أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - عذرا أيتها الالهة














المزيد.....

عذرا أيتها الالهة


حسين الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 08:04
المحور: المجتمع المدني
    


شهرزاد لم تمت مادامت الارض حبلى بالحكايات , ودجلة لم يجف مادامت السماء تمطر دموعا على اخربة السلاطين , هكذا رايته لكنه لم يراني هذه المرة .. كان مشغولا بغير عادته بجبابة المال من جيوش الفاتحين التي تعسكر في كل مكان ..
جباته يجولون الشوارع ويتسللون بين دفاتر الاطفال , ويختبئون تحت جلباب قاضي القضاة , واخيرا عزلوا خازن بيت المال بعد ان فاحت رائحة الفساد وعادوا من جديد للعبة القط والفأر ليكسبوا رضى الجباة ...
كنت عندما اشاهد جيوش المشاة وقنوات السلاطين الناطقة باسم الالهة وكتائب المخدرين مغناطيسيا تحت منابر الوعاظ ,اسرح بخيالي الى وطن يدار كذبا باسم الله, لكن اليوم وبعد ثلاثة اسابيع عشتها بين جيش الجباة اكتشفت ان كل ماحدث كان بفعل سلاطين المال.

فالمجتمع العراقي اليوم يمر في مرحلة تحول فوضوية من شانها تقوية الطبقية في المجتمع والفوضية تكمن في ان فرصة القفز من طبقة الى اخرى اعلى منها (متاحة للجميع) ففي المجتمعات الطبقية نلاحظ توازن وحالة ثبات لطبقات المجتمع والقفز فيها مرتبط بالجهد الطبيعي ضمن اطار القانون , لكن في عراق اليوم التحولات سريعة وغير مدروسة بالمرة , فاي موظف بسيط ممكن ان يقفز الى الطبقة الغنية عن طريق استغلال المنصب !! وممكن للعامل الأمي ان يقفز للطبقة المتوسطة بقدرة الاحزاب القادرة والمحاصصة ..
المال اليوم يتسيد المجالس والثرثرات العامة تدور حول مئة متر مربع وسيارة حديثة وجهاز نقال ذكي , واحيانا نسمع عن ارقام تعادل ميزانيات دول صغيرة وعن رجال لايكتفون بزوجة واحدة بعد مافتحت لهم خزائن السماء .. وعن شباب يتفاخرون بمعاشرة الزوجات .. وفي خضم فوضى المال تختفي الالهة ويقتل القانون ويضيع الانسان.
الشعب ابعد مايكون عن طريق الله , وكل مانراه من مظاهر الأسلمة وجيوش المشاة وتلك الرثائيات ماهي الا ركوب لموجة المال , فسادة المال يتسترون بالدين والمذهب وما على الجباة الا تقديم فروض الطاعة باشاعة مظاهر التدين تقربا لحماة بيت المال .. ولو كان الحماة بوذيون لشهدت شوارع بغداد تمثالا لبوذا في كل حارة وزقاق ..

بالتاكيد الشحن الطائفي هو الغاز الذي يملأ تلك الفقاعة الدينية ويزيد من تمسك الافراد بمظاهر الأسلمة والرزخون والتراث, لكن في واقع الامر ان هذا الشعب نفسه تواق للحياة ويعشق الطرب وينتشي بسكرة الخمر وعطر النساء ..
شخصيا ارى ان رغم كل تلك السلبيات ورغم قرف الطبقية وحديث السلطة والمال وضياع الانسان بين فوضى جمع الثروة والجاه وبعد عشرة اعوام من التغيير لم يمت هذا الجسد بعد ..
واننا قد خرجنا من الاستاتيكية اي ( الركود) الذي كنا نعيشه ايام الدكتاتور ونجحنا بالوصول للديناميكية رغم تقلباتنا السلبية لكن العراق اليوم ساحة مفتوحة للتغيير وهذا جل مايمكن ان نمني به انفسنا على الاقل في الاعوام القريبة القادمة والتي ستكون بالتاكيد حبلى بالاحداث والصراعات ..



#حسين_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتكار المقدس ..
- أعلويون نحن أم أمويون ... ؟؟؟
- الغرور الفكري .. لماذا ؟
- الحسين بين الميثولوجيا والواقع ..
- وهم اليقين ..
- الدونية الفكرية .. لماذا؟
- الصمم الفكري
- التنوع والاختلاف ...
- التنوع والاختلاف ....
- بين الانسان وربه ...
- لقد وقعنا في الفخ ..
- في البدأ كان الانسان ..
- الموروث وانعكاسه على جمود المجتمعات الشرق اوسطية
- مفهوم المظاهرات المدنية بين النظرية والممارسة .. قراءة للواق ...
- العراق.. بين البداوة والمدنية
- الامة العراقية بين صراع الاباء والابناء
- الانسان العراقي بين مفهوم الامة والايدلوجية ....
- بيان صادر عن شباب الأمة العراقية حول حملة (الأمة العراقية .. ...
- هل ستحرر ساحة التحرير الشعب ؟؟ ام ان الشعب من سيستعبدها .. ؟ ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين الصالح - عذرا أيتها الالهة