أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مدحت قلادة - السيكولوجية العربية و المحنة القبطية















المزيد.....

السيكولوجية العربية و المحنة القبطية


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قد سبق أن كتبت مقال عن الأصابع الخفية للمحنة القبطية وفيه أوضحت أسباب المحنة سواء أسباب خارجية أو داخلية ألا أننا اعتمدنا وركزنا على الأسباب الداخلية فقط مع عدم ذكر الأسباب الخارجية .
و ألان وجب على أن اشرح أن ما يعانيه الأقباط في مصـــــــــــــــر من الألأم والمشكلات والاضطهاد نتيجة عوامل متعددة الجوانب ألا أنها أولا و أخيرا لها منبع واحد ثابت وهى الأمراض السيكولوجية للنفس العربية و غياب العقل العربي عامة والمصري خاصة هذا المرض الذي دام 14 قرنا من الزمان بلا دواء ولا أمل في الشفاء.
وسوف نوجز هذه الأمراض بكل صدق وأمانة لعل ذكرها يأتي بمعجزة ويقوم الجسد الراقد المتحلل من سبات دام قرونا من الزمان لعل وعسى يصلح حال العالم العربي الغير محصن ضد الأمراض التي أنهكت هذا الجسد الغنى بالمال الفقير بالأخلاق والمحروم من القيم بفعل فقهاء السلطة ومشجعي التطرف وشيوخ المصاطب وسوف نذكر هذه الأمراض واحدة تلو الأخرى لعلها تجد صدى للإصلاح إن أمكن .

أولا : التعالي والكبرياء وانعكاسه على الأقباط
إن من سمة الشخصية العربية التعالي والزهو بدون سبب مقنع سوى اعتمادهم على الآية ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون ‏بالله ولو أمن أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون وأكثرهم من الفاسقين ) ‏ البقرة 2 آيه 11 )‏ ومن هذا المنطلق اخذ العرب مفهوم خير أمة على عكس ما ينبغي اعتمدوا علي أنهـــــم الأعلى والأولون ومن هنا اصبح كل ما هو غير مسلم هو من أحط الطبقات ويجب القضاء علية وان الله جل جلالة سيفدى كل مسلم بأخر يهودي أو نصراني ويقول هذا فداك مـــــن النار ودائما تجد البرامج التليفزيونية و الصحف والمجالات تقلل من شان الأخـــر ومــــن أدميتهم ومن حقهم في الحياة الكريمة ومن هذا التعالي عانى ويعانى الأقباط ( حتى أن هناك شيوخ مسلمين يطالبون المسلمين بعدم التحية أو إلقاء السلام على الأقباط على اعتبار أن هذا رجس من عمل الشيطان ومن مبدأ التعالي والأفضل ) و طالما أن هذه النظرية لم تجد من يصححها حتى يدركوا كيف تكون أخلاق ومبادئ خير أمة أُخرجت إلى الناس سيظل هذا المرض المزمن في المجتمعات العربية عامة ومصر خاصة .

ثانيا : نظرية المؤامرة وما يعانيه الأقباط
إن آلامه الوحيدة التي وقعت فريسة المؤامرة هي الأمة العربية ومن هذا المنطلق فان كل يحدث لها من مصائب وأحداث هي مؤامرات خارجية ولابد من البحث عن متآمر سواء صهيوني أو نصراني كافر ولابد من التنكيل بهم وبأمثالهم ومن هنا تظهر ردود الأفعال على الأقباط المسالمين فعند غزو العراق للكويت صاحت الدنيا في العالم العربي وفى المساجد وفى خطب الجمعة الويل للأمريكان الويل للكفرة المتآمرون والويل للصليبين وبالطبع عانى ويعانى الأقباط دائما من العقد العربية التي تنعكس على الأقباط داخل مصر في الشارع والعمل والإذاعة والتليفزيون وكأنهم هم الذين غزوا الكويت وغير ذلك من المصائب العربية التي تكون من إنتاج و إخراج وتمثيل النجم العربي المسلم والضحية هو القبطي المسالم الوديع .

ثالثا : الشيزوفرنيا العربية في شيوخ الفتاوى
إن مرض الشيزوفرنيا في الأمة العربية مرض صعب العلاج ( Hopeless Case )
ومتوفر في 99.9 % من شيوخها ومفتيها وحكامها فهم أول من يشعل نار الكراهية للآخر و أول من ينفث في الكراهية الحقد للآخر وحينما تحدث مصيبة تهدد كراسيهم تجدهم على النقيض تماما هم اول من يستنكروا ويهددوا ويحكموا على القائمين بهذه الاعمال بأنهم كفرة ومرتدين و أعداء للوطن والدين مع نسيانهم تماما أنهم السبب في هذا الارتداد والكفر وتجدهم في مقدمة المستنكرين كمثال ( الشيخ القرضاوى وتفجير المدرسة البريطانية في قطر والمسيرة التي قادها ) وبكل أسف إن الشيزوفرنية العربية متمكنة من كل الحكام 100% ( ما يقال سرا ليس ما يمارس علنا ) بل على العكس تماما يعطون أنفسهم أسماء لا تتطابق مع عملهم مثل الرئيس المؤمن ( محمد أنور السادات ) ( هو كافر بكل مواثيق حقوق الإنسان وهو الذي قنن اضطهاد الأقباط في الدستور في المادة الثانية ) ويوجد وزراء أسمائهم على عكس عملهم وهذا يتطابق مع الشيزوفرنيا العربية تماما .

رابعا : الأنانية
إن نسبة هذا المرض تتفاوت من شخص لأخر داخل المجتمعات العربية ولكنه مرض صعب الشفاء في الحكام وفى الشيوخ المبجلين ولذا تجدهم أول من يضحي بغيرهم فها هو القرضاوى مشجع الإرهاب والتفجيرات والقتل والذبح تحت اسم الجهاد ولكن من يقوم بهذا ليس أحد من أبنائه أو بناته بل أشخاص جهله استغلهم الاستغلال السيئ وهذا أيضا انعكس على الأقباط فتجد الآخرين يتصارعون في اضطهادهم و خطف نسائهم وبناتهـــــم و قتلهم والفتك بهم وهذا بإيعاز من شيوخ الفتنة وطالما مرض الأنانية موجود في هؤلاء الشيوخ والحكام فلا يهمهم من الذي يضطهد و من الذي يقتل طالما كل ذلك بعيد عنهم و عن آسرهم وتجد لسان حالهم يقول مثال جحا ( إن كان بعيد عن ...... مش مهم ) .

خامسا : غياب النقد الذاتي والبحث في أساطير الماضي
المثل المصري الدارج ( التاجر لما يفلس يبحث في دفاتره القديمة ) ينطبق دائما على الأمة العربية وبكل أسف فهي منذ مئات السنين تبحث عن الدفاتر القديمة متوهمة أنه كان يوجد عصر خلفاء راشدين و أنة كان في ذاك الوقت يعم العالم الإسلامي ( الحب والعدل والوفاء وعدم الغدر وغير ذلك من الصفات المنقرضة في هذا العصر بسببهم ) ونتيجة لغياب النقد أو البحث ولا أكون متجنيا لغياب العقل أيضا لأنة لو كان هناك عقل يبحث وينقد لعرفوا أن هذا الزمان كان ملئ بالغدر والقتل والحرب بدليل ثلاثة من أربعة خلفاء اغتيلوا غير ذلك من حروب بين معاوية وعلى بن أبى طالب وبكل أسف ما يطالبون به ينعكس على الأقباط لأنهم يريدون العودة بنا إلى 1400 سنة للخلف و ما بها من أساليب وحشية لا تساير هذا العصر من رجم وقطع أيدي وقتل وقوانين أخرى عفي عليها الزمن وان طبقت على من ستطبق ؟ على الأقباط بالطبع طبقا للمثل القائل ( اللي مالوش ظهر ما ينضربش على بطنه ) وبكل أسف الأقباط ليس لهم ظهر فسيكونون هم الضحية كما كانوا دائما و ما يزالوا .

أخيرا لا ادعى إنني الوحيد الذي يحلل هذه النفسية المريضة بغرض شفائها بل أنة يوجد كتاب أفاضل أمناء حاولوا ويحاولوا لهذه الآمة أن تقوم من أمراضها ( مثل الدكتور سيد القمنى المستشار سعيد العشماوى الأستاذ نبيل شرف الدين الأستاذ سامي البحيري الأستاذ نبيل عبد الفتاح والأستاذ العفيف الأخضر والأستاذ اشرف عبد القادر) حتى تترك التعصب والكراهية للأخر ويعيش الأقباط والنوبيون في وطنهم مصر بجانب إخوانهم المسلمين في أمان وحب ونقاء بعيدا عن شيوخ الفتة و استعلاء الأصوليين الفارغ من الجوهر المدمر في المظهر .


مدحت قلادة

قبطي مقيم بسويسرا يأمل في إصلاح حال مصر من التطرف والتعصب.

[email protected]



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصابع الخفية للمحنة القبطية
- عاش بابا العرب و خرس المأجورين
- النكت القبطية وهموم الأقباط
- القضاء المصري و تشرشل
- تكلم حتى أراك .. رسالة مفتوحة الى المستشار طارق البشري
- سياســــــــــة التنفيــــــــــــــس
- الصحافة المصرية والطبلة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مدحت قلادة - السيكولوجية العربية و المحنة القبطية