|
التحكم عن بعد..بين بابل القديمة..والقرية العالمية المقبلة...السايكوفيزيا الحلقة الرابعة
وليد مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن علم السايكوفيزيا...هو صمام الأمان...الذي سينظم الحضارة المقبلة في عالم المستقبل ...هذه الحضارة التي تشهد اليوم صراعا بين تيارين بارزين : تيارات الدين والمواريث السلفية تيارات العصرنة والتمدن .... إن كلا الفريقين على حق...لكن كلاهما يكفر الآخر...وهما بحاجة إلى أن يدركا...إنهما سيعملان سوية في عالم المستقبل...في القرية الكونية فكلاهما يصنع الحضارة..وزوال احدهما من خريطة العالم يعني نهاية الجنس البشري...لكن..هذا التصالح بحاجة إلى أن يفهم كلا الفريقين دوره الحقيقي وموقعه الطبيعي في العالم المقبل.. عن طريق تفعيل...وتعميم...ودراسة ..علم السايكوفيزيا...الذي سيربط ماضي الجنس البشري بمستقبله ...ويضع النقاط على الحروف..ويبين ان كل ما أبدعه الإنسان حق..؟؟
في هذه الحلقة سنتناول بعض المفاهيم المتعلقة بالتحكم والتوجيه السايكوفيزيائي عن بعد...محاولين في نفس الوقت استكمال أهم الخطوط العريضة..للموضوع السابق المتعلق بتحليل اللغة الكونية الموحدة ( الأحلام ) ، فالرمزية التي تطرأ في الأحلام أو التي ترد بهيئة صور أثناء اليقضة...قلنا عنها إنها رسائل..أو إشارات أو دلائل تشير إلى أحداث مستقبلية....ولو اعتبرنا هذه الإشارات طرفا في معادلة كونية..فان الطرف الآخر..يكون الحدث المتوقع الحصول...فهل يمكن إرسال إشارة عكسية..بمعنى تغيير أحداث المستقبل..؟؟ إن هذا الموضوع...لا يخلو من بعض المخاطر...وأولها...استرجاع أساليب قديمة تشبه إلى حد بعيد خرافات الاقدمين...، التي لو تعمقنا فيها وجدنا إن من الممكن...إعادة تأسيس..علم جديد يحمل اسما جديدا بدل ( السحر )..وهو : تقنيات...تغيير البرمجة الكونية ..؟؟ إن توضيح..هذا الموضوع..يحتاج إلى وقفة.. قد بينا في الحلقة الأولى إن العقل...حسب رؤى ( تشنر ) مشترك يتشارك فيه الكل....ومن خلاله..يتم توارد الخواطر...بدون زمان ...أو مكان...وبالتالي...فان الكون وأحداثه...في ضوء النظرية النسبية..ونماذج الكون المز كرش التي طورها من بعده منظري النسبية...هي واقعه في خريطة كونية موحدة تحتوي كل الأحداث....وتقنيات تغيير البرمجة الكونية...هي ببساطة...محاولة ( الدخول) إلى فضاء العقل الكوني المطلق ( الوعي الكلي) والتي نسميها هنا...بتقنيات الاختراق الكوني .
الاختراق الكوني Cosmic Penetration
ما هو الاختراق....وكيف يتم....أنا أريد أن اخترق...البيانات الداخلية لعقلك أنت...مالمطلوب مني فعله كي يكون ذلك ..؟؟ ببساطة...عندما اسئلك..أي سؤال ...وتجيبني أي جواب...فانك تكون قد فتحت..أول حاجز من حواجز السرية أمام الاختراق ..؟؟ وعندما أتعمق بالأسئلة...وتجيب أنت بصراحة أكثر..فان البيانات الداخلية لعقلك تكون قد هيئت للاختراق...فانا سالت وأنت أجبت...وفي داخلي سوف اسأل....ومن داخلك سوف تجيب..؟؟ ..وسوف يصلني الجواب الذي سأعرفه من داخلي ..وليس من لسانك هذه المرة...وهناك..مستوى أعلى من السيطرة..يتمثل في إنني أنا الذي يعطيك الجواب..وكأنك أنت الذي تجيب.. وهذا ينطبق على العقل الكوني أيضا...فلكي نصل إلى الأحداث..الموجودة بهيئة شفرات..وجب علينا..سؤال الوعي الكلي...لكل الجنس البشري...وهو سيجيب في الحال..وبعدها نتدرج في الأسئلة إلى أن نصل..إلى مرحلة..يصبح الوعي الكلي فيها إلى مستوى مذيع ...أو صحفي..يصف أحداث المستقبل...وطريقة التشفير المخزونة بها هذه الأحداث في فضاء العقل الكوني المطلق ..؟؟؟ ليس من السهل..الوصول إلى هذا المستوى..من تكليم العقل البشري المطلق..الذي وصل إليه صدفة..السايكوفيزيائيين في الأزمنة القديمة...الذين عرفوا كأنبياء في الشرق الأوسط...أو كإلهه لدى الحضارات القديمة...في الشرق الأقصى..،، المهم الآن..،، ما هي لغة الوعي الكلي ..؟؟ هل هي الأحلام ؟ إن الأحلام ...هي لغة صورية تؤدي عدة أغراض: تفريغ رغبات مكبوتة....ودليل ذلك يكون الحلم معقدا...طويلا في مدة أحداثه وتنوعها إشارة كونية...أو رسالة من الوعي الكلي...كثيفة مختصرة.. لهذا...فان الأحداث المعاينة...في ارض الواقع ...تكون مؤلفة من أحداث مستقبلية...بمعنى...إن الطير الذي يطير في السماء...ربما كان إشارة إلى حدث مستقبلي معين....يسمى هذا بعلم الباراسايكولوجي المعاصر..باسم التزامنية...بمعنى حدوث الإحداث الكونية بتزامن مع حدث آخر...هل هذا التوضيح يكفي؟ بالتأكيد الموضوع يحتاج إلى تفصيل أكثر.
علم التزامن في بابل...والحضارات القديمة
كان البابليون..يتشاءمون من دخول ( كلب اسود ) إلى المدينة ...أو تحليق أسراب البط أو الإوز في منطقة معينة ... ووصلت هذا المواريث إلى عصرنا الراهن وكأنها خرافات الاقدمين..ويتخذ العلم منها موقفا متعاليا..لأنها ببساطة خرافة...ليس لها من دليل علمي أو منطقي موثوق. إن واقع التطور الحضاري...هو الذي أدى إلى ضياع هذه العلوم القديمة لأسباب نلخصها بالاتي : أولا ... إن لغة التزامن...أو لغة الفضاء الكوني...لغة معقدة ..لا يمكن أن يفهمها العامة ثانيا...سوء استخدامها من قبل الدجالين والجهال... ثالثا...توفر أدوات...وتقنيات..تنبؤ أكثر وضوحا وأسهل منالا...من لغة الكون العليا. إن استخدام الحضارات التي نشأت في العراق القديم..لهذه العلوم كما تشير الرقم الطينية التي حل رموزها علماء الآثار..دليل على إن الإنسان الأول...ابتدأ الحياة السايكوفيزيا....وسينهي هذه الحياة السايكوفيزيا..؟؟؟ وقد كشفت الآثار على إن مستويات ( التطير) والتشاؤم أو التفاؤل لدى البابليين كانت منظمة وتتخذ طوابع الطقوس...أو ممارسات يومية للإنسان العادي....والسحر البابلي معروف...بعطره ..الأسطوري الأخاذ..الذي وصل إلى حضارتنا المعاصرة كخرافات لا تزال دارجة....التفاؤل بالبوم في أوربا...والتشاؤم منه في الشرق...وكذلك الغراب...أو قيام الطفل بالحبو...أو حدوث عراك بين العصافير على الشجرة...انكسار المرآة....انسكاب الماء......كلها إشارات ودلالات...تشبه إلى حد بعيد الإشارات الكثيفة المختصرة في الأحلام ....؟؟؟ بمعنى....إن الأحداث اليومية...إذا احتوت على أحداث..كثيفة مختصرة...فهي إشارة إلى رسالة بحدث مستقبلي مرسلة من قبل الوعي الكلي...؟؟ والأحداث المتشعبة ..المعقدة...يمكن اعتبارها كهلوسة للوعي الكلي....لا تعتمد في تفسير أي حدث شانها شان الهلوسة في الأحلام ...؟؟ فما هو السحر البابلي القديم.....وطقوسه التي كشفت عن ممارسات غريبة في تلك الأزمنة السحيقة ..؟؟ انه ببساطة....محاولات...لاختراق قواعد البيانات الكونية..المتمثلة في الوعي الكلي للجنس البشري...والوعي الكلي...للكون...لأحداث تلك التغييرات في شفرات الأحداث المستقبلية...لكن..،، بالتأكيد فان نسبة التغيير في المستقبل تكون في أغلبيتها إذا لم نقل في كلها فاشلة...بسبب عدم فهم آليات ( الاختراق الكوني Cosmic Penetration ) ..لكن مع ذلك...فان الأساطير تركت من الآثار ما يدل على إن الاقدمين حاولوا..محاكات العقل الكوني...والمنظومات المتعددة التي يتألف منها ...وظهرت لذلك الالهه..أو الملائكة...أو المملكة الإلهية ، وكلها تشير إلى عالم ما وراء الزمان والمكان...لكن...انقطاع الصلة بين مؤسسي تلك العلوم...والمجتمع..جعل من الجهال والانتهازيين استغلالها بشكل شعوذات..أو طقوس...أو مفاهيم دينية..بعيدة عن المنهج العلمي..
القرية العالمية المقبلة كيف نفهم..لغة العقل الكوني في القرن الحادي والعشرين ؟ وهل تصرفاتنا اليومية...وسلوكنا يعطي إشارات ورموز بغير قصد إلى العقل الكوني..الذي قد يؤثر في الأحداث الكونية بسبب ذلك ؟ إن الأحداث..المخزونة في فضاء الكون ( ما وراء الزمان والمكان) تتأثر بهذه التغييرات...وان الجهل بلغة العقل الكوني...قد يعطي تفسيرا..عن أسباب المعاناة التي يكابدها الإنسان في حياته اليومية رغم الحرص الشديد..والتحفظ الكامل..والتخطيط المركزي الذي يبديه تجاه أمور حياته...لكن..دائما...نتكلم عن الحظ...دائما ترد كلمة النصيب...ودائما نجد الإنسان..لاجئا من حيث يدري ولا يدري...إلى قوة كونية عليا يحاول من خلالها...الحصول على الحظ أو التوفيق في حياته اليومية..؟؟ إن الدين....هو البديل....المنطقي....عن....الجهل...بلغة الكون المطلق..؟؟ ولو علم أي منا ماهية هذه اللغة...وكيف إن الأحداث الكونية...العظيمة...من الممكن اتقاءها بضربة عصا....كما أوردت الأساطير...أو محاكات هذا العقل...لإيقاف آلية الغرق والمشي على الماء بسلام...لوصلنا إلى قناعة تامة...بان الأنبياء الذين ذكرتهم الصحف الأولى ، كانوا أناسا...فهموا...جزءا من حقيقة العقل الكلي الذي يشترك فيه الكل....ولا غرو ..أن تصلنا في نهاية المطاف...بشكل أساليب مزوقة من المفاهيم والقيم....التي حاول البعض منها استغلال المجتمع...والبعض الآخر ..حاول من خلالها ربما إصلاحه...أو تنظيمه...، لكن مهما تكن النتيجة...فان المجتمع الإنساني..قد وصل إلى مرحلة نضج كافية ( باعتقادي الشخصي )..ليعرف..الحقيقة...أو على الأصح...جانب مهم من جوانب الحقيقة...التي لا يحق لأحد ادعاء ملكيتها....فكلنا نشترك في بناء صرح الحقيقة..، فهل ستؤول حضارة العالم المقبل محصلة....لتاريخ الجنس البشري كله ؟ محصله....لما أنتجته سومر ومصر..وبابل...وأثينا...وروما...والهند...وبريطانيا...وألمانيا..و الاتحاد السوفييتي...واليوم...أمريكا...وغدا أوربا....وبعد غد....كل ذلك سيجتمع في بناء اسمه الحضارة البشرية....فهل من الممكن ارتقاء هذه الحضارة بدون فهم لغة كل هذا الوجود ...؟؟؟
إن علم السايكوفيزيا...هو صمام الأمان...الذي سينظم الحضارة المقبلة في عالم المستقبل ...هذه الحضارة التي تشهد اليوم صراعا بين تيارين بارزين : تيارات الدين والمواريث السلفية تيارات العصرنة والتمدن .... إن كلا الفريقين على حق...لكن كلاهما يكفر الآخر...وهما بحاجة إلى أن يدركا...إنهما سيعملان سوية في عالم المستقبل...في القرية الكونية فكلاهما يصنع الحضارة..وزوال احدهما من خريطة العالم يعني نهاية الجنس البشري...لكن..هذا التصالح بحاجة..إلى تفعيل...وتعميم...ودراسة ..علم السايكوفيزيا...الذي سيربط ماضي الجنس البشري بمستقبله . في الحلقات المقبلة...سنحاول تفصيل...محاكات الكون المطلق...وفهم لغته التي يتحدث هو بها....وبين الأساليب الممكن إتباعها للسيطرة عليه واستثماره..؟؟
#وليد_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الباراسايكولوجي والاحلام……السايكوفيزيا الحلقة الثالثة
-
التخاطر...والسايكوفيزيا - الحلقة الثانية
-
مشاكل الديمقراطية في العالم العربي....العراق والجهاد الاكبر
-
- التخاطرالتلباثي......في اطار السايكوفيزيا- الحلقة الاولى
-
الصحافة العربية في زمن العولمة
-
جيل الحقيقة
-
رواية: سيرة مناضل في سبيل الجمهورية سيرة مناضل في سبيل الجمه
...
-
العمال في عالم المستقبل ...رؤية سياسية في اقتصاد المستقبل ال
...
-
سيرة مناضل في سبيل الجمهورية - الحلقة الأولى : ضياع في غابات
...
-
منظومة المعرفة البشرية والعقل الكوني
-
ما هي حقيقة القانون..؟؟
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|