أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي















المزيد.....

الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 03:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لقد لعبَ العامل الإقتصادي دوراً حاسماً منذ وجود الخليقة في صيرورة حياة الإنسان وتنظيم نشاطه وجنوحه إلى الإستقرار بعد أنْ كان يلاحق طرائده لتأمين قوته اليومي، فأخذ يمتهن الزراعة وتدجين الحيوانات الأليفة التي تمكنه من الإنتفاع من لحومها ومنتجاتها وجلودها، وكان نشاطه غير مقيَّد بقطعة أرض محدّدة لعدم وجود مفهوم (الملكية وقوانينها)، إنّما الذي يحدده هو توفّر المياه التي يستطيع من خلالها ممارسة نشاطه الزراعي، فكل شيء كان مشاع أمامه، ولذا فإنَّ هذه المرحلة هي الأولى من مراحل التكوين الإجتماعي – الإقتصادي، ويُطلَق عليها مصطلَح (المشاعية البدائية). المراحل التي تلتها ( العبودية، الإقطاعية، الرأسمالية..) إتسَمَت بظهور الطبقات – فالعبودية تُظهِرالأقلية المسيطِرة بالقوّة على السواد الأعظم من العبيد لغرض إدارة وتسخير الموارد الطبيعية و وضعها في خدمة تلك الطبقة الحاكمة المهيمنة، ثمَّ تبعتها مرحلة الإقطاع التي تبيِّن حَقْ الإقطاعيين بالملكية المطلقة في الأرض وغلالها الزراعية و في البشر "الفلاحين الأقنان"، وأخيراً حلَّتْ مرحلة الرأسمالية بظهور الثورة الصناعية في أورپا وتحديداً في بريطانيا، والتي كانت ولاتزال تُحمل في ثناياها حقيقة علاقات الإنتاج (ملكية وسائل الإنتاج وقوّة العمل) غير العادلة ألتي تكشف طبيعة الصراع المرير بين الرأسماليين والطبقة العاملة.
إنَّ عملية الإستقراء الموجزة الخاصة بمراحل مسيرة تطوّر المجتمع البشري ألتي ذكرتها آنفاً، أردتُ من خلالها التأكيد على أنّ العامل الرئيس في إنقراض أية مرحلة وظهور مرحلة جديدة على أنقاضها من المراحل المذكورة بالتتابع هو العامل الإقتصادي!!.
سايكس – پيكو، هذا المصطلح الذي لم نعِشْ أحداثه عند ظهوره بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1917، حيث عرفناه من خلال كتُب التاريخ، إذ تمَّ تقسيم ممتلكات الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية) بين فرنسا وبريطانيا إثرَ توقيع معاهدة بين الدولتين، قام بتوقيعها وزير خارجية بريطانيا (مارك سايكس) مع وزير خارجية فرنسا (جورج پيكو)، تلك المعاهدة أعطت الحق لإحتلال بلدان الشرق الأوسط عسكرياً. إنّ الدوافع الجوهرية لقيام الحربَين العالميتَين الأولى والثانية هي دوافع إقتصادية، والإحتلال العسكري يُمثل الخطوة الأولى المُمهِدة للأستعمارالجديد (الإقتصادي) اللاحق، الذي هدفه هو إستلاب الثروات الطبيعية في تلك البلدان الفقيرة وحرمان شعوبها من إستغلال تلك الثروات للنهوض بواقعها المتخلف. و ما يجري حالياً من صراع "سلمي كان أم عسكري" وبمختلف الأقنعة بين العالم الصناعي المتقدم "فاقد الثروات" والعالم النامي والفقير "مالك الثروات" حول إدارة وإستغلال الموارد الطبيعية النادرة وكيفية الإستفادة منها، إلاّ دليل على ذلك. إنّ الهيمنة الإقتصادية للدول المتقدمة هي ألتي تفرض هيمنتها السياسية علىالشعوب المتحررة. وأمامنا شواهد وأمثلة كثيرة حدثَتْ في القرن العشرين: الإنقلاب على حكومة "محمد مُصدّق" في إيران عام 1953 إثرَ قيامه بتأميم شركات النفط،... إنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 ضد توجّهات ثورة 14 تموز عام 1958 والزعيم "عبد الكريم قاسم" بسبب تشريع قانون رقم 80 الذي أعادَ السيطرة على الأراضي العراقية إلى الدولة بعد أن كانت تحت التصرّف المطلق لشركات النفط البريطانية،... الإنقلاب الدموي عام 1973 في تشيلي على حكومة الوحدة الشعبية برئاسة "سلفادور الليندي" عند قيام الأخير بتأميم مناجم النحاس المملوكة من قِبلْ الشركات الأمريكية... والقائمة تطول،... أطرح التساؤل التالي: نلاحظ الفواصل الزمنية فيما بين الإنقلابات المذكورة هي عشر سنوات ، فلا أدري إنْ كانت هي محض صدفة، أمْ أنّ الرقم (10) هو رقم مقدَّس لدى أجهزة الإستخبارات التجسسية التآمرية العالمية، وعلى هذا الأساس، هل سيحدث شيءٌ ما في العراق هذا العام 2013 بعد مرور عقد من الزمن على سقوط حكم البعث الدموي؟... إنه مجرّد تساؤل!!!.
نحن نعلم جيداً أنّ الإقتصاد العراقي هو جزء من منظومة الإقتصاد العالمي، كل منهما يؤثّر ويتأثر بالآخر، فالعراق يستطيع التأثير على أسواق النفط العالمية عن طرق زيادة أو تخفيض كميات النفط المصدَّرة ألتي تؤثر على إقتصادات البلدان المستوردة، لكن تسعيرة النفط تتم بالدولار الأمريكي، والتي تعني إرتباطها بحالة إستقرار وإنتعاش الإقتصاد الأمريكي و الذي بدوره ينعكس على حجم إستيرادات وحاجة الولايات المتحدة من النفط، لذا نتذكر كيف إنهارت أسعار النفط عام 2008 بسبب الأزمة المالية التي واجهتها أمريكا، والتي كان لها وقعٌ كارثي على مجمل الإقتصاد العالمي ومن ضمنه الإقتصاد العراقي. السؤال الواجب طرحه هو كيف يمكن للإقتصاد العراقي أن يصبح قائم بذاته بعيداً عن أفلاك الإقتصاد العالمي، وأعني هنا (الإنسلاخ عنها وليس التفاعل والتكامل الطوعي المستقل الذي يؤمّن الإستقلال السياسي الوطني). لقد إبتكَرَتْ تلك الدول ألتي كانت بالأمس "إستعمارية" أساليب جديدة في كيفية جعلْ البلدان النامية والفقيرة أسواق رائجة لمنتجاتها الصناعية والزراعية وبمساعدة قواعد وشروط (الثالوث) صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية. والأسلوب الأحدث والأكثر خطورة وتدمير هو مايتم تنفيذه ضد العراق عن طريق تجنيد أنظمة بعض دول المنطقة للحيلولة دون إستقراره السياسي، فإستقرار العراق سياسياً سيعطيه المجال للنهوض بواقعه الإقتصادي وبالتالي سيصبح القطب الإقتصادي الرئيس في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وهذا الأمر يثير فَزع تلك الأنظمة ولا يروق لها ولا لتلك الدول ألتي تدفعها بهذا الإتجاه!.
بألأمس إستمعنا إلى تقرير محافظ البنك المركزي بالوكالة – د. تركي عبد الباسط – الذي أعلنَ فيه عن زيادة الإحتياطي النقدي الإستراتيجي من 67 مليار دولار إلى 110 مليار دولار في نهاية هذا العام!.. إنّ هذا التقرير مُفرح و مُحزن، مُفرح لأنه سيعزّز القوّة الشرائية للدينار العراقي والتي تؤثر إيجابياً على إستقرار السوق الداخلية والقدرة الشرائية للمواطن، لكنه مُحزن، لكونه أهمل كيفية خلق وإيجاد الإحتياطي الإستراتيجي غير المباشر الذي بيّنته في مقالات سابقة وأعيده الآن للتذكير، والمقصود هنا هو النهوض بقطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والنقل، التي تلعب الدورالأكبر في تكوين الدخل الوطني الإجمالي بعيداً عن موارد النفط، كما هو حاصل في بلدان عديدة لاتمتلك الثروات الطبيعية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والبرازيل. إنّ إعتماد الإقتصاد العراقي بإستمرار على إيرادات النفط فقط، سيجعله واقع تحت وطأة متغيرات الإقتصاد العالمي وأزماته المزمِنة.



















#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات تثير القلق... تستوجب التوقف عندها !
- الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانو ...
- البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها
- قانون الإنتخابات والملحق الجزائي !
- حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!
- فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -


المزيد.....




- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...
- استمرار تدهور مناخ الأعمال بقطاع السيارات في ألمانيا
- بحضور ماكرون.. السعودية توقع اتفاقيات مع شركات فرنسية
- مصر.. ساويرس يمنح الجامعة الأمريكية أكبر تبرع في تاريخها ويت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي