|
القوى الديمقراطية بين الأزمات السياسية والتحضير للأنتخابات
صبحي مبارك مال الله
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 17:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القوى الديمقراطية بين الأزمات السياسية والتحضير للأنتخابات تواجه البلاد الآن أزمة سياسية عاصفة وخطيرة ولهذا لابدَ أن يكون هناك موقف للقوى الديمقراطية منها وهذا الموقف يأتي حالياً من خلال التيار الديمقراطي العراقي بأحزابه ومنظمات المجتمع المدني وشخصياته الديمقراطية ، حيث تمَ تشخيص الأسباب العديدة التي أدت الى هذا التصعيد في الوضع السياسي وما آلت أليه الحياة السياسية وأعطى بديلاً عن ذلك الحلول الناجعة ومنذُ أنطلاقه في 22/10/2011 وقد بين التيار أن النظام الطائفي والمحاصصي والتعصب القومي والمذهبي المتبع هو أساس الأزمات ، وأن الكتل السياسية الكبيرة والمتنفذة قد حصرت نشاطها في الأستحواذ على السلطة بكل مغرياتها والأستئثار بالمناصب الكبيرة والمتفرعة منها مع أتباع أسلوب (هذا لك وهذا لي )بدون النظر الى مصلحة الشعب الحقيقية . تعاني العملية السياسية من أوضاع سياسية معقدة بحيث أدى ذلك الى الأبتعاد عن الحوار والذهاب الى الأحتراب والصراع السياسي بين أطرافها ، وسط تفاقم الكثير من المشاكل وتعطيل دور المؤسسات الدستورية وخصوصاً البرلمان ، وتحول الأمر الى الخلافات الشخصية ، وأن مايجري الآن من أستعصاء وخلافات مزمنة لايبني دولة مستقرة سياسياً وأقتصادياً وثقافياً . ولهذا يقع على عاتق قوى الشعب الديمقراطية الواعية ، مسؤولية كبيرة ليكون لها دور واضح في الساحة السياسية العراقية ، وتقديم الحلول ذات الدعم الجماهيري ، أن هذه القوى هي حاملة مشروع الدولة المدنية الديمقراطية ، كما جاء في برامجها ولكي يكون الحل من خلال الشعب فلابدَ للتحرك على أن يكون على نطاق واسع ومتميز ورفع شعارات مقبولة تمس مطاليب الشعب ، وأن يكون لها دور فعَال ورأي فيما يجري في البلاد من تداعيات للأزمات السياسية المتراكمة وليس فقط الأكتفاء بالنقد ولهذا أذا كانت هناك مظاهرات خرجت لأجل مطاليب شعبية مشروعة أو لأجل تأييد الحكومة ، فضروري يكون هناك موقف واضح ضمن هذه المظاهرات المطلبية والمؤيدة لقوى الشعب الديمقراطية . صحيح أن زخم التوجهات الدينية السياسية أصبحت في الصدارة ولفَت حولها جماهير واسعة بتأثير العاطفة والتعصب الديني ألا أن ذلك لايمنع من العمل على التوعية السياسية لأدراك ما يجري كما أن التوضيح بأن الدولة الدينية السياسية لاتلبي مطاليب الشعب نحو التقدم بل بالعكس تكرس الأنقسام والفِرقة غير المرغوب فيهما . أن العمل عل المستوى الجماهيري جنباً الى جنب العمل الأعلامي سوف يعطي ثماره ، ويؤسس قاعدة جماهيرية أجتماعية للقوى الديمقراطية بكافة تسمياتها ، ويوضح الملامح الجديدة للدولة المدنية المطلوب تحقيقها عبر الوسائل السلمية الدستورية . أن الحالة المؤلمة التي يظهر بها المشهد السياسي العراقي بعد مرور سنين من سقوط النظام ، ستكون مدعاة للأحباط وموضع أستهداف من قبل القوى الظلامية التي عبثت ولازالت تعبث بأمن وأستقرار العراق ، كما ستنتعش الآمال التي يحلم بها بقايا النظام السابق ومنها العودة الى حكم العراق من جديد عبر أنقلابات دموية مع أسناد أجنبي –أقليمي وهذا يعتبر حلم جديد من أحلام تلك القوى التي أذاقت الشعب الأمرَين . أن القوى الديمقراطية مطالبة أكثر من أي وقت مضىى بالعمل بجديَة ورفع الصوت عالياً ليكون مسموعاً من الجميع مع الضغط المستمر بأتجاه الحل للأزمات مستفيدة من كل الشخصيات المؤمنة بالوطنية العراقية وبوحدة الشعب ، كذلك القوى الديمقراطية الكردية مطالبة للوقوف بقوة بجانب التيار الديمقراطي وقواه المؤتلفة لكي يتكون زخم مؤثر في العمل السياسي القادم . كما أن مكونات شعبنا الأخرى الدينية والقومية مطالبة أيضاً ، بوضع مصلحة الشعب والوطن فوق أي أعتبار ودعم الزخم الديمقراطي لأجل الجميع بما فيهم هذه المكونات التي لايمكن أن تتمتع بحقوقها ألا من خلال بناء الدولة المدنية الديمقراطية . من المهام الأخرى الملقاة على عاتق القوى الديمقراطية هو الأستعداد الجيد لخوض الأنتخابات القادمة في 20 نيسان 2013 والخاصة بأنتخابات مجالس المحاففظات والأقضية والنواحي . ونظرة سريعة الى أسماء الكيانات والأئتلافات المسجلة والتي ستشارك في هذه الأنتخابات ، نجدها هي نفسها بأستثناء التغيير في قوامها مع أصطفافات جديدة كما نجد مسميات جديدة وتحالفات ومنها من سيدخل لوحده ونعتقد أن الأوضاع السياسية الأخيرة قد شجعت على الأئتلافات الجديدة تحسباً لما سيحصل مستقبلاً . أن نتائج الأنتخابات ستكون مؤشرللأنتخابات النيابية القادمة في 2014 والسؤال الآن كيف ستكون أستجابة الشارع العراقي للمشاركة في هذه الأنتخابات ؟ من الواضح أن القوى السياسية التي فازت سواء في الأنخابات النيابية أو في أنتخابات مجالس المحافظات لم تحقق شيئ من وعودها بنظر جماهير الشعب وأن هناك عدم رضى عن اداء مجالس المحافظات وأداء الحكومة أو البرلمان وأن الشعارات الطائفية والدينية لم تجدِ نفعاً مع الواقع الذي لم يتغير سواء على صعيد الخدمات أو على الصعيد الأمني والأقتصادي كما أن الأزمات السياسية المتراكمة وتداعياتها سوف يكون لها تأثير على الناخب العراقي . أن مخاطبة الجماهير الصامتة ،والتي لاتريد المشاركة في الأنتخابات أو التي لم تحدد موقفهابعد ، من قبل القوى الديمقراطية سيكون له الأثر الجيد في النتائج لأن مخاطبة النلس ودفعهم للمشاركة مع أتباع أساليب الأقناع والتثقيف ودق الأبواب وشرح برنامج التيار والقوى المتحالفة معه عبر وسائل جديدة من الدعاية والآعلام سيحقق نتائج أيجابية . أن تيار القوى الديمقراطية سيكون أحد المنافسين الأقوياء فيما أذا أُحسنت أدارة المشاركة لأنه يمتلك تأريخ سياسي طويل وبرنامج مدني ديمقراطي يؤكد على الوحدة والهوية الوطنية ، برنامج يضع مصلحة الشعب والوطن فوق أي أعتبار . أن من متطلبات نجاح الأنتخابات هو المراقبة وعدم السماح بالتزوير من خلال وكلاء الكيانات السياسية ووجود منظمات مجتمع مدني تراقب سير الأنتخابات . والمتوقع هو حدوث مخالفات ومنها التزوير وتوزيع المال السياسي لغرض شراء الأصوات ، وأستغلال غياب الوعي السياسي بالأضافة الى أنتشار الأميَة . أن أستخدام الرموز الدينية ووضع الصور التي تلامس المشاعر والعواطف الدينية يعتبر من المعوقات أمام أجراء أنتخابات سليمة ونزيهة . اما السلطة التنفيذية فعليها تنفيذ قانون الأنتخابات وتوفير كافة المستلزمات الأمنية والأجواء الهادئة والتقيد بالتعليمات التي تحرم الدعاية في يوم الأنتخابات ، كما أن تجاوزات قد تحصل في معظم المحافظات ومنها التهديد والوعيد لمن لاينتخب قائمة معينة كل هذه معوقات أضافة الى الأمكانيات المالية والأدارية والفنية التي تمتلكها الكتل الكبيرة المتنفذة ولكن هذا لايمنع من العمل المثابر مع الثقة العالية ولا يجوز الأستسلام مسبقاً ووضع صورة قاتمة سلبية عن النتائج بحيث تهبط العزائم ومن ثمَ يصاب الجسم الأنتخابي بالرخاوة مما يمنع المشاركة . ما هي قوى التيار الديمقراطي الآن وماهي تحالفاته ؟ قوى التيار الديمقراطي السياسية هي :- 1- الحزب الشيوعي العراقي 2- الحزب الوطني الديمقراطي 3- الحزب الوطني الديمقراطي الأول 4- حزب العمل الوطني 5- حزب الأمة العراقية والعديد من الشخصيات السياسية والأكاديمة والثقافية لاالديمقراطية . كما أشارت الأخبار وعلى لسان منسق التيار المناوب العام د.أحمد أبراهيم ، بأن التيار الديمقراطي أئتلف بقواه السياسية وشخصياته مع أئتلاف العمل والأنقاذ الوطني وحزب الشعب والحركة الأشتراكية العربية ولهذا أصبحت كتلة مؤتلفة معروفة تأريخياً بتوجهاتها الديمقراطية المدنية . وعند النظر الى الخارطة الأنتخابية الخاصة بالقوى الديمقراطية نجد الأئتلاف الأنتخابي موجود في أغلب المحافظات وتحت تسميات ملائمة مع واقع كل محافظة وسوف تدخل الأنتخابات تحت هذه المسميات وهي كالآتي :- 1- بغداد / تحالف العدالة والديمقراطية في العراق 2-ذي قار/ التحالف المدني الديمقراطي 3-الأنبار / عابرون 4-بابل / تحالف بابل المدني 5- البصرة / تحالف البصرة المدني 6- المثنى / تحالف التغييروالبناء 7- ميسان/ تحالف ميسان المدني 8- واسط / التحالف المدني الديمقراطي 9- النجف / تحالف النجف المدني 10- الديوانية / تحالف الديوانية المدني 11-صلاح الدين / العدالة والديمقراطية في صلاح الدين 12-ديالى / التيار الديمقراطي دخل في قائمة التآخي والتعايش 13 – نينوى / لم يتوضح نوع التحالف من أهم أهداف هذه التحالفات :- 1- بناء الدولة المدنية الديمقراطية 2- تحقيق العدالة الأجتماعية 3- ضمان حرية التعبير وحرية الأعلام . أشارت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات أن عدد المشاركين المرشحين لأنتخابات مجالس المحافظات 8275 مرشح عدد الأئتلافات والكيانات السياسية المشاركة 139 كيان وأئتلاف منها 50 أئتلاف و89كيان سياسي . ولهذا سيواجه التياروالقوى الديمقراطية منافسة شديدة ، ضمن ظروف وأجواءتُنبأ بأخطار الأنقسام وتصعيد المواقف على خلفية أستعصاء حل الأزمات السياسية وتراكمها .
#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عام 2013 والفرح المؤجل
-
التعديل الرابع للقانونرقم 36 لسنة 2008 المعدل
-
ماذا بعد بيان السيد الرئيس ؟!
-
أحداث ساخنة وبرود حكومي !
-
نقد في نقد المشروع الديمقراطي
-
ماذا يجري حول أنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ؟!
-
الأنتخابات الأمريكية والأوضاع السياسية في المنطقة العربية وا
...
-
قرار المحكمة الأتحادية العليا وأشكالية التطبيق !
-
الحكومة بين الغالبية السياسية والشراكة الوطنية
-
هل هناك حل عند السيد الرئيس ؟!
-
مشروع قانون البُنى التحتية والخلافات بين الكتل السياسية !
-
المحاصصة والطائفية والبناء الديمقراطي
-
حقوق الأنسان في العراق الى أين ؟!
-
أول الغيث قطرٌ ثمَ ينهمرُ !!
-
حركة دول عدم الأنحياز والأزمات المتراكمة !
-
مستقبل العراق والصراع السياسي في مفترق طرق
-
الأصرار على مصادرة الأصوات يعني الأصرار على مصادرة الرأي الآ
...
-
أدارة الأزمة السياسية في العراق !
-
التيار الديمقراطي وآ فاق المستقبل !
-
على طريق التحول الديمقراطي
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|