|
قمة بدون جبل .. ومهرج ديمقراطي جدا ...؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عقدت قمة الأنظمة العربية في الجزائر بعد ستين عاما على تأسيس جامعة الدول العربية بتوجيه من الإستعمار الذي كان مهيمنا على معظم هذه الأنظمة اّنذاك..بعد ستين عاما من عمر شعوبنا المستعبدة والمضطهدة جاءت هذه القمة في مستنقع انحطاط هذه الأنظمة بعد أن بلغت أرذل العمر كما يقال ولذلك لايجوز تسميتها بالقمة بدون جبل لاتمثله وقد وفرت علينا القول : تمخض الجبل فولد فأرا لأنها في الحقيقة تمخضت العدم لاشيْ سوي أوسمة وزعها ( بوتفليقة ) على ضيوفه والإستماع النشاز للمهرج الفاشل أمين الأمة العربية سابقا وأمين الأمم الأفريقية حاليا القائد الملهم للجماهيرية العربية الإشتراكية الثورية العظمى لاتنسوا العظمى .. وقبل موضوع المهرج الأخضر الذي ينطبق عليه حديث : ( إياكم وخضراء الدمن ) سأمر سريعا على ماتمخض عنه هروب القادة والزعماء الأشاوس إلى الأمام بعد أن يتمّت بعضهم سيدتهم أمريكا وهددت الاّخرين باليتم هذه السيدة التي تهش لهم بالهراوة فينتظموا بالصف بعد أن ورثت جميع ممتلكات جدتها بريطانيا كما ورث السيد بشار الأسد مملكة والده العتيدة في هذا الزمن الرديْ فما الجديد في مقررات هذه القمة ....؟ 1- إنشاء برلمان عربي يمثل هذه الأنظمة طبعا تشبيها بالبرلمان الأوربي والسوْال الذي يجب أن يطرحه كل مواطن عربي قبل إنشاء برلمان عربي هل يوجد برلمانات عربية منتخبة ديمقراطيا من الشعب في الأقطار العربية أم هي في حال وجودها من صنع مخابرات الأنظمة أو معينة من السلطان مع استثناءات صغيرة هنا وهناك - 2 دعم المجلس الإقتصادي العربي وتوحيد الأنظمة الجمركية ...الخ ثم زعم دعم المجتمع المدني في بناء واحد اقتصادي يجمع نقابات العمال وأرباب العمل معا في جوقة واحدة لخدمة الأنظمة طبعا دون ذكر كلمة واحدة عن الحريات النقابية والديمقراطية في انتخاب السلطة وسائر النقابات عبر صناديق الإقتراع الحر والنزيه المفقود في الوطن العربي عموما .. -3 تفعيل مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 ... علما أن هذه المبادرة داسها شارون بالنعال ولم يجروْ أي حاكم عربي الطلب من سيده المستر بوش لجم شارون لقبول خارطة الطريق التي وضعها بوش نفسه أو مبادرة بيروت أو غيرها فكيف يتم تفعيل المبادرة إلا بالانبطاح أكثر إلى مالا نهاية دون أن يجروْ أحد من الحضور بما فيهم عناتر مملكة القرداحة بدمشق إدانة الإحتلال الأمريكي للعراق مثلا وواصلت الجوقة ترديد الشعارات المهترئة حول التضامن العربي والأمن القومي العربي - أي أمن الأنظمة وبقائها متربعة على رقاب شعبنا بالقمع والإرهاب والشعوذة - وقراءة الفاتحة على أرواح من رحلوا ثم قراءة البيان الختامي المعد سلفا وفق كليشات مزمنة ثم جاء دور التسلية والتهريج للترويح عن نفوس القادة التي تخيم عليها الكاّبة والقلق على سوء المصير الذي ينتظرهم من شعوبهم من جهة ومن أسيادهم من جهة أخرى بعد أن أصبحوا عالة عليهم واّلات صدئة لاحياة فيها .. فطلع عليهم القائد معمر القذافي ليكركرهم وينتزع من وجوههم الكالحة ضحكات مقننة وخجولة كضحكة السيد خدّام التي لاتتميز كثيرا عن تكشيرة فاروق الشرع خصوصا عندما هزء من الديمقراطية في أوربا وأمريكا ومن حقوق الإنسان عندهم التي يحاول الغرب فرضها علينا وقال : نحن لانريد هذه الديمقراطية نحن لدينا الديمقراطية الحقيقية ونحن نصنع الإصلاح لاأحد يفرضه علينا هز الجميع روْوسهم إعجابا بعبقرية السيد العقيد الذي نال بجدارة عميد القادة العرب رغم بيعه للقومية العربية ودعانا للإنضمام إلى الدول الأفريقية ... ثم نفش ريشه كالطاووس بطرحه حل القضية الفلسطينية بقيام دولة واحدة للعرب واليهود ديمقراطية ظانا أنه أتى بجديد دون أن يعلم أن طرح الدولة الواحدة العلمانية والديمقراطية ووقف الهجرة اليهودية طرح المناضلون العرب والعلمانيون واليساريون العرب واليهود طرحوا هذا الحل قبل أن يولد القذافي منذ الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي لكن الصهيونية والحكام العرب الأشاوس رفضوا هذا الحل معا ثم جاء دور سورية ولبنان الذي استبعد من مقررات القمة بناء على طلب النظام الأسدي باستثناء ما يوْيد النظام فابى القذافي إلا أن يضع إصبعه القذرة في الموضوع كما كان دوره في الفتن الطائفية دون أن ننسى دوره في مد الطائفيين بالمال والسلاح في الحرب الأهلية القذرة جاء اليوم ليصطفّ الى جانب النظام الأسدي الذي دمّر سورية ولبنان ويردد مزاعمه المفضوحة .. لم يكتف بذلك بل جاء ليقول إن القرار 1559 ظلم لسورية لأنه طلب منها الإنسحاب من لبنان وبشّر بعودة الحرب الأهلية بعد الإنسحاب السوري ....الخ هذا الهراء ولاأنسى بهذه المناسبة دور هذا المهرج في الحرب الأهلية يوم طالب المسيحيين في لبنان أن يعلنوا إسلامهم ليحل لهم القضية حرفيا .. ولم ينس القذافي التهجم على الإمرأة التي أمّت المسلمين في الصلاة في أمريكا ليشملها بتمييزه العنصري وألفاظه المخزية , زاعما الدفاع عن الإسلام . هذه هي بضاعة الحكام العرب الموحدين في القمع وسلب أبسط حقوق الإنسان المتضامنين لإبقاء الأمة العربية مرتهنة لأنظمتهم الرجعية القمعية اللصوصية تعيش الذل والتمزق والصراعات القبلية والمذهبية في عصر الشعوب والحرية وحقوق الإنسان الطامحةللديمقراطية وبناء دولة القانون والتحرر من الطفيليات الرسمية وغير الرسمية في أنظمة الجنرالات المهزومة والطوائف والعشائر المحنطة في الحزب الواحد الطاغوت الواحد ولا يحتاج شعبنا لقمم في القاع ولا لمهرجين ومشعوذين كالقذافي وجلاوزة سورية كما لايحتاج لبنان الشقيق لمواعظ أحد . كان وسيبقى نافذة الحرية والديمقراطية في المشرق العربي دون أي تدخل أجنبي اننا بحاجة لقمم جبالنا السمراء المزهوة بنور الحقيقة وكرامة الإنسان وشمس الديمقراطية وحكم الشعب القادم لامحالة
جريس الهامس : لاهاي
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهلا بنوروز الفرح والحرية هذا العام في سورية الأسيرة ...؟
-
اليوم قيامة لبنان .. وغدا قيامة سورية _ اليوم عرس لبنان .. و
...
-
في الذكرى الأولى لمجزرة القامشلي
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ولبنان ... القائمة رقم 9
-
باقة من شهداء الحريّة في سورية ... القائمة رققم 8
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 7
-
رسالة تاريخية .. والديكتاتورية التي لاتتعظ في سورية ..؟؟؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية.. القائمة رقم 6
-
من الموْهل للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري .. ؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 5
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 4
-
باقة من شهداء الحرية .. في سورية رقم .. 3
-
باقة من شهداء الحرية في عهد النظام السوري .
-
باقة من شهداء الحرية في سورية
-
الخلود للشهداء ... ويبقي لبنان شامخا
-
هل أصبحت نقابة المحامين في حلب فرعا للمخابرات ...؟؟
-
تحية إلى أحرار لبنان ووحدتهم الوطنية الديمقراطية
-
خاطرة صغيرة
-
دعوة للتضامن مع الشاعرالسوري الكردي مروان عثمان وجميع معتقلي
...
-
في ذكري الفقيد المحامي المناضل مصباح الغفري - . القسم الثاني
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|