|
كلاب بافلوف
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 13:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما أجرى العالم الفيزيولجي الروسي الشهير بافلوف تجرتبه على الكلاب لتبيان ماسمي الفعل المنعكس الشرطي وأهميته على صعيد المادة الحية لم يكن تخطر في باله على أظن ( وإن بعض الظن إثم )أن يكون لهذه التجرية تأثيرات عميقة جداً على منهجية التفكير الإنساني بحيث أنها أضحت واحدة من أساسات المنهج العلمي في التفكير تقول التجربة بإختصار أنه عندما نربط فعلين أحدهما مشروط بالآخر كحلة ربط سقوط المطر بحالة وجود الغيم وهو مايسمى في علم الإحتمال :الإحتمال المشروط أي أن حدوث حالة ما ( سقوط المطر ) هي حالة مشروطة بحالة (وجود الغيم )فبدون حدوث الحالة الثانية يستحيل حدوث الحالة الأولى لكن وهنا ما هو هام فإن حالة حدوث غيم ليس بالضرورة أن ينتج عنها حال سقوط المطر إن تجربة بافلوف على قدرٍ من الأهمية يفوق ما يتوقعه الإنسان العادي البسيط إذ يترتب عليها من النتائج ما هو على قدرٍ من الأهمية والخطورة معاً كيف ذلك ؟ ولماذا ذلك ؟ كيف ذلك ....يتبين من التجربة أهمية أن تكون المادة الحية مستلبة الإرادة تحت شروطٍ معينة فتقوم مثلاً الغدد الهضمية في المعدة بإفراز عصارتها لمجرد أن إنطلق عمل مؤثر ما ...وكما في التجربة صوت الجرس وذلك على الرغم من عدم ظهور الطعام وهنا يتبدى بوضوح عمل الذاكرة للكائن الحي إذ تم التخزين فيها لحالتين إحداهما مشروطة بالأخرى (وتبدوان كأنهما حالة واحدة )حالة صوت الجرس وحالة ظهور اللحم (الطعام ) مما يعني أن أن هناك الكثير من الأحداث المشروطة في المختزنة في الذاكرة ومع غياب إحاداهما يبدأ الثانية بالظهور لمجرد أن بدأ المؤثر الدال على الأولى بالعمل مثلاً حالة الخوف التي تظهر تلقائياً فور سماع صوت إنفجار وهمي في نفس إنسان خُزن في ذاكرته حالة إنفجار سيارة مفخخة مثلاً وهو يمر في شارعٍ ما في زمنٍ ما الآن لماذا ذلك ... إن من الخصائص الرائعة للمادة الحية هي مقدرتها على الإحتفاظ بكل الحوادث التي تمر عليها طيلة حياتها وهذه الحوادث تُخزن في الذاكرة على شكل إشارات كهربائية تعمل على النظام الرياضي (0_1)والذي هو نفسه الذي يستخدم في الحواسيب المختلفة وهذه المواد المُخزنة في الذارة للمادة الحية منها ماهو قصير المدى كالحالة مادة ثانوية تُدرس فقط من أجل الإمتحان ومنها ماهو متوسط المدى كأغلبية ذكرياتنا للحياة اليومية ومنها ماهو بعيد المدى ويحفر عميقاً في الذاكرة كتجربة الألم مثلاً وكما تُخزن كل الحوادث التي تمر في حياة اللإنسان أو المادة الحية بلا إستثناء كذلك هي الأفكار التي يتشربها الإنسان على مدى سني حياته منها أفكار لاتهمه فتخضع لعملية تخزينٍ قصيرة المدى ومنها أفكار تتوقف عليها حياته وإستمرارها فتخزن على النمطين المتوسط المدى والبعيد المدى أما الأفكار التي ترتقي في حياة الإنسان إلى مرتبة القداسة فهذه تُخزن وفق النمط البعيد المدى والذي وإن نسي نهائياً في حياة إنسانٍ ما لكنه وبسبب قدسيته المحفورة على جدار الخوف في ذاكرته هذا الخوف الذي تعمل عليه كل المقسات البشرية سيعود بقوة إلى ساحة التذكر الشديد كأن يكون هناك رمزُُ مقدسُُ حفر في ذاكرة إنسانٍ ما في طفواته خلال أعوامه التي تسبق سن الخمس سنوات فتراه وإن كان منسياً تماما يعود للظهور وبقوة عندما يتعرض هذا الرمز المقدس للإهانة من قبل شخصٍ ما في حوارٍ ما لأن ما حفر في عمق الذاكرة يصبح من ممتلكات اللاوعي في العقل البشري والذي لاسلطان عليه من قبل العقل الواعي صادفتني في حياتي العملية الكثير من المواقف المحرجة مع أصدقاء أعرف تماماً أنهم لايرتبطون من حيث الظاهر برمزٍ مقدسٍ ما لكن ما إن أتعرض له بكلمة مسيئة ما حتى أرى هذا الصديق وقد إحمر وجهه وكأنه فوجىء وهو المهذب بإمرأة تدعوه إلى ممارسة الجنس صراحةً وبدون مقدمات وأمام الأصدقاء مما يوحي لي فوراً بأنني قد مسست مقدساً لديه ولو كان شخصُُ آخر هو الذي مسٌ بهذا المقدس لكانت النتيجة معركة ً لايمكن التكهن بنتائجها إن تجربة كلاف بافلوف تقود إلى الإنسان من حيث تكوينه النفسي والثقافي والقداسي هو كائن مرهون لبيئته الأولى (العائلة )وأما ما يحدث من تطورات على تقافته و مستوى تفكيره ورقيه النفسي فلايعدو كونه قناعُُ يخبىء إلى حين مقدسه العميق والذي هو الأساس في كل مايتصرفه أو يقوم به أوضحت الحركات التي سميت الربيع العربي زوراً وبهتانا ًوالتي إجتاحت وماتزال البلدان العربية أن هذا الربيع ماهو في حقيقته إلا ربيع المقدسات والتي أرى من وجهة نظري أنها مقدمة لتفتيت البلدان التي كانت قائمة وحدتها بفعل عوامل قوة السلطات الحاكمة أو بفعل عوامل قوى دولية ضاغطة من أجل مصالح هذه الدول هل يصح علينا القول أننا مازلنا كلاب بافلوف ؟ إنه مجرد سؤال
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
-
أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
-
بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
-
لغة الرياضيات ولغة السياسة
-
أمام الله وجهاً لوجه
-
هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
-
همسة لأجل المرأة في عيد الأم
-
الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات
...
-
المعرفة واليأس
-
هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
-
الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
-
شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
-
لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
-
إنه عالم اللذة المتجددة
-
هل هو عالم اللذة المتجددة؟
-
إله الرعاة
-
بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟
-
هل كان محمد يجهل ما سيأتي به العلم؟
-
الطغيان
-
بؤس الثقافة أم بؤس المثقفين ؟
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|