أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت














المزيد.....

من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 16:57
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


باختلاف النظام السياسي المستند على المجتمع في شرعيته في الدول المتقدمة و ما يمكن ان نقارنه مع انظمتنا المتعاقبة منذ عقود، فالشعب هو العامل الحاسم في ادارة الامور و نجاحه في كافة المفاصل، تختلف كيفية و طريقة العمل في المجالات العامة من نظام ديموقراطي تقدمي عن الانظمة الشمولية الدكتاتورية في المجالات المتعددة، و ما يهمنا هنا هو الابداع و الابتكار.
العمل في هذا المجال اصبح وظيفة لتمشية امور الحياة و ليس التعمق في خلق ماهو مفيد للبشرية كماهو الحال في التوجهات الانسانية في كافة بقاع العالم ، و من اجل المال و الانتفاع فقط في الانظمة الراسمالية النفعية .
ان كان الابداع هو انتاج الجديد ذو القيمة و الاصالة، او عملية جديدة غير مسبوقة لبناء او انجاح المحاولة للوصول الى هدف ما غير محقق من قبل ، او طريقة جديدة لحل مشكلة سواء كانت محلولة بطريقة اخرى سابقا او غير محلولة من الاصل .
اذن تهيئة الارضية لعمل العالم المبدع لا يتوقف على المؤسسة التي يعمل فيها، و لا على النظام السياسي ايضا، و لا على الخبرة او الاليات او الوسائل المستخدمة في ايجاد الجديد في اي اختصاص كان، فقط، و انما عدا الاعتماد على كل ذلك، فان الابداع يولد من رحم العوامل المتعددة ذات العلاقة المباشرة من حيث نوعية التعامل مع الحياة و ما فيها و الثقافة العامة و مستوى وعي الشعب و مدى تربيته و تشبعه للجوانب الضرورية الحياتية و المامات المهتم او المبدع او المبتكر من الجانب الخاص، فان النظام السياسي و الاداري و التعليمي العام و التخصص و توفير المشجعات و ازالة المعوقات من قبل السلطات و التشجيع المختلف الاشكال و الانواع مع تهيئة الاجواء لضمان الصحة الجسمية النفسية للمتعمق في دنيا الابداع ،هو من المطاليب البدائية .
اما في منطقتنا، من منا لم يحس بمدى وجود او ايجاد الاعاقة امام ولو ابسط محاولة للعمل في اختصاص ماعلمياطبيعيا كان او انسانيا ، فناهيك عن المحاربة و الحسادة و التدخلات المتشعبة من قبل الدخلاء و المتطفلين على الاختصاصات و هم ليسوا من صلبها، و فوق كل ذلك اقحام العقيدة و الايديولوجيا و التحزب في هذا المسار ايضا، و استغلاله من اجل الاهداف الحزبية السياسية الضيقة، فهل من المعقول ان يراس و يامر على العالم الخبير من ليس له المؤهلات ان يكون طالبه ايضا، و هل من المعقول ان ينخر الفساد جسم هذا المجال الحساس الذي يقف عنده كل الخيرين بكل خشوع .
ان المجال البدائي العام للخوض في عالم الابداع في جميع العالم هو الجامعة و المنهج المتبع و الطريقة و الاسلوب الذي يتبع فيها و مدى تواصلها مع ما يفيد الناس و في خدمتهم جميعا و ليس من اجل الحصول على الشهادة و التعين و الحصول على لقمة العيش فقط كما نحن فيه . اين الاكاديميات و معاهد العلوم الطبيعية و الانسانية التي تعتبر حلقة وصل بين جميع هذه المفاصل المتصلة مع بعضها. فهل من الممكن ان نجد مؤسسة او دائرة خاصة مساعدة على تسهيل عمل المبتدئين في اي مجال كان، كي لا يصطدموا بصعوبات العمل. فهل من جهة تبنت العقول المبدعة و دعمتها للوصول بها الى الابداع الحقيقي لخير الانسانية جمعاء، او عدم افساح المجال امام ما تستغل منها و تستعمل في غير محلها و تنتج عكس ما تتمناه العقول الانسانية المحبة للحياة .
في هذا الظرف العصيب من حياة المواطن العراقي، كل ابداع مقابل مئةمنه في الدول الاخرى، لانه لا يوجد من دخلفي هذا المجال وخاض التجربة من هذا الجانب و لم يعقه حياته الخاصة قبل المعوقات العملية على ارض واقعه . فانني اعتقد ان الجوانب العلمية التي يمكن ان تلتقي فيما بينها و تساعد البعض لانتاج الجديد المفيد القيم الاصيل، وبما يستفاد الجميع من المنتوج الماضي لا يمكن ان يتداخل الا بتحقيق مجموعة من الشروط الضرورية ، ومنها ؛ اولا و قبل اي شيء اخر: الراحة النفسية للعالم و المشتغل في المجال. ثانيا : توفير الوسائل و المساعدة و التشجيع من كافة الجوانب. ثالثا : تغيير المنهج العام في المجالات التي تتطلب التجديد باستمرار و ضمان تجسيد النظام العام السهل للاختصاصات المعقدة التي لا يخوض فيها الا العقول المبدعة المتفردة في الذكاء . و هذا كله يمكن ان يحدث بعد التغيير الشامل المطلوب في النظام الاكاديمي او الجامعي الذي لا يتوائم في هذه المرحلة مع المستجدات العالمية و الحداثة في كافة المجالات الموجودة .
اذن الابداع و الابتكار يحتاج للارضية قبل العقول الذكية، و الدليل، ان العقول المبدعة التي هاجرت من منطقتنا لقت الارضية الملائمة و نجحت في تحقيق اهدافها ، و لم تكن تقدر ان تعمل ماعملته هناك لو ظلت هنا و انتظرت ما يحل بنا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الشباب من ما يجري في العراق
- ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
- السياسة علم يا قادة العراق
- الدوري يقضي على نزاهة التظاهرات الاحتجاجية
- ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة
- من المسؤل عن فساد وزارة الثقافة في اقليم كوردستان
- في غياب الطالباني يشهد العراق اكبر تظاهرة احتجاجية حاشدة
- بدا صراع الاعلام من مظاهرات الانبار
- البحث وراء الحقيقة دائما ام توهيم الذات احيانا
- تعامل الفرد العراقي مع الواقع بمنظور المواطنة هو الحل
- متى سينهض العراق من جديد ؟
- هل يخرج المالكي من الازمة الحالية بسلام
- بانتهازية المالكي و غرور البارزاني تُزهق الدماء
- المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة
- هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?
- تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
- فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة
- و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية
- هل بالامكان نشر ثقافة الديموقراطية في العراق ؟
- انحصار كوردستان بين مصالح الشرق و الغرب


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت