الدكتور عزيز والشعر المستعار

جواد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:14
المحور: الطب , والعلوم
    

الدكتور عزيز والشعر المسـتـعار

لطالما حلم الدكتور عزيز بمجموعة نشاطات صباحية، هي أن يستيقظ باكراً وينثر بعض قطيرات من الماء على وجهه ويسرح شعره الكثيف، وهو يردد إحدى أغانيه المفضلة. لكن مشكلة واحدة قطعت على الدوام سلسلة الأحلام الجميلة تلك، ألا وهي البقعة البيضاء الكبيرة على رأسه.

تتألف بشرة الجلد من طبقتين. إحداهما سطحية مكونة من خلايا ميتة تشكل البشرة اخارجية. وطبقة أخرى تسمى طبقة مولدة، تتألف من خلايا حية تقوم بوظائف حيوية ومنها تنشأ خلايا ميتة من نوع آخر تشكل الشعر والأظافر. وتنغرس تلك الطبقة في الأدمة في مناطق عديدة لتشكل جوفاً متطاولاً يحوي الشعرة وتتصل به غدة دهنية، وعضلة تسبب انتصاب الشعرة في حالات البرد والخوف لتقلّصها.

عند إنشاء شعرة جديدة، ترسل إشارة إلى الخلايا القريبة المحيطة بالجوف الذي يحوي الشعرة، بأن تتجه أو تهاجر إلى قاعدة الجوف. وهناك تُحث على الانقسام والتحول إلى خلايا ناضجة أو ميتة تسبب زيادة في طول الشعرة، بتوافر طاقة قادمة من الأوعية الدموية التي تغذي جوف الشعرة. وكل شعرة تمر بثلاث مراحل حياتية تتلخص في مرحلة نماء، ومرحلة راحة، ثم نفي إلى خارج الجسم لتحل محلها شعرة جديدة.

وفي حالة الفقدان المستمر لشعر جلدة الرّأس، تُوضَع الشعرة، بفعل عوامل وأسباب خارجية أو داخلية، في حالة طويلة من الثبات والراحة ثم التساقط المكثف، دون تعويض للشعرة الذاهبة. وتشترك في هذا العمل عوامل مرضية ووراثية، وجسمية مثل الاختلال في إفراز الهرمونات.وقد يكون تساقط الشعر أحد نتائج عادات سييّئة يمارسها الإنسان في حياته اليومية، مثل ارتداء القبعات لمدة طويلة. وقد يكون ناتجاً عن حالة نفسيّة في مرحلة مابعد سن البلوغ.

يعود السبب الأساسي في فقدان الشعر إلى تحولات وتطورات تطرأ على بعض الهرمونات، لتصبح مواد ضارة ثؤثر على جوف الشعرة، وتمنعها من تأدية وظيفتها بشكلها الطبيعي والفعال. وأهم هذه الهرمونات هو ((الأندروجِن)) الذي يبدأ إفرازه عند الإنسان بعد مرحلة البلوغ، ومسؤول عن تطوير وإيجاد الصفات الذكورية في الجسم. وهو يُفرز عند الرجال والنساء معاً، وبشكل عال عند الرجال. يتحول ((الأندروجن)) إلى هرمون آخر شفاف اللون، وشبيه به من حيث الوظيفة، يسمى ((التِستُوسترون))، حيث يقوم بتطوير الصفات الذكورية الثانوية. ويتحول هذا الهرمون أيضاً إلى هرمون من نوع آخر يسمى ((الديهدرا-تِستُوسترون))، الذي يستحضر اصطناعياً لاستخدامه في العلاج، حيث يمتلك القدرة على تخفيف الورم. ومنه استعمل في علاج سرطان الصدر عند النساء.

يتفاعل آخر الهرمونات في السلسلة مع أنزيمات معّينة ، تكسبه القدرة على الالتصاق بخلايا جوف الشعرة، واختزال تركيبها العضوي. فيتضيّق جوف الشعرة، ويصبح غير قادراً على متابعة عمله، وتتوقف عملية نماء الشعرة.

قد يسبب الإنسان لنفسه حالة من فقدان الشعر بطريقة غير مباشرة. فنقص التغذية يضعف عمل خلايا جوف الشعرة، وكذلك النقص في معدني الزنك والحديد، وخسران الوزن بشكل سريع ومفاجئ. أو الإكثار من المأكولات الدهنية الي تزيد نسبة التستوسترون. كما أن الدورة الدموية الضعيفة لها تأثير كبير على نماء الشعر. فالخلايا في منطقة جذر الشعرة خلايا حية، وتحتاج إلى طاقة وغداء وأكسجين بشكل أساسي، وإذا كانت الأوعية الدموية الواردة لها غير ملائمة فسوف تضعف تلك الخلايا بشكل كبير، وتبقى الشعرة في طور الراحة.

مع أن الدكتور عزيز لم يستطع تحقيق سلسلة أحلامه، فقد أفاده نقص شعره في الحصول على موعد مع إحدى النساء اللتي يحببن الرجال مع نقصان في شعر الرأس.

جواد طالب
[email protected]

#جواد_طالب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات