أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق















المزيد.....

محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل ما أشار إليه السيد القاضي منير حداد حول أوضاع السجون والتعذيب والرشوة والتغيير الديموغرافي لمناطق في بغداد وغيرها كان معروفاً لمن يعمل في السياسة ويعرف طبيعة النظام السياسي المحاصصي في البلاد, إضافة إلى معرفته بمضمون الإيديولوجية القهرية التي يحملها الحكام الحاليون الطائفيون والعنفيون. ولكن الجديد بالأمر هو صدور هذه المعلومات عن شخصية حقوقية كبيرة في الجهاز القضائي للدولة العراقية ونائب رئيس محكمة التمييز الجنائية والحاكم الذي أصدر قرار الحكم بإعدام المجرم صدام حسين. وهذا يعني إن الرجل من أتباع النظام المحاصصي القائم حالياً في البلاد, ولكن ضميره الحقوقي أجبره على قول الحقيقة المؤكدة في السجون العراقية وفي المجتمع العراقي وما يتعرض له أتباع المذهب السني في البلاد وكأنه انتقام لما عانى منه أتباع المذهب الشيعي في البلاد وكأن السنة هم المسؤولون عن جرائم صدام حسين والبعث والحكم الدكتاتوري. وهي مسألة ليست خطيرة فحسب, بل ومشينة أيضاً, لأنها تريد تعبئة المواطنات والمواطنين من أتباع المذهب الشيعي ضد المواطنات والمواطنين من أتباع المذهب السني في البلاد. وهي محاولة يعاد إنتاجها وتوسيع قاعدتها سننة بعد أخرى منذ تسعة أعوام وحققت للأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية اصطفافاً واستقطاباً مؤلماً أعلى الأصوات في الانتخابات العامة وانتخابات مجالس المحافظات.
ماذا يجري في سجون العراق؟ يقول القاضي منير حداد بأنه حذر رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود من " «عدم اتخاذ إجراءات رادعة لوقف الجرائم التي ترتكب في السجون العراقية»، معتبراً أنها «جرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي». وقال حداد الذي كان عضواً في المحكمة الجنائية التي حاكمت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إن السنة العرب يتعرضون لظلم يفوق ما تعرض له الشيعة في ظل نظام (الرئيس السابق) صدام حسين". وأضاف في حديث إلى «الحياة» أن «السجناء يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والقتل من جراء التعذيب». وأضاف، «أنا شاهد على بعض تلك الجرائم ولدي الكثير من الأدلة والمعلومات التي بعثتها إلى السيد رئيس الوزراء (نوري المالكي)، وقام هو بدوره في التحقيق فيها». (راجع: عدي حاتم, جريدة الحياة, السبت 19/1/2013).
والسؤال الملح الذي يطرحه ويطالب به الشعب بإلحاح هو: ماذا جرى بعد التحقيق الذي أجراه رئيس الوزراء؟ كل المعلومات المتوفرة تشير الى إن التعذيب قد تواصل دون انقطاع أو تخفيف أو إيقاف. بمعنى إن رئيس الوزراء كان يعرف به ويؤيده لأن التعذيب جزء من إيديولوجية حزب الدعوة ورئيس الوزراء, وكان التحقيق دون نتائج ذراً للرماد في العيون.
ولكن ما كان الناس في العراق يعرفونه ويتعرضون له أكده اليوم القاضي منير حداد لمراسل الحياة ببغداد, إذ كتب المراسل السيد عدي حاتم ما يلي:
انتقد بشدة إصدار بعض القضاة أوامر اعتقال بالاستناد إلى معلومات يدلي بها «المخبر السري»، معتبراً أن «معظم المعلومات عارية عن الصحة وهناك معتقلون منذ عام 2005 أي مضى عليهم اكثر من 7سنوات، تم اعتقالهم بناء على معلومات قدمها مخبرون سريون ولا أدلة أو اعترافات ضدهم».
وشبه حداد «المخبر السري» بـ «البعثيين في النظام السابق الذين يكتبون تقارير كيدية ضد المواطنين أملاً بتحقيق مكاسب مادية أو حظوة لدى السلطة، وأنا اجزم بأن غالبية المخبرين السريين من نوعية هؤلاء». وأكد أن «القضاء العراقي للأسف يعتمد الاعترافات التي غالبيتها منزوعة بالإكراه، ما أدى إلى أن يكون معظم المعتقلين من الأبرياء أما المجرمون الحقيقيون فهم خارج السجن يقتلون ويفجرون ولا رادع لهم».
وعن عدم إطلاق من تنتهي أحكامهم واكتشاف الآلاف منهم بفضل لجنة شكلها مجس الوزراء مطلع الشهر الجاري، قال حداد إن «المعتقل حتى لو أنهى محكوميته لا يخرج من السجن إلا بعد أن يدفع أموالاً طائلة إلى المسؤولين عن السجون والمعتقلات»، مؤكداً أن «بعض الناس لا سيما العرب السنة اضطروا إلى بيع بيوتهم وأراضيهم وما يملكون لتبرئة أولادهم أو إخراجهم من السجون". (راجع: المصدر السابق نفسه).
هل كل هذا يجري ولا يعرف به رئيس الوزراء العراقي المسؤول عن حماية الشعب؟ هل كل هذا يقع ويدعي رئيس الوزراء إن التقارير الصحفية وتقارير المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان مبالغ بها؟ وهل إن القاضي منير حداد هو الآخر يبالغ بالأمر أم إن الرائحة النتنة والعفنة قد بلغت عنان السماء وهي القمة التي لم يعد ممكناً السكوت عنه أو إخفائها.

