أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالب محسن - علمانية أم قرآنية















المزيد.....

علمانية أم قرآنية


غالب محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقد الذات قبل نقد الوقائع / تأملات 44


على ضفاف الساحل الغربي ، وفي مدينة يتبوري السويدية ، أستضاف البيت الثقافي العراقي وبالتعاون مع جمعية المرأة العراقية والأي بي أف ليلة الأحد 12 كانون الثاني /يناير الرابطية والنصيرة الشيوعية السيدة هيفاء الأمين العضوة الجديدة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي للحديث عن واقع المرأة العراقية عموماً وبالخصوص منذ سقوط النظام وحتى الآن .

لست بصدد تقييم الأمسية لكن يمكن القول أن السيدة هيفاء تميزت بالبساطة التي تقترب من العفوية والتلقائية مما منح ، دون جهد مضاعف ، مصداقية في حديثها الذي لم ينقصه شجاعة في التعبير ، خصوصاً تعليقاتها على الوضع المأساوي الذي تعيشه المرأة العراقية منذ سقوط النظام المقبور وفي ظل ظروف أسلمة المجتمع بالكامل .

وقد توجهت السيدة هيفاء ، أم ريما ، للحاضرين بدعوتهم لتقديم المقترحات والأفكار لمساعدة الحزب في أيجاد أفضل السبل التي يمكن أن تساعده في تعبئة قدرات المرأة العراقية وأشراكها في الكفاح من أجل حقوقها . وفعلاً قدّم العديد من الحاضرين مداخلات وتعليقات أغنت الأمسية ، بدون صخب مفتعل ، بل منحت دفئاً رغم برودة الطقس . وما يهمني هنا هو التعليق على فكرة تردد صداها بين الحاضرين بمن فيهم السيدة هيفاء بل وكأنها ، الفكرة ، عبرت حدود المكان وتَخَفّْت في ثياب بعض المتحمسين .

مفاد هذه الفكرة أننا يجب أن نتعلم الدين الأسلامي (والقرآن كما ورد نصاً) وبذلك ، ومن خلاله ، نستطيع الوصول للجمهور . وعلينا ، كقوى شيوعية ، تحديداً ، التركيز على الجوانب الأيجابية في التعاليم الأسلامية وأعتمادها حججاً في مناقشة الجماهير وكسبها الى جانبنا . وأخذت النشوة البعض للدعوة أيضاً من أجل خوض مناظرات فكرية في الدين والفقه والشريعة الأسلامية ، ومنها نستطيع إيصال أفكارنا وسياستنا بما فيها قضايا الصراع الطبقي والعدالة الأجتماعية والديمقراطية والمساواة بين البشر الى أوسع القطاعات (الأضافة الأخيرة مني ).

ما أبسط هذه الفكرة ووضوحها وسهولة تقبلها . وهذا هو الأخطر فيها ! لكن بماذا سنقنع الجمهور الغير مسلم ؟ هل علينا ، أيضاً ، تعلم أناجيلهم وأسفارهم ومزاميرهم ؟ الحليم لا تفوته الأجابة .

من يعتقد بأمكانية خوض حوارات فكرية ، في الدين الأسلامي وتأريخه وتراثه بل وفي القران والشريعة والفقه ، والفوز بها إنما هو في وهم مطبق . فالحوار هنا قتال . ثم من يدلني على هؤلاء المفكرين عندنا من أمثال المرحوم فرج فودة ، نصر حامد أبو زيد أو سيد القمني ؟

أذن دعونا نبحث مع الدكتور زغلول النجار والداعية الأسلامي خالد الجندي وصحبهم عن الإعجازات العلمية والأجتماعية في القرآن (مع الأول) وتأويلات جديدة تتماشى مع روح العصر (مع الثاني) نتسلح بها لخوض الصراع الطبقي والسياسي. والدين الأسلامي وتأريخه (وهذا شئ لا يخفى على أحد ) ملئ بالقضايا والعبر والتجارب الإيجابية في محاربة الظلم والأستغلال والقهر والعبودية وحقوق المرأة بالذات وهذه هي ما ينبغي أن نسلح الرفاق والنساء بها قبل توجههم لساحات الوغى . وهكذا نستطيع كسب الجماهير الى صفوفنا فنحن نخاطبهم بلسانهم .

لكن عليّ الأعتراف ، وتكرار ، أن ليس في هذا شئ جديد تماماً . هكذا كان وما زال عمل الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى اليوم . وكان على الدوام يخاطب الجمهور حسب " مستواه " الفكري ، لو كان فلاحاً أو طالباً جامعياً ، وكان يستلهم الدروس والعبر والحكم من التراث الديني أيضاً . ليس هناك شئ جديد ، كما قلت ، لكن الحزب ما زال يعاني من أفتقار الجماهير . أليس هذا مدعاة للتساؤل على الأقل وهو أضعف الأيمان .

