أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟















المزيد.....


هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 13:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا شيء يقض مضجع الغربيين اليوم كتلك الحقائق الاستراتيجية المؤلمة والصادمة التي بزغت من رحم ومخاض ما أسموه تفبركاً وتصنعاً ودجلاً بـ"الربيع العربي"، الذي حمل أغشم، وأسوأ تيارات التاريخ انغلاقاً وتزمتاً وظلامية وتخلفاً حضارياً مزرياً ومزمناً ومخجلاً إلى عروش الاستبداد العربي الجمهورية السابقة، في ضفة منه، لكن في ضفاف أخرى، وعلى الشاطئ السوري، تحديداً، من "ربيعهم" المزعوم، انبثقت قوة سورية عظمى لم تكن تخطر بخيال أشد المتشائمين بمآلات ومسارات "ربيع" برنار هنري ليفي، المرشح الأوفر حظاً لخلافة بطل عناقيد الغضب، على عرش مملكة بني إسرائيل.

وأقول جازما، ومن دون أية مجازفة، لو علمت مراكز الأبحاث تلك، والمعاهد التي ترسم السياسات الغربية بفطالحها وعقولها المخططة و"جواسيسها" ومجنديها "المحليين" أن "ربيعهم" سيفضي إلى سرقة القرار الأممي ، ونهاية عصر الهيمنة الغربية على القرار الدولي، لكانوا أبقوا على تلك الجمهوريات العربية الاستبدادية الرثة ولما فكروا ، البتة، بتغيير تلك الدمى بدمى جديدة أكثر ولاء وطاعة وعبودية وانقياداً خلف السيد الغربي المطاع. فهل كان "الربيع العربي" المزعوم ورطة وفخاً روسياً-صينياً- إيرانياً بريكسيا، ولعبة استخباراتية دولية كبرى ومعقدةً لتقويض هيمنة القوى الغربية على مقدرات العالم؟

وفي الحقيقة فإن المجازفة الغربية بهذه الورقة الخطيرة المسماة بالربيع العربي كأداة وآلية جديدة لتغيير نظم الحكم لم تأت من فراغ ولها إرثها الاستعماري والتآمري الطويل الذي أثبت نجاعته وفعاليته في غير مكان من العالم، ولولا تعثره في العقدة السورية لكان الغربيون يتبادلون، اليوم، أنخاب انتصار جديد في حلقة جديدة في سلسلة مشروعهم السلفي التوراتي الصهيو-أطلسي-بدوي المعلن بالسيطرة على الكوكب الأرضي وتسخير كل مقدراته وموارده وقراره بما يخدم مصالح ومطامح وبقاء ذاك المعسكر الغربي.

والملاحظ أنه من النادر، تاريخياً، أن قوة ما قد صمدت، في تاريخ الصراعات، في وجه معسكر "الحلفاء" التقليدي، الذي يهيمن على الساحة الدولية منذ نشوء الحقب الإمبراطورية الاستعمارية الغربية ويتحكم بموارد ومصادر ومصائر البشرية في كل مكان، وكانت أية قوة بازغة على المسرح الدولي، أو أي مشروع من هذا القبيل، هدفاً لتلك القوى الغربية التي تعتقد بتفوقها النوعي والعنصري والإثني والعرقي، وبالتالي أحقيتها لقيادة وريادة هذا العالم من دون منازع، واستطاعت أن تجمع حولها ومن خلال أساليب الضغط والترهيب والترغيب عدداً لابأس به من دول العالم التابعة والدائرة في فلك السياسات الغربية وتخدم مصالح الغرب، والتي لا تمتلك إرثاً حضارياً ولا تاريخاً وجودياً مميزاً ولا طموحات وطنية مشروعة للارتقاء على سلم الدول المعتبرة على المسرح الدولي للاصطفاف والتحشيد العددي لإبرام ذاك المخطط الجهنمي.

وبذات الطريقة تم استهداف كل تلك الإمبراطوريات التي حاولت الخروج عن الطوق الغربي بدءاً من إمبراطورية الخلافة العثمانية المقدسة في بداية القرن الماضي وما حدث قبله من مواجهات عسكرية معها في البلقان وأوربا أفضى لهزيمتها وانهياريا، وأوروبا ذاتها، إلى الإمبراطورية الألمانية الجرمانية الآرية المقدسة حسب هرطقات "كفاحي"، مروراً بالاتحاد السوفييتي، وكوبا، ويوغوسلافيا تيتو، وفنزويلا هوغو شافيز، ومصر ناصر، وكوريا الشمالية، وإيران النووية...إلخ، التي كانت، وفي عملية شيطنتها أي الـ Demonization تصنف كدول مارقة Rouge States شتبـّت عن الطوق والإرادة الغربية ويجب إعادتها، وبالقوة الحشنة، وطبعاً بعد فشل القوة الناعمة، إلى الحظيرة والمسار المرسوم لضمان استمرار التفوق الغربي، وتأكيداً للنظرية الفوكويامية بنهاية التاريخ ووقوفها عند عتبات الأنموذج الـStyle السياسي الغربي الفريد والمتفوق وباعتقادي الراسخ أن هذه أغبى وأحمق نظرية وفرضية أتى بها مفكر في التاريخ.

