|
اطلاق سراح السجناء.... وماذا بعد !
مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 21:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ اسابيع انطلقت المظاهرات في الانبار ثم تبعتها مظاهرات في مناطق اخرى مثل الموصل وصلاح الدين وديالى . اعلنت الاصوات التي ارتفعت في المظاهرات مطلب اطلاق سراح المعتقلين من حماية السيد رافع العيساوي وزير المالية ، واطلاق سراح السجينات البريئات اللواتي اعتقلن بدلا من ازواجهن او أحد افراد اسرهن الذين اقترفوا جرما او كانوا مطلوبين للقضاء جراء تهمة ما ... الخ بعد اشتداد صوت المتظاهرين وقطعهم الطريق الدولي بين الاردن والعراق ، شعرت الحكومة بخطورة الوضع فحاولت استدراك الامر واسرعت بتشكيل لجنة من الحكماء والعقلاء لتـتـولى البت في مطالب المتظاهرين . قامت اللجنة باطلاق سراح مجموعة من السجينات والسجناء ، اضافة الى اجراءات اخرى مثل رفع الحجز عن عقارات المشمولين بقانون المساءلة والعدالة والامر باستقبال طلبات العسكريين الراغبين بالعودة الى وظائفهم او ترويج معاملاتهم التقاعدية. مع اعتراضنا على منح رئاسة اللجنة الى السيد الشهرستاني ، اذ كان من الافضل ان يرأسها قاض ضليع لان مثل هذه الصلاحيات من صلب عمل القضاء ، الا ان ما انجـزته لجنة الحكماء يعد لصالح المتظاهرين و في زمن قياسي ، فقد تم اطلاق سراح السجينات ، والعديد من السجناء ( الابرياء) وربما المتهمين الذين لم تثبت ادانتهم ، اضافة الى قرارات اعادة العسكريين من البعثيين وغيرهم ، والافراج عن العقارات المحجوزة بسبب هروب اصحابها او اتهامهم بالانتماء لحزب البعث المحظور او لاشتراكهم باعمال المقاومة المسلحة ... الخ . الجميع يعلم ان المتضررين وضحايا النظام الصدامي ، على مدى اكثر من ثلاثين عاما ، يعدون بالالاف وربما بالملايين دون مبالغة ، ولكن مع ذلك يعض الكثير منهم على جراحه في سبيل اصلاح ذات البين بين البعثيين والحكومة عسى أن تزول حمى الاعمال الارهابية التي تضرب في الاوساط الشعبية الفقيرة ، وهي اساسا غير مستفيدة من التغيير الحاصل بعد سقوط النظام الصدامي مثلما استفادت مجاميع معروفة كانت معارضة للتـغـيـير وحصلت على مناصب لا تحلم بها في الحكومة الجديدة والبرلمان ورئاسة الجمهورية ، ولكن مع ذلك لم يحترم الكثير منهم وجوده في وظائف مخصصة لخدمة الشعب ، فراحوا يمارسون التخريب والقتل من خلال الحصانة في تلك المواقع العليا ، فانكشفت ممارساتهم الاجرامية بعد ان لاذ بعضهم بالفرار من وجه العدالة . ان المظاهرات التي انطلقت لم تعرض مطالبها بشكل محدد كي تستطيع الجهات المسؤولة التصرف حيالها وتنفيذ ما يستحق منها دون مخالفة الدستور والقضاء ، كما ظلت المظاهرات دون لجنة مسؤولة تستطيع الحكومة التباحث معها حول تحقيق مطالبها، لذلك نجد احيانا شيوخ العشائر يمثلون المتظاهرين ويطالبون بما يشاؤون ، واحيانا يصعد المنصة رجال الدين ويعلنون مطالبهم ، واخرى يتبنى النواب والسيد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مطالب المتظاهرين ويطلب تحقيقها ويوصي القوات الامنية عدم اتخاذ الاجراءات حيال المتظاهرين فيـتـقـمص دور رئيس السلطة التنفيذية اضافة لوظيفته كرئيس للسلطة التشريعية. وبما ان المظاهرات ليس لها قيادة ، سوى جماهير محتشدة على الطريق الدولي العام الذي يربط العراق بالاردن وسوريا و لا يريدون مقابلة اي مسؤول ، فقد ضربوا السيد صالح المطلك بالحجارة والرصاص ، ورفضوا مقابلة السيد سلام الزوبعي وغيره ممن يحاولون التوصل الى صيغة تفاهم معهم لحلحلة الامور وعدم جـر البلاد الى حرب اهلية لا يعرف لها قرار . لذلك نرى إن الهدف الخفي لبعض