عادل سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 15:28
المحور:
الادب والفن
انّهم يبالغون
بل يكذبون
و كالات الأنباء
و الأعداء
بل و حتّى بعض الأصدقاء
لَم يتغيّر شيء
كلُّ شيءٍ في مكانهِ
فالنهر مازالَ جارياً كما كان قبلَ آلاف
و الجسرُ القديم الحاني فوقهُ
نعم كان قديما ، و لكنهُ مازال قديما
لم يتغيّر شيء
و الصيدليةُ بدعاية الأسبرين نفسُها
و مدرستهُ التي كانت
و فطور الخبز مع الشاي
و المعلمُ السمينُ و عصاه
ليس ضرورياً ذكر الفضائِحِ هُنا
و لكن هاهيَ المقهى نفسها
المقهى الّتي فقدَت نصفَ كراسيِّها
في معاركِ الشيوعيين و البعثيين
و هاهو شُباك بنت الحسن
حيثُ كان صديقهُ الرسّامُ
يصطادُ ليلا النقود الّتي ترمى فيه
بعصاً في رأسِها قيرٌ
نعم .. قلنا بدون فضائح
وهذا .. هذا مبنى الأمن يا ناس
فياما الإعتقالُ و التعذيب
و لكن هل هو مُبهج تذكّر .. لنترك النكد
حتّى الشبّاك
الشباكُ الذي كانت السمراءُ ترمي منه منديلَ وَرقٍ
كلما مرَّ تحتهُ في طريقِهِ الى المدرسة
وهذه شجرة اليوكالبتوس المجاورة للمستشفى القديم
المستشفى الذي كان يُواعدُ فيهِ
لكن لنترك الخصوصيات
و حتى الناس
الناس!؟
مالنا و الناس
ما الذي قد تغيّرَ اذن !؟
كم يكذبون
وكالاتُ الأنباء
و الأعداءُ
و حتى بعض الأًصدقاء
قُلتَ الناس
الناس!؟
على ايّةِ حالٍ
لم يتغيَّر شيءٌ
بالنسبة للعائد بعدَ ثلاثينَ عاماً
فقط امرٌ واحد
لم يجدهُ
واحدٌ - اذا تغاضينا عن المُهَوّلين - فقط
فقط
واحد
وهو انه لم يجد
لم يجد
...
...
وطنَه
*شاعر عراقي مقيم في النرويج
#عادل_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