لم يقل أصحاب هذه الفكرة أن الصراع والقتال في التأريخ الأسلامي ، كما هو معروف حتى لطلبة المدارس الأبتدائية ، منذ بداية الدعوة وحتى يومنا هذا كان بالأساس ليس بين المسلمين وغيرهم بل بين المسلمين أنفسهم (أنظر كتب التأريخ أو في تأملاتي السابقة أو لنقل أنظر حواليك فحسب) .

لكن ، مرة أخرى ، أية مرجعية أو مدرسة فكرية أو أمامية ستتبع يا أخي المكافح ؟ فالمسلم المؤمن نفسه محتار!

ما معنى العلمانية والدولة المدنية والمواطنة وغيرها كثير من المصطلحات الشائعة هذه الأيام ليس بين العوام بل بين النخب السياسية والمثقفة عموماً بمن فيهم ممن ينتمي للأسلام السياسي؟ بأختصار ودون تنظير متعمد إنما تعني فصل الدين عن الدولة وهذه لا تعني سوى فصل الدين عن السياسة هكذا ببساطة وبدون حذلقة .

لكن ، مرة ثالثة ، أليست هذه الفكرة دعوة صريحة ومباشرة لأستغلال الدين في السياسة ؟

بالطبع يجري أحياناً خلط أو تجاهل متعمد للفرق من جهة بين أحترام المعتقدات الدينية (وغيرها) وحريتها والتي يضمنها الدستور ومن جهة أخرى بين أستغلال هذه لأغراض سياسية . لست مُعترِضاً أو شاكياً لو كان بين أعضاء ل م للحزب الشيوعي أو اية قوة ديمقراطية علمانية غيرها من هو حجي أو إمام أو فقيه أو قس ، فهذه تدخل ضمن الحرية الشخصية . بل ربما قلت أن هذه " ظاهرة " إيجابية وطبيعية ، بمعنى أن الحزب لا يقيم سياسته ولا بناءه التنظيمي على أساس المعتقدات الدينية أو الطائفية . لكن ينبغي الوضوح ، من جهة اخرى ، في أن الدعوة للدين والتثقيف به تتم في الجوامع والكنائس والحسينيات لا في الأجتماعات السياسية والحزبية . أكاد أشعر بعذابات ماركس وهو يتقلب في قبره .

لا ينقص القوى الديقراطية الشجاعة والجرأة ، فمن يعيش ظروف العراق الحالية لا تنقصه تلك الخصال ، لكن عليها أن تتحلى بالقدرة على التفكير الجديد ، وتمييز موقفها العلماني بدون مساومة ، قد ينفع ذلك بعد أن تأكدت العامة من تمام أنتشار وأنتصار الفساد والأستغلال والظلم والغش والخداع والنهب لكامل المجتمع ، ليس بعيداً عن استغلال الدين ، فهذا ربما يؤدي الى نتائج أفضل عندما لم تنفعنا عمامة السيد ولا التخفي تحت عباءته ، لا أن نتجه لتعلم القرآن والفقه وبالتالي الأنضمام لتلك الجوقة . أذا كان هذا هو الحال ، فلن يمر وقت طويل قبل أن نرى لدى القوى الديمقراطية مختصة الفقه وأصدار الفتاوى !

أن من بين أخطر المهمات التي تواجهها القوى الديمقراطية هي النضال من أجل بناء الدولة المدنية وإبعاد الدين عن مؤسسات الدولة بما فيها الدراسية والحرص على بقاءه ضمن حدود الحرية الشخصية والتثقيف بقيم المواطنة والحد من الطابع الديني المهيمن على المجتمع . أما تعلم ودراسة القرآن والتنظير له وأستغلاله كأحدى أدوات النضال فهذه مكانها الحزب الشيوعي الأسلامي العراقي .



#غالب_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوافرالخيول أعمق من حكمة العقول
- وجهةُ نَظَرْ، لتَحليلِ المُتبدأ والخَبَرْ ، في وَثائقِ المُؤ ...
- تأملاتٌ في حَيرةِ نَصير
- زيوه ، لم تُطفئ الشموع
- عندما يكون الحضور أكبر من الحدث
- أنصار و مهاجرين / جزء 4
- أنصار و مهاجرين / خروج 3
- مهاجرين وأنصار / خروج 2
- أنصار و مهاجرين / جزء 1
- تأملات في بيان الحزب الشيوعي حول الذكرى 78 لتأسيسه
- في ذكرى رحيل المناضلة نعمي أيوب رمو
- مرة أخرى مع أطيب التحيات للمؤتمر التاسع
- محنة العقل في التوحيد / جزء 2
- محنة العقل في التوحيد / جزء 1
- الدين ملجئ السياسة والثقاقة قبرها / جزء 3
- الدين ملجئ السياسة والثقاقة قبرها / جزء 2
- الدين ملجئ السياسة والثقاقة قبرها / جزء 1
- صوتُ هناء ، جلجلَ في السماء / تأملات 25
- مقدمة في نقد تأويل التأويل / جزء 4
- مقدمة في نقد تأويل التأويل // جزء 3


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالب محسن - علمانية أم قرآنية