السياسيين ليس اطلاق سراح السجناء او اعادة الضباط السابقين الى الخدمة او احالتهم على التقاعد ، انما الامر هو اسقاط العملية السياسية برمتها والعودة بالعراق الى المربع الاول يوم كانت الطغمة الصدامية تحكم العراق بالحديد والنار . يريدون الاستعاضة عنها بطغمة مشابهة لها نفس الطعم واللون مع اختلاف الاسماء فقط . من بين الادلة على ذلك ما تفضل به السيد اياد علاوي الذي صرح لوكالة الانباء الالمانية قائلا : ( إن حـل مشكلات العراق لا يمكن اختزاله في إسقاط حكومة وتشكيل أخرى...) نستنتج من هذا التصريح ان المطلوب هو اكثر من تغيير الحكومة .... ! ؟ المطلوب هو القضاء على العملية السياسية ، وعلى بذور الديمقراطية التي ظهرت في العراق بعد رحيل النظام الصدامي ، لان الديمقراطية حتى بابسط اشكالها لا تسمح بتسلق الطغاة لسدة الحكم ، لذلك لا أمل للطغم الدكتاتورية والفئات المستبدة التي تريد العودة بالعراق الى عهد صدام سوى اسقاط العملية السياسية كي يحصلوا على فرصة العودة الى الحكم . اما ما يـتـشـدق به بعض السياسيين من ضرورة منع السيد المالكي من الترشيح الى دورة ثالثة او وجوب استقالته ، او استبداله باخر من التحالف الوطني ... الخ فما هو الا لعب على حبال السياسة ومحاولة ذر الرماد في عيون العراقيين من أجل عودة البعث بحلته الجديدة التي ربما ستكون اقسى من نسخته الصدامية البائدة . نحن لا نريد للمالكي ان يستمر حاكما للعراق لدورات متعددة ، ولا نريد لحزبه أن يهـيـمـن على مفاصل الحكومة ، فالشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية قـادر على ادارة دفـة الحكم والدولة بجدارة اذا ما اتيحت له الوسائل الديمقراطية ليمارس دوره في قيادة البلاد ، لذلك يتحتم على حكومة المالكي فـسـح المجال أمام الاحزاب والقوى الوطنية والتيار الديمقراطي والاحزاب العلمانية والشخصيات المستـقـلة للحصول على فرصة المشاركة في الهيئات الحكومية ومؤسسات الدولة العراقية ، وان لا تبقى الوزارات والهيئات المستـقـلة حكرا على عدد محدود من اتباع الاحزاب المعروفة وفق تقاسم الكعكة على اسس طائفية ومذهبية من أجل أن يتاح للقوى الوطنية التحرك بحرية أوسع خلال العملية الانتخابية القادمة كي تحقق موقعا مرموقا يسمح لها المشاركة في ادارة دفة الحكومة والبلاد وقيادتها نحو بـر السـلامة والامان . • رابط تصريح السيد اياد علاوي : http://wifaq.com/more.asp?NewsID=3966&catID=24&lang=arb
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة والمعارضة في الشارع بدلا من البرلمان
-
العراق يبحث عن حكماء ... في الليلة الظلماء
-
تظاهرات الانبار وما بعدها
-
أكثر من نصف مليون قارئ .. شكرا للحوار المتمدن
-
العراق في عام: أزمات وفضائح وضعف أداء ... ندوة راديو دجلة /
...
-
حماية العيساوي وحماية انديرا غاندي
-
معركة المركز والاقليم ... الحرب تبدأ في الرأس
-
استراتيجية التوتر في العراق
-
حوار مع الاديب افنان القاسم عن الشعر والموسيقى
-
استقالة رئيس وكالة CIA و الاستقامة الشخصية
-
البطاقة التموينية .. معضلة قابلة للحل
-
الكورد الفيليون وسط المثلث العراقي / الايراني واقليم كوردستا
...
-
المؤتمر الوطني و حكومة الاغلبية
-
امبراطورية البنك المركزي العراقي
-
جسور الحلم ... هنريك نوردبراندت شاعر الدنمرك
-
حكومة شراكة ، محاصصة ، أغلبية، حكومة....
-
هيئة النزاهة والفساد .. الرقعة صغيرة والشق كبير
-
أدب الكدية و بخل الحكومة والحكام
-
الفيلم الامريكي والعلاقة الملتبسة مع المسلمين
-
غلق النوادي الاجتماعية ببغداد في ضوء تجربة السويد
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|