يتساوى مع غيره من سادة مكة ؟هي حقوق الانسان المدنية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي تطرح الان في الامم المتحدة في حين الرسول تناولها قبل اكثر من(14) قرن وكانت القبلية اكثر في ذلك الوقت فلا وجود للمدنية على ارض الواقع ،كانوا يخرجون بلال في الظهيرة التي تتحول فيها الصحراء الى جهنم قاتلة ،فيطرحونه على حصاها وهو من غير لباس ،ثم ياتون بحبل ويربطونه عليه ،وجعلوا في عنقه حبلاً ثم يأمروا صبيانهم ان يطوفوا به جبال مكة وطرقها ، لقد تحمل انواع العذاب وسياط الظالمين ورفض كل المغريات التي قدمت له مقابل ان يستبدل كلمة الله العليا بكلمة الذل السفلى وهي الاشراك بالله،رفض الواقع المرير يتطلب ان يلاقي المرء ابشع الممارسات الوحشية ،فالإيمان بمبدء أو فكر طريقه ليس معبد وسهل وخالي من المخاطر فالكل فعل رد فعل ورد فعل الطغاة اقسى واعتى،فهم منتزعي الضمائر تحركهم الشهوات الحيوانية يتخذون من أنفسهم اله في كل وقت وزمان مع اختلاف الصور والإشكال ، وفي الولايات المتحدة الامريكية كان السود يعانون الاضطهاد والاحتقار وقتلهم ورميهم على قمامة ، وخاصة فيما يلقونه من شركة خطوط حافلات المدينة التي اشتهرت بإهانة ركابها من الأفارقة حيث كانت تخصص لهم المقاعد الخلفية في حين لايسمح الا للبيض بالمقاعد الامامية ،وعلية كان من حق السائق ان يأمر الركاب الزنوج بترك مقاعدهم لنظرائهم البيض ،وكان الامر لا يخلو من السخرية وكان على الركاب الافارقة دفع اجرة الركوب عند الباب الامامي ثم النزول ويعاودون الركوب من الباب الخلفي فكان بعض السائقين يستغلون الفرصة ويقودون سياراتهم ليتركوا الركاب السود في منتصف الطريق ،واستمر الحال الى جاء يوم الخميس الاول من كانون الاول عام 1955،حيث رفضت السيدة (روزا باركس) هي سيدة سوداء ان تخلي مقعدها لراكب ابيض ،فما كان من السائق الا أن ستدعى رجال الشرطة الذين القوا القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين فكانت بذلك بداية لانتفاضة السود الذين رفضوا الانطواء تحت مظاهر العبودية والذلة ،فالتشابه مشترك بينهما وان تباعدت الأزمنة والعصور واختلفت الأمم والدين والمعتقد ،فما ذنب بلال ورزة وغيرهم ان كانت بشرتهم سوداء فهم احرار في داخلهم يؤمنون بالحب والتسامح والتعامل مع الاخرين على اساس الإنسانية ،وما الذنب الذي اقترفه عبد السادة وعبد الزهرة وعبد الحسين في توليه منصباً حكومي رفيع المستوى بعد زلزال 2003بعدما كان دوره مقتصراً في الدولة السابقة على وظيفة معلم او نائب ضابط او عريف،فالمحاسبة والمراقبة تتم من خلال الإخلال بخطة العمل وعدم الالتزام بالتعليمات القوانين والتأخر في انجاز ما يوكل أليهم وليس على اسمه ،فالاسم لا يشكل عائقا في بناء الدولة الحديثة والمرء محاسب بأخلاقه وليس بشكله ولعل الباري عندما امتدح الرسول قال له (وانك لعلى خلق عظيم) فلنتجاوز عقد الاسم والمسمى والطائفة والمكون للنهوض بعراق محطم بين يوم واخر يريد النهوض من ركام ثقافة الاستبداد ،فا أوباما جددة له قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية ,بسبب سياسته المتوازنة وتجنبه ادخال امريكا في اتون الحرب مع دول اخرى ،فضلاً عن سياسته الداخلية التي تؤمن الضمان الصحي والاجتماعي لشريحة واسعة من محدودي الدخل وقربه من نفس الموطن الامريكي ،ان المأزق العراقي والمشهد السياسي بحاجة جدية الى إدخال العديد من التغييرات التي تتناسب مع طبيعة الظرف ولكن ليس على حساب الثوابت والتضحيات التي قدمها الشعب جراء النظام السابق او الإرهاب ،فروزة وبلال أصروا على ثوابتهم ومبادئهم .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
- اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد
- الانسان والطين في صراعاً مع الاثار
- أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة