محمد حسين عبدالعزيز محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 09:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قراءه في آيه (2)
إستكمالا لسلسة تناقضات كتاب المسلمين المُقدس, نستعرض في هذا المقال أكثر من آيه وَرَدَ ذكرهم في سِور مختلفه من سِور القرآن , ولا يظن القاريء بأنه علي إختلاف أماكن تواجدهم, أنه يوجد خلاف بينهم في الموضوع المُتناول. إنها آيات إختلفت في الموضع ولكنها إتفقت في التناول ( أوهكذا يظن الصلاعمه)
ونبدأ بالآيه التي ٌبنيت عليها فكرة هذا المقال وهي رقم -18 من سورة ق- وفيها يقول ربُ المسلمين علي لسان البدوي صاحب الرساله المزعومه " ما يَلفُظٌُ مِن قَولٍ إِلا لَديهِ رَقٍيبُ عَتيدٌ... ( لاحظ اليقين والتوكيد في العلم والحصر- الكلي الشامل- كما يقولون " يعني مش بيفوت هفوه")
( الساده القراء عذرا إن إستخدمت لفظ عامي)
آيه أخري من آيات القرآن يقول فيها رب المسلمين " يَعلًمُ خَائنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصٌدٌوُر"- ويظهر هنا من معني الآيه الجلي بأن من يعلم -هو الله- ذاك الكيان الذي يؤمن المسلمون بأنه يقبع في الأعالي. حيث يتحكم بريموت كنترول- لا تسألني عن حجمه, شكله, ميكانيزم عمله, مما يخوله أن يدير شئون العباد في كل أرجاء البسيطه من موت, رزق, أجل, سعاده,شقاء, حتي الخراء.
وأخيرا مع الآيه وفيها يقول ربُ المسلمين علي لسان نبيه البصمجي "ورَبٌكَ يًعلًمُ مَا تٌكٍنُ صٌدٌوُرَهُم وما يٌعلٍنُوُن"
الشاهد من ذكر تلك الآيات هي أنها أجمعت بما لايدع مجالا لتأويل أو إختلاف في تفسير بأن رب المسلمين علي درايه كامله بكل شاردة ووارده, خافية وظاهره من تصرفات عباده المسلم منهم, الكافر, البوذي, المجوسي, الملحد, الزرادشتي, الخ علي إعتبار بأنه العلم الشامل الكامل وأنه كما قال القرآن أيضا " أحاط بٍكٌلٍ شًيئٍ علما".
والإشكال هنا "(إذا كان الله يمتلك تلك القدره المعرفيه المتكامله, ما حاجته في أن يُعين علي كتف كل عبد من عباده إثنان من ملائكته يعدون عليه الشارده والوارده, ثم يحصونها في كتاب, بناء عليه يتم حساب العبد يوم القيامه ليُري إن كان من أهل الخلد والنعيم ,أم من أهل البؤس والجحيم").
وبإستخدام المنطق الأبيكورسي ( نسبة للفيلسوف أبيكورس) نستنتج ما يلي.
أولا:
هل الله يحتاج إلي من يساعده في إنهاء عمله؟؟!! إذا فهو ليس مطلق القدره ولا متناهي الإمكانيات!!!
ثانيا:
هل الله يعتريه ما يعتري البشر من سقط ومن نسيان؟؟ بحيث يحتاج إلي عمل مادي مكتوب يشبه الدليل الجنائي علي ما فعله عبده حيث سيقرر في النهايه مصيره؟؟
إذن فهو ليس كُلي الألوهيه التي تترفع عن كل ذلل (الإدراك) ونقيصه (النسيان), فربما هو مثلا كهرقليز بطل المسلسلات الخرافيه .
ولا داعي للذكر بأن التشبيه نفسه يضع الله في صورة رجل الأعمال العالمي, الذي لا يملك الوقت الكافي لأن يتابع ويباشرثرواته فيقوم بتوكيل من ينوب عنه في متابعة تللك الاعمال ثم يخرج علينا متشدقا بأنه يعلم دبيب النملة العرجاء علي الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
وهنا نُعَرِجُ علي الآيه " وما َتسُقطُُ مِن وَرَقَةِ إِلَا يَعُلُمٌها ولا حبةِ في ظُلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين" . والرأي للقاريء الحصيف أن يضع كل آيه في مقارنه عقليه منطقيه مع الأيه الأساسيه من سورة ق ليري ويستنبط.
وما يتبادر إلي الذهن هنا بأنه ذَكرت السٌنه علي لسان البصمجي مُحمد بأن (" الله كتب أقدار العباد قبل أن يولدو بخمسين ألف عام ووضعها في اللوح المحفوظ.؟؟) وهنا نتسائل, إن كانت بالفعل مكتوبه وأن الإنسان أتي الدنيا لينفذ دورا مُعد له سلفا, ؟؟ ما الحاجه إذن لتسجيل ما سٌجل؟, وتوثيق ما هو بالفعل معروف وموثق؟!! أتراه الإعجاز العلمي, إذن فلنسأل الدكتور بهلول الفشار ليحل لنا هذا الإشكال ؟؟ أم هو الإفلاس الفكري والبشريه المحضه في الكتابه
أم نذهب إلي مشايخ السلف من امثال بن باز (ليس صديقي الذي يكتب هنا) ,بن عثيمين,بن حنبل,بن الشرموطه,بن الوسخه,ليبدئوا بدورهم في عملية تأييف الأحاديث ( لإشتياقهم الدفين في العوده لأصولهم كماسحي أحذيه), وليً النصوص ليبرروا هذا التناقض,بل ولينفوه, وليردوا القصور إلي عقولنا المريضه وقلوبنا التي عامها الشرك, فران علي قلوبنا وطٌبع عليها, فلم تعد تري هذا النور الرباني, ناهيك عن نظرتهم المسبقه ورأيهم في علم المنطق ورجاله.
ما هو عدد تلك الملائكه التي تُتابع كل عبد من العباد علي مدار اليوم والساعه وتسجل عليه؟!, ما هو حجم هذا الكتاب الذي يٌسجل فيه عمنا رقيب والحاج عتيد كل ما يَصدُر عنا؟؟ ما الذي يضمن لي نزاهتهم فيما يكتبون؟؟!!! هل يعملون علي مدار الساعه ؟أم يأخذون فترات راحه؟ هل الضمان أنهم ملائكه؟! في الحقيقه ما أروعه من ضمان, فأنت بهذا تستدل علي الماء بوصفه إمبو.
لا أدري ما الحكمه في كل تلك المتناقضات, وما الداعي لذلك العبث الذي يضع العقل في أقل ما يوصف بأنه الإضطراب والتشويش.
أليس القرآن كٌلٌ واحد؟ إذن من أين ياتي التناقض؟؟
أليس يكمل بعضه بعضا؟؟ إذن فليفسر لنا أحد ماهية الزئبقيه في هذا النص القرآئني الذي تُدك حصون آياته بنظره متواضعه فاحصه للنصوص!!
في الحقيقه لن أطيل عليكم فبعد قرائه متأنيه للقرآن أكثر من مره, وبصفتي كنت في يوم ما أحد الحفظه لهذا الكتاب, أقول بكل صراحه ووضوح, أن هذا التناقض يضرب الإلوهيه في الصميم, والنبوة في مقتل
وإن دل علي شيء يدل علي إننا امام نص بشري تماما, بل وأقل من بشري , كٌتب بواسطة وحي مزعوم, أو بيد رجل مخبول يعاني فٌصاما حادا.
الأخطر أن هناك من ينادي بجعل هذا القرآن ( جيلي المسلمين) دستورا ومنهاجا, من ينادي بصلاحيته لإدارة العالم, وبأن فيه خير الدنيا والآخره
وهنا أقول إن كان هذا هو حاله إن طٌبقت عليه معايير الدنيا من منطق, بين آياته وبعضها فظهر لي هذا الخواء. فكيف أضمنه لإدارة دُنيا, فضلا أن يهديني إلي الفوز في الآخره المزعومه؟؟
وتبقي علامة التعجب تدور حيثما دار العقل مع النص القرآئني, ولا تستطيع أن تُغمض عيناك عن علامات الإستفهام التي تتبادر إليك حين تقرأ ذاك النص. ومحاولتك المضنيه علي ان تضعه في إطار محدد يٌمكنك
من أن تٌصنفه ككاتب أدبي,فلسفي,علمي, ديني, هزلي,هجصي,فشري, أم كل هذا مٌجمعا, أو لا شيء من هذا إطلاقا
وختاما نقول– تكمن المشكلةٌ دوما في ذلك الكائن القابع في روؤسنا والذي نُصر دوما بأن نُغيبه, والذي نُسلمه بإيدينا لآخرين يقبعون فيه, يبولون,يخرون,يمارسون الزني المنطقي والفلسفي,يُفكرن عنا,يٌقررون لنا,نميل معهم حيث مالوا,ونهيج معهم حيث هاجوا.
دُمتم ودام سماعكم
#محمد_حسين_عبدالعزيز_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