كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 07:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عندما نتحدث عن الاداء السياسي لتنظيم معين فلا بد أن نربط بين ممارساته ومواقفه، في علاقتهما بمرجعيته الفكرية. كل هذا في علاقته بهموم الجماهير الشعبية وفي مقدمتها عمالها وفلاحيها الفقراء وكادحيها ومعدميها.
فمرآة تقدم أي حزب أو تأخره في الساحة السياسية لا يتم بأخذ ذاته مرجعية للتقييم، بل بأخذ طموحات ومصالح الطبقات الاجتماعية التي من المفروض أنه يعبر عنها مقياسا لهذه العملية.
ولعل تغييب هذا المقياس يبين حقيقة واحدة، وهي أن مثل هذا تنظيم لا علاقة له بمصالح الفئات الشعبية، وهو واجهة للذوذ عن مصالح فئات استغلالية ورجعية.
فما نفع تزايد قاعدة المنتسبين لحزب معين مقابل تزايد أعداد الفقراء والمعدمين؟
ما القيمة المضافة لارتفاع منتخبيه، إذا كان ذلك مصاحبا بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة؟
ما جدائية تطور المؤسسات وقوانينها أمام تطور أشكال القمع والتنكيل بأبناء الشعب المحتجين؟
ما الانعطافة، إذا كان المستفيدون من الوضع القديم/الحالي هم أسياد البلاد والعباد؟
العديد من التناقضات التي تبين أن تننظيمات تقدم نفسها كرافعة لتحول مزعوم، ليست في الحقيقة إلا واجهة لمصالح طبقية غير مصالح العمال وعموم الكادحين.
فالصراع السياسي في جوهره صراع بين الطبقات، المالكة لوسائل إنتاج الخيرات، الطامحة لتأبيد هذا التملك، والمحرومة من وسائل إنتاج هي وقودها وخزان طاقتها الذي لا ينضب.
هذا الصراع يتخذ لبوسا فكرية يستغل فيه المالكون جميع الوسائل وجميع الأساليب، من التضليل إلى الافتراء، مرورا باستغلال العقائدي والديني والطائفي والإثني وجميع تجليات ظلامية الفكر البرجوازي المقيت.
لن تنطلي حيلة إقبار الصراع الطبقي إلا على الذين لا يزال الفكر البرجوازي معششا في ثنايا عقولهم. أما المتشبعون بثقافة الواقع المرير، الطامحون لبناء غد ينمحي فيه الاستغلال والاضطهاد فلا شك أنهم لن يضيعوا بوصلة مصلحة العمال وعموم الكادحين.
الاداء الحزبي في المقام الأول والأخير، سيتم تقييمه بالنظر لهذه المصلحة، ومن يغيبها فهو يقدم الدليل القطعي على أنه تنظيم في الصف المعادي للتخرر والمساواة. وبذلك يأخذ موقعه إلى جانب مصاصي دماء هذا الشعب. وبالتالي فلن تنفع شعاراته ولا زعيقه عن التغيير والتحول المزعوم لأن تضعه في صف الثوار.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