ولكن الشيء الآخر المرير الذي أشار إليه القاضي السيد منير حداد وتحدث عن السر المكشوف للناس ببغداد حين كتب مراسل الحياة عنه ما يلي: "وكشف حداد أن «الجرائم لا تقف عند هذا الحد بل إن هناك مخططاً للتغيير الديموغرافي شمل مناطق محيط بغداد، لاسيما في التاجي وأبو غريب من خلال إجبار بعض العائلات على ترك منازلها ومناطقها". (راجع: المصدر السابق نفسه). ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني إن الحكومة العراقية التي يرأسها حزب شيعي وتحالف شيعة أهل البيت في التحالف الوطني العراقي والأجهزة الحكومية المسيرة من قبلها تمارس إحلال عائلات شيعية في مكان العائلات السنية المهجرة بأساليب مختلفة من مناطق سكناها. وهي جريمة أخرى لا تختلف عن جرائم التغيير الديموغرافي التي ارتكبها صدام حسين ضد الشعب الكردي في العديد من المدن الكردية, إضافة إلى ما ارتكبه ضد الكرد الفيلية.
نحن أمام نظام سياسي محاصصي قمعي وأمام مؤسسة قضائية خاضعة لإرادة السلطة التنفيذية, وهذا لا يعني أن جميع القضاة سيئون أو مرتشون أو خاضعون, ولكن كمؤسسة خاضعة لإرادة الحاكم الفرد, وهي تقترب تدريجاً من الحالة السابقة التي عانى الشعب العراقي تحت وطأتها.
إن مطالبة الشعب بالتغيير لا تقتصر على المواطنات والمواطنين من أتباع المذهب السني , بل تشمل جميع الموطنات والمواطنين ممن يدركون العواقب الوخيمة لهذه السياسة غير الإنسانية التي تمارس في العراق في الوقت الحاضر.
إن المطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وإيقاف عمليات التعذيب الشرسة وإيقاف السيطرة على بيوت العائلات السنية وبيعها لعائلات شيعية هو مطلب آني وملح وضروري ولا يمكن تجاوزه, وإن استمراره يقود الى مزيد من تمزيق النسيج الوطني للشعب العراقي.
إن الإدانة غير كافية بل المطالبة بالتغيير وإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة وتحت إدارة حكومة انتقالية حيادية ضرورة ملحة ايضاً.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر ظاهرة إعادة إنتاج الاستبداد في دول المحيط الرأسمالي وم ...
- تباً لكم أفلا تستحون من اعتقال وإساءة معاملة الدكتور مظهر مح ...
- الدفاع عن د. مظهر محمد صالح واجب كل المثقفين والقوى الديمقرا ...
- الفكر الطائفي السياسي واختلاف المذاهب فكرياً والمحنة العراقي ...
- الصراعات السياسية والطائفية المستقطبة والعوامل المسببة لها
- دكتاتور السودان يسير على خطى دكتاتور العراق السابق صدام حسين
- تشبث المالكي بالحكم وعواقبه المحزنة!
- نظام البعث الدموي يسير إلى حتفه .. فهل سيسمح لنشوء دكتاتورية ...
- هل يبقى الشعب يلعق جراحه ويُهدد بحرب قومية جديدة ..؟ وهل تبق ...
- متى تدرك حكومة إسرائيل عمق التغيرات الجارية في العالم ومنطقة ...
- ما هي العوامل الكامنة وراء تشنجات السياسة المالكية؟
- حملة واسعة من أجل إنقاذ حياة الصابئة المندائيين في سوريا من ...
- مناقشة مع الأفكار الواردة في تعقيب السيد طالب العبودي
- مرة أخرى يغوص المجرمون القتلة بدماء نساء ورجال الشعب العراقي
- المهمات التي تواجه هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب ال ...
- مهمات هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العر ...
- ألا يقدم -الأخوان المسلمون- في مصر النموذج الاستبدادي المحتم ...
- الإخوان المسلمون في مصر يكشفون عن وجههم الاستبدادي الكالح وا ...
- القاعدة العامة تقول: لا يحترم نفسه ومركزه من يتخذ قراراً لا ...
- المرجعيات الشيعية والحكم الطائفي في العراق


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - محنة الشعب والسجناء في نظام المحاصصة والقهر السياسي بالعراق