أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !














المزيد.....

الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحمد لله ...خسر المنتخب العراقي مباراته في نهائي بطولة كاس الخليج العربي امام نظيره الاماراتي الشقيق اليوم السبت في مباراة كانت نتيجتها معقولة ومنطقية في قوانين الالعاب الرياضية كـ" كرة القدم" التي لايخرج الفريق من اي مبارة بعدها الا فائزاً او خاسراً خصوصا في مباراة نهائي بطولة ما او في نصف النهائي او اي مباراة اخرى تتطلب ان يخرج منها فائزا واحد.
ربنا لك الحمد والشكر على هذه الخسارة...اذ لم يتبع هذه المباراة احتفال صاخب وهستيري لبعض المستهترين من ابناء هذا الوطن الذي تورط بهم، ممن يعبرون عن فرحهم ويجسدون سرورهم الشخصي بطرق همجية تؤدي الى اثارة استياء الاخرين، هذا اذا لم تلحق الضرر والاذى الجسدي المباشر بمن يقعون ضحية لعياراتهم النارية التي يطلقوها في سماء بغداد، وفي بعض الاحيان امام مرأى ومسمع رجال الامن العراقي.
مايدعوني لشكر الله على هذه الخسارة والخروج من البطولة هو شعور واعي واحساس عقلاني يشاركني فيه الكثير ممن أمسوا غير قادرين على احتمال الممارسات الجنونية التي يقوم بها بعض من المراهقين ممن يطلقون العيارات النارية عقب كل انتصار للمنتخب العراقي في البطولات المهمة. وهو فعل سلبي وُمنكر ومُدان لم تستطع، لكل أسف، وسائل الضبط الاجتماعية السيطرة عليه والحد منه ووأده.
هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع العراقي، فالتاريخ الحديث ولن اعود للقديم والسحيق منه، يخبرنا بان العراقيين كانوا يحتفلون بهذه الطريقة في زمن النظام السابق الذي حول العراق الى ساحة للحرب والسلاح ودمر شخصية الانسان عبر حروبه العبثية ومغامراته الصبيانية التي سحقت الانسان في داخل الانسان العراقي واوصلته الى هذه الحالة المزرية التي يعيشها بعض من مواطنيه.
وقد اطلت هذه الظاهرة براسها عدة مرات واخرها ماحدث بعد الفوز الاخير على المنتخب البحريني في بطولة كأس الخليج، اذ قام العديد من المواطنين العراقيين باطلاق النيران من اسلحتهم الخاصة في شوارع بغداد وبصورة عشوائية مما تسبب في جرح واصابة العديد من المواطنين الابرياء في الشوارع، واستقبلت بعدها بعض المستشفيات، كما نقل بعض شهود العيان ، الكثير من الجرحى والمصابين المدنيين.
ولايقتصر تاثير مايحدث على اصابة بعض المواطنين بالاطلاقات النارية، او الترويع الذي يحصل في المجتمع من جراء هذا العمل، بل يمتد الامر الى ابعد من ذلك على مستوى المستقبل الآتي ، اذ سوف يؤدي هذا التصرف الى خلق بيئة تزخر بالعنف وثقافة هي اقرب الى العدوانية منها الى السلام، وحينها لن يستقر مجتمع تنمو فيه هذه الظاهرة ولن تجد مواطنيه ينعمون بالامان .
وعلى الرغم من تحذير مكتب القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الاجراءات القانوينة الرادعة بحق من يفعل ذلك، الا ان هذا التحذير لم يمنع من يطلق النيران عن القيام بذلك فاستمر في غيّه وفي تجاهله الصارخ للقانون والاخلاق وسط دهشة وتعجب العديد من الاهالي والمواطنين الابرياء ممن ساءهم بشدة هذا التصرف الذي وصفوه بالمجنون والمتهور والارهابي ايضاً.
الباحثون والاكاديميون المختصون الذي أثارتهم الشخصية العراقية لم يتعرضوا بالتفصيل للاسباب التي تقف وراء هذا السلوك الــ" عدواني...الهمجي...اللانساني..الارعن" بل اكتفوا بدراسة وبحث صفات معينة فيها لاتتعلق بهذا الصفة التي اصبحت طاغية عليهم مع انني لست مع من يزعم وجود صفات وخصائص عامة يمكن ان تنطبق على جميع افراد شعب ما، متفقا في ذلك مع البرفسور قاسم حسين صالح رئيس الجمعية النفسية العراقية الذي يقول " انه ليس من الصحيح علميا وعمليا القول بوجود شخصية عراقية نموذجية او منوالية تمثل المجتمع العراقي، بمعنى انك اذا حللتها يمكن تعميم نتائجها على العراقيين جميعا" بطريقة مشابهة لتحليل قطرة من دم انسان لتعمم النتيجة على دمه كله وانت مطمئن".
ولكن ماذا يعني ذلك ؟ وكيف يمكن تفسير هذا السلوك وفقا لـ"علم نفس الشخصية" او لــ"علم الاجتماع" ؟ هل يعني ان المواطن العراقي ممن يطلق النار في الهواء قد استمرئ هذه الحالة العدوانية واصبحت تشكل لديه صفة من صفاته التي يحملها ؟ ام ان الظروف الاجتماعية التي عاشها والحروب التي خاضها جعلته عدوانيا بطبعه هجميا بتصرفاته فوضويا بسلوكه لايكترث بالاخرين ولاتعني له معاناتهم ومايمرون به؟.
الانكى من ذلك ان احتفال المواطنين في العراق بانتصارات المنتخب الوطني تأتي في ظل ظروف وتحديات امنية صعبة في بيئة يترقب فيها الارهابيون الجبناء اي هدف او تجمع سكاني من اجل استهدافه مما تقتضي منهم توخي الحذر واليقظة مع ادراكي ويقيني ان الكلمات والتحذيرات لاتجدي نفعا ولاتجد اذان صاغية في التجمعات اللاعقلانية للمبتهجين بالنصر الذين ارى فيهم جمهورا نفسيا غير خاضع للتفكير الهادئ المنفرد كما أكد ذلك غوستاف لوبون في كتابه "علم نفس الجماهير" الصادر 1895.
وهكذا حفظت هذه الخسارة الرياضية ارواح المواطنين واجسادهم من الوقوع ضحية لاعيرة المبتهجين بالانتصار ممن لم يردعهم سلطة القانون الحكومي وتحذيراته المستمرة ولا مبادئ الضمير الانساني الذي من المفترض انها موجودة لديهم والذي ارتاب، بصراحة وبشدة، امام الادعاء القائل ان هؤلاء يمتلكون ذرة من ضمير وهو يقومون بعملهم الطائش المتهور.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !
- إبادة عائلة عراقية !
- رجل غادر أم إمرأة خائنة !
- الامانة من حصة المجلس الاعلى !
- تناقضات أصحاب عبارة - الا رسول الله- !
- مقالات بحثية / الجزء الرابع- الفرق بين الحب والشهوة !
- وما علاقة السفارة البريطانية بالفلم المسيء ؟
- عالي نصيف..-مهلا - مع الاخوة في الكويت!
- الكذب والغش والسرقة!
- ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !
- ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !
- مقالات بحثية..الجزء الثاني..علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة !


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !