أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد كاظم غلوم - مغامرةٌ أخيرة














المزيد.....

مغامرةٌ أخيرة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 18:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


مغامرة أخيرة

اعتزال المصوّر الصحفي البريطاني (دون ماكولين) العمل الصحفي كمصوّر مغامر عاش وسط اتون الحروب بعد عمرٍ طويل قضاه بين النيران المشتعلة في المناطق الساخنة لم يمنعه من شدّ رحاله الى سوريا قاصدا مدينة الالام "حلب " الشهباء سابقا والغبراء حاليا
ورغم شيخوخته وجسمه المنهك بعد عناء طويل قضاه في سوح الحروب حيث خدم في السلطة الرابعة سنوات طوال مصورا بارعا دقيق الملاحظة والاختيار؛ فقد عزم هذا الرجل على ان يكون وسط نيران القنّاصة في احياء وشوارع حلب محاولا التقاط مايمكنه من صور ونقل مشاهد الحرب لما يجري هناك من معارك بين قوى المعارضة وجيش بشار الاسد وشبيحته وأتباعه ممن بقي في هذه المدينة ولم يرحلوا صوب الحدود التركية هاربين ، طالبين اللجوء
ترى ما الذي يريد ان يُظهره هذا المصور الصحفي الانجليزي الذي اعتزل عمله قبل تسع سنوات بعد ان بلغ من العمر سبعة وسبعين عاما؟؟!!
رغم عصر" الفوتوشوب" وقلب الحقائق واللعب على الانظار فقد اثبت هذا الرجل للعالم بان الصورة مازالت "لاتكذب" فقد قال في تصريحاته خلال مغامرته الاخيرة هناك انه لم تكن امامه اية ادلّة مقنعة على حقيقة مايجري ولهذا قرر بمحض ارادته ان يخوض مغامرته الاخيرة ويذهب الى هناك وحده ليسجل ويلتقط بكامرته الصادقة المشاهد كما رآها بدون رتوش او اضافات او عمليات لقلب الصورة كما تفعل بعض وسائل الاعلام المغرضة فكلّ هدفه ان يُظهر للعالم حجم الخسائر البشرية التي سببها الصراع العنيف الدائر في سوريا ، اما الخسائر الماديّة فلا تعنيه ابدا وفقا لتصوّراته وآرائه
وبعد عودته الى بريطانيا ارانا من خلال كامرته العجب العجاب حيث برع في تصوير مجموعة من الاطفال يتدافعون للحصول على الماء— نعم الماء ولاشيء غير الماء— فهذا العجوز المثابر لايأبه للدمار الذي يحلّ بالابنية والشوارع والمخازن وغيرها بقدر مايهمه ابراز الجانب الانساني قبل كل شيء والتركيز تماما على الجموع البشرية وهي تتنازع مع الحياة بكل قساوتها وفي ظروف غاية في الصعوبة
التقطت كامرته اشلاء المصابين التي تناثرت في اروقة وعنابر المستشفيات ورصدت كيف تموت عوائل وتلقى حتفها حتى داخل بيوتها بفعل القذائف والصواريخ فهذا الكبير الهرِم رغم عجزه عن الركض والتخفي عن مكمن النيران كان لايبالي بمصيره امام ذلك الكم الهائل من الرصاص ويكتفي بسترته الواقية التي تحميه من النار الطائشة حيث كان هدفا سهلا وسط هذا الخضم الهائل من الأزيز المنبعث من القناصة ومع كل تلك المغامرة ؛ الا انه يقلل من اهمية وجوده هناك ويصف نفسه بانه مجرد حمامة زاجلة تنقل رسالة صادقة المحتوى الى العالم عمّا يدور هناك
وقد رصدت عيونه الرقيبة حال الناس وحاجتها الماسة الى المساعدات الغذائية والطبية وعاب كثيرا على الغرب نظراً لقلّة المساعدات وانعدامها في بعض الاحيان فالطريق مقفر من اية قوافل للمعونات كي تصل الى حلب والتعهدات التي قطعها الغرب لتغطية حاجات الناس ذهبت ادراج الرياح فلا مساعدات طبية ولا أغذية سوى النزر اليسير الذي لايشبع بطنا انهكها الجوع ولاتطبب جرحا عميقا واسعا
ويجدر ان نذكر ان السيد/ ماكولين تعرّض كثيرا الى الأذى في اوقات سابقة خلال عمله مصوّرا حربيا فقد صوّر مناطق النزاعات العسكرية في كل من افريقيا وجنوب شرقي اسيا خلال الستينات والسبعينات من القرن المنصرم وعاش في لبنان ايام الحرب الاهلية وقد اصيب مرّة بشظايا قنبلة هاون كما تعرّض للعمى المؤقت نتيجة تعرّضه لغاز(سي أس) كما زار العراق اثناء الغزو الاميركي عام/2003 بعدها عاد اخيرا الى بلاده معتزلا عمله الا ان الظروف السياسية العاصفة في سوريا حفّزته على خوض مغامرته الاخيرة هذه حيث بقي في حلب لاكثر من اسبوع قدّم لنا مشاهد مروّعة عمّا يجري هناك ليختم حياته الصحفية بتلك المغامرة العنيفة في "خرائب" حلب بعد ان كانت مرابع للخير والجمال والبهاء

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -
- قصيدةٌ بعنوان - شهقاتٌ ساخنةٌ من شراسة النار -
- مام - خوسيه - الرئيس الزاهد
- لا عوافي للطائفي
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ
- الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية
- مضْغةٌ من حنين
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي
- هكذا يفضحون الفاسدين
- فصلٌ مُتهتِّك في - الهوى -
- يدي في الكتاب ورِجْلي في الرِّكاب
- تجارب صحفية جريئة خلاّقة
- لحْسُ الكوعِ...وأشياءٌ أخرى


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد كاظم غلوم - مغامرةٌ أخيرة