غير أن الحلقة السورية، في ماراثون الإخضاع والتدجين الغربي كانت هي الأصعب والأشق وشكلت مفاجئة غير متوقعة لأدوات وأطراف العدوان، وما كانت المهل "اليومية" المعدودة، والأسبوعية والشهرية التي كانت تعطى لسقوط وانهيار النظام، إلا نابعة من تلك التصورات اليقينية الغربية المسلم به بحتمية سقوط الأنظمة المستهدفة وخروجها من معادلات مشفوعة-أي التصورات- بإرث طويل من الانتصارات والإنجازات الغربية في هذا المجال. وإن انتصار سوريا الوشيك والمرتقب، لا محالة، في الحرب الكونية الثالثة، وبعد انهيار مسلحي ومرتزقة الناتو في المعارك المفصلية التي حشد لها على نحو هائل كمعركة دمشق، وحلب، وأخيراً معركة تفتناز(1)، وخروج سوريا من أزمتها معافاة هي أكبر انتكاسة وهزيمة للمعسكر الغربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وستعني انقلاباً نهائياً وتحولاً جذرياً وانعطافة نوعية في ميزان القوى العالمية ستوج سوريا به كقوة عظمى مهابة الجانب على المسرح الدولي، وهذا واقع بات قاب قوسين أو أدنى، مع فشل المعسكر الأطلسي-البدوي- التركي في تحقيق أي إنجاز على الأرض، وما إطالة أمد الحرب ورفض أي مبادرات سلمية إلا تعبير عن هذا الهاجس والواقع اللوجستي والوضع الاستراتيجي الجديد الذي سينبثق من رحم هذه الأزمة وهو ما يصيب الغرب في مقتل، لكن ذلك هو مجرد رفض فارغ ومكابرة واضحة بعدم الإقرار بنتيجة الصراع؟

عادة ما تشكل الحروب العالمية، وحدها، الخرائط، والجعغرافيا السياسية الجديدة في العالم، وهذه الحرب العالمية الثالثة التي شنت ضد سوريا، إذ اشتركت فيها، وبشكل من الأشكال، أكثر من مائة دولة في حرب يومية عسكرية، وإعلامية، ودبلوماسية شرسة ضد دولة واحدة، ومع ذلك لم تنل منها، ولم تهزمها حتى اللحظة، وهي –أي الحرب-على وشك أن تضع أوزارها دون أن تنال من الأمة السورية، ما يعني أننا أمام ولادة قوى كونية عظمى سيكون لها وزن وشأن وتأثير ودور محوري في رسم سياسات واستراتيجيات العالم الجديد المنبثق من رحم هذا المخاض الكوني للقرن القادم على أقل تقدير. وكما أفضت الحرب العالمية إلى يالطا جديدة وتشكل جيوسياسي جديد، سقطت بموجبها إمبراطوريات، ودخلت المسرح الدولي إمبراطوريات وقوى جديدة، ونشهد، اليوم، حقيقة، انحساراً حقيقياً لتأثير ونفوذ وقوة "الحلفاء" التقليدين وتراجعاً ملحوظاً لهم على المسرح الدولي، والحقيقة الراسخة اليوم تقول: "إن عالم ما قبل "ربيع" برنار هنري، هو غير عالم ما بعده". وها هو التاريخ يعيد نفسه متشكلاً من جديد بقوى وإمبراطوريات هزمت وخرجت من المسرح الدولي وهي تعلن اليوم اندحارها واستسلامها وتسلم بهزيمتها، كالولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، الذي ينبغي والحال، طردها من مجلس الأمن الدولي، ومنح مقاعدها الدائمة للمحور المنتصر، أي لسوريا، ومجموعة البريكس، كتعبير عن ذاك الانتصار الناجز لهذا المحور الدولي الجديد. وعلى الساسة في سوريا، ومن اليوم، المطالبة الجدية، والعمل الحثيث، وبكل صدق وجدية، وطاقة متاحة، على هذا المحور والهدف، فهو الوحيد المعبر، والذي يليق بحجم وعظمة هذا الإنجاز والنصر السوري العظيم والواقع الجديد.

ومبروك، سلفاً، لسوريانا الحبيبة، وللأمة السورية الخالدة، جمعاء، مقعدها الدائم الجديد في مجلس الأمن الدولي، وامتلاكها حق الفيتو، وحق التصويت.

(1) تعرضت البنية العسكرية للعدوان البربري الكوني على سوريا إلى نكسة خطيرة وهزيمة ساحقة تجلت باستدراج مجموعات من آلاف مؤلفة من موجات "الثوار" معتمدة على الكثافة العددية، إلى حرم المطار في أرض سهلية مكشوفة ليتم اصطيادهم بها بالآلاف، وتعرضوا، بكل أسف، لعملية إبادة حقيقية جماعية، ما كنا لنتمناها مع سقوط هذا العدد الهائل من القتلى المجانيين والوقود الرخيص في معارك واستراتيجيات الآخرين، ولم يختلف الأمر كثيراً عن سيناريو استدراجهم لمعركة دمشق التي انتهت، وبكل أسف وألم لكل قطرة دم سوريا سفكت في هذا الصراع، بكارثة بشرية حقيقية لـ"الثوار"، ومن يقف خلفهم من مجانين ومعتوهي وصقور الأطلسي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم
- من هم هؤلاء القتلى؟
- فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا
- الديموخراسية وربيع العرب
- إلى وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية: تباً لمصالحتكم
- لماذا لم أنشق؟
- ثورات بلا ثوار...وربيع بلا أزهار
- خبر عاجل: انهيار اسعار المواشي والنعاج
- متى يتوقف أردوغان؟
- مصر: ملهاة مرسي العياط
- زين الهاربين بن مرسي
- إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج
- إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
- طوبى للشبيحة


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